سلّطت صحيفة “ايست ريبوبليكان” الفرنسية، في تقرير خاص لها الضوء على معاناة أم سورية فقدت حق حضانة طفلتها، بعد وصولهم إلى فرنسا كلاجئين مع زوجها.

ووفق ما ترجم موقع “الحل نت” فإن العائلة التي هربت من سوريا عام 2016 بعدما تعرض منزل الزوجين للقصف وتحول متجر رب الأسرة إلى رماد، وجدت نفسها و ابنتهم الصغيرة البالغة من العمر آنذاك 4 سنوات، إلى جانب ابنة ثانية للأب من زواجه الأول، مجبرين على اللجوء إلى تركيا، كأول محطة في طريق لجوئهم إلى أوروبا التي وصلوها عبر اليونان، حيث تم رعايتهم هناك من قبل منظمة تابعة للأمم المتحدة قبل إرسالهم إلى فرنسا.

استقر الزوجان اللاجئين في مدينة دول الفرنسية، في محاولة لبناء حياة جديدة، بدعم من طبيب سوري يمارس الجراحة منذ ما يقارب من أربعين عاما على الأراضي الفرنسية. “لقد تركوا حياتهم وراءهم في سوريا التي مزقتها الحرب، وكانت مساعدتهم أمر بديهي”، يقول الطبيب الجراح. في ربيع عام 2018، أنجبت الأم منال طفلتها الثانية.

“أنا لم أتخل عنكما أبداً”

تبدأ هذه العائلة في مواجهة المشاكل بعد عام، فالابنة الكبرى، وهي مراهقة تبلغ من العمر 14 عاما، تكتشف الحياة الغربية، ويتفاجئ والدها عندما يراها بصحبة صبي، فيغضب كثيرا ويضربها.

يقول الطبيب الجراح مدافعا: “نحن شرقيون، وأحيانا مندفعون، ولكن لدينا أيضا قيمنا ومبادئنا”. لكن الفتاة “التي كانت في حالة تمرد كامل” تستدعي الشرطة، وتندد بالعنف داخل الأسرة، وتثير مسألة تعرضها للاعتداء الجنسي. “في الإسلام، عندما يعتدي الأب على ابنته، يُحكم عليه بالإعدام”، يقول الجراح في مواجهة “الاتهامات الباطلة”. وقد تم وضع رب الأسرة في مركز احتجاز الشرطة، ثم أطلق سراحه، وهو يصرّ على براءته قائلا: “إذا كنتم تريدون إرسالي إلى السجن، افعلوا ذلك، لكن أعيدوا بناتي إلى زوجتي”.

وفي شهر حزيران/يونيو 2019، بعد الإفراج عن الأب، سُحبت الفتيات من حضانة الوالدين اللذين انفصلا منذ ذلك الحين، ويعيش الأب في بيزانسون، بينما تعيش الأم في مونبيليارد منذ عام، إلى جانب الفتيات اللواتي يبلغن من العمر الآن 10 و4 أعوام.

إلا أنه اليوم تعيش البنات لدى عائلة مضيفة في مدينة دول. أما منال، التي كانت تعمل كوافيرة في سوريا في حياتها السابقة، فلا تملك سوى حق الزيارة المقيدة مرة كل أسبوعين. “إن كل زيارة تعتبر بمثابة تمزق وألم كبير”، يصرخ الجراح، مترجما صوت ومشاعر الأم، التي تأخذ الدروس ولكن لا تزال لا تتقن اللغة الفرنسية. “إنها تقاتل من أجل إعادة بناتها إليها، ولتتمكن من أن تقول لهم يوما ما: لم أتخل عنكما أبدا”.

تقول منال أيضا في حديثها للصحيفة وفق ما ترجم عنها الطبيب السوري “دعوهم يعيدونا إلى هناك تحت القنابل. أفضّل الموت في سوريا على أن يبعدوني عن بناتي”.

بينما يتحدث الطبيب غاضبا “هل عدنا إلى الزمن المظلم في العصور الوسطى؟ لماذا نوقع هذه العقوبة غير الضرورية على هذه المرأة. أعيدوا لها بناتها الصغار، وأنا سأكون الكفيل. يجب أن تنتهي هذه القصة، وأن تجد هذه الأم أطفالها الصغار. لقد استمر هذا لعامين، وهو بمثابة جحيم لهذه الأم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.