بدأت الشركة الروسية المعروفة باسم “مجموعة فاغنر”، تجنيد السوريين للذهاب للقتال في أوكرانيا، حيث استخدمت روسيا كل الوسائل المتاحة لها لتأمين توسعها، حيث دعمت مؤخرا شركات الأمن الخاصة المحلية لبناء مكاتب في مواقع جديدة من أجل تجنيد عدد أكبر من السوريين للقتال من أجلهم في إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.

من فنزويلا إلى أوكرانيا

كشفت مصادر خاصة لـ”الحل نت”، أن شركتي “السند” و”القلعة” بدأتا مؤخرا استقبال طلبات مترجمين من العربية للروسية، ومدربين، وجراحين، ومعالجين، وأطباء أسرة، ومهندسين، وطهاة، وسائقين، بالإضافة للرجال العسكريين كخبراء المتفجرات المقاتلين الفرديين.

وذكرت المصادر، أن مكاتب الشركتين بدأت بقبول الطلبات من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و 45 عاما، في حين نوهت المصادر أن جميع من لديه خدمة إلزامية في الجيش السوري ترفض طلباته مباشرة.

وأوضحت المصادر، أن الشركتين تؤكدان للمتقدمين أن العقود المبرمة تنص على الخدمة مع “فاغنر” الروسية في إقليم دونباس، وتنص الوثيقة على نشر المرتزقة في البلاد بالتنسيق مع الجيش الروسي ولحماية المصالح الروسية هناك.

وفي التفاصيل، فإن الشركتين وبمجرد إبرام الصفقة، يتم دفع 800 إلى 2000 دولار للشخص حسب الاختصاص، وسيتم البت في نحو 1000 طلب حاليا، وأغلبهم من محافظات درعا والسويداء وحمص.

الجدير ذكره، أن الهدف من إنشاء شركة “السند” و مركزها مدينة دمشق، التي يمتلكها رجلي الأعمال “أحمد خليل” و “ناصر ديب”، يتمثل بحماية المنشآت والمعامل ومرافقة القوافل التجارية ونقل الأموال، لتصبح الشركة تحت وصاية روسيا بعد تعيين العميد المقرب من القوات الروسية، رسلان إسبر، مديرا لها.

للقراءة أو الاستماع: مقاتلون في المعارضة السورية يستعدون للانتشار في كازاخستان

حُمى نقل السوريين للقتال

خلال السنوات القليلة الماضية، وفي كل مرة اندلعت فيها حرب خارجية تكثر التسريبات والتقارير الصحفية وفي أحيان الأممية بخصوص تجنيد مقاتلين سوريين في تلك الحروب/الصراعات، واستخدامهم كوقود لتلك المعارك، ما أدى إلى موجة من الآراء المتباينة حول صحة هذه الأنباء بالرغم من تأكيدها لاحقا.

لقد استغلت روسيا سابقا تجنيد السوريين في مناطق سيطرة حكومة دمشق، في كل من ليبيا وفنزويلا ولاحقا في أرمينيا. إلا أن الخطة الروسية لتسفير الشباب السوريين من عدة محافظات سورية، للعمل حراسا لمناجم الذهب والماس في فنزويلا. وعدم وضوح مصير الشبان، الذين جندتهم روسيا للقتال في ليبيا، عقب اقتراب التوصل لحل سياسي هناك، فشلت بشكل شبه كلي. 

خطة تجنيد المدنيين السوريين، وإرسالهم إلى مناطق سورية أخرى مشتعلة، ليست جديدة على روسيا. وهي تأتي بعد سنوات من أحداث مدينة تدمر، التي كانت فيها الشركات الأمنية الروسية ترسل شبابا سوريين إليها لقتال تنظيم “داعش”. مقابل مرتب شهري يبلغ مئتي دولار، ثم تنصلت من كشف مصير من لم يعد منهم.

وتستند الشركات الأمنية الروسية، في تجنيد المدنيين السوريين، إلى المرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2013. القاضي بإنشاء شركات أمنية للحماية، والذي يمكن “استخدامه غطاء لأي نشاط مسلح. خارج نطاق المؤسسات الرسمية للدولة السورية”. وبحسب المحامي “بديع أبو حسن”، الذي يوضح لـ”الحل نت” أن “وزارة الداخلية السورية مسؤولة عن تطبيق هذا المرسوم. أما الجهة المخولة بالتنفيذ فهي مكتب الأمن الوطني”.

للقراءة أو الاستماع: بسبب أوكرانيا.. تصفية الصراعات الروسية التركية في الشمال السوري؟

قرع طبول الحرب في أوكرانيا

بحسب بيان للبيت الأبيض، الخميس الفائت، فقد حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن هناك “فرصة واضحة” لأن تهاجم روسيا أوكرانيا الشهر المقبل (شباط/فبراير). ورغم نفي موسكو حتى الآن لهذا المخطط، إلا أن التعزيز الأخير لعشرات الآلاف من الجنود الروس على الحدود الأوكرانية أثار مخاوف أوروبية من غزو روسي لأوكرانيا.

التصريحات الأميركية جاءت خلال محادثة هاتفية بين بايدن، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وطبقا لإيميلي هورن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، فإن بايدن “حذر من وجود احتمال كبير بأن الروس قد يهاجمون أوكرانيا في شباط/فبراير”.

إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس الأحد، أن الصورة على حدود أوكرانيا مع روسيا “مقلقة بشكل متزايد”.

ويستبعد الخبراء والمحللون، أي اجتياح روسيا لأوكرانيا، خلال الفترة الحالية على الأقل. لاسيما بعد التهديدات الغربية، بالرغم من تشكيك البعض بجديتها. إلا أنهم يرون أقل ما يمكن فعله من قبل حكومة بوتين هو الاستيلاء على مناطق حدودية.

للقراءة أو الاستماع: أوكرانيا.. قرع طبول الحرب واحتمالات التصعيد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة