دفع هجوم تنظيم “داعش” على مدينة الحسكة “الإدارة الذاتية” إلى فرض حظر كلي عليها وجزئي على القامشلي وريفها لمدة أسبوع، ما تسبب بقطع طرق المواصلات وتوقف الحركة التجارية والسفر بين سائر المدن الحدودية شمال الحسكة وبقية المناطق السورية.

وبعد مرور نحو أسبوعين على اندلاع المعارك، بات المئات من الوافدين العالقين في المنطقة ومن سكانها يمنون النفس بقرب إعادة فتح طريق أبيض الرابط بين مدينتي الحسكة والرقة، للانتقال إلى باقي مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” أو الوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وافدون عالقون

وكانت أمينة علي(35 عاما) قد وصلت في زيارة إلى أختها المقيمة في القامشلي قادمة من دمشق قبل نحو أسبوعين، إلا أن فرض حظر تجوال كلي على الحسكة قطع الطريق البري مع دمشق، حال دون عودتها، و هو حال المئات وربما الآلاف من الوافدين إلى مناطق الإدارة الذاتية مؤخرا.

وتقول الشابة لـ “الحل نت” إنها لا تستطيع السفر جوا بعد ارتفاع أسعار التذاكر عدة أضعاف، كما لا يزال الطريق البري مغلقا ومن غير الواضح متى سيعاد فتحه.

 لكن بحسب مصادر من “شركة إيزلا للسياحة والسفر” التي تعمل منذ سنوات بين القامشلي والعاصمة دمشق، فإن الحديث يجري عن إمكانية إعادة فتح الطريق يوم الثلاثاء القادم، لكن ذلك لا يتعدى سوى كونه مجرد تكهنات.

وتقوم بعض شركات النقل في كراج القامشلي بحجز مقاعد لزبائنها لرحلات تبدأ مواعيدها صباح يوم الثلاثاء القادم، دون قطع تذاكر، كما أكد موظفون من “شركة الرافدين للسياحة والسفر”.

للقراءة أو الاستماع: تنظيم “داعش” يحترق بناره ودماء عناصره.. آخر أيام التنظيم

تراجع الحركة التجارية

ويبدو أن الضرر الأكبر من توقف حركة السفر لحق بفئة المرضى ممن يضطرون لزيارة العاصمة دمشق، وخاصة من المصابين بالأمراض المزمنة والسرطانات.

في المقابل يشكوا تجار من القامشلي أيضا من توقف أعمالهم رغم إعادة فتح معبر سيمالكا الحدودي مع “إقليم كردستان”، والذي كان مغلقا منذ نحو شهر.

وبحسب حسين سليمان وهو تاجر للموبايلات، فإن إعادة فتح معبر سيمالكا بعد نحو شهر من توقف استيراد الموبايلات، كان قد دفعه للتفاؤل بإمكانية العودة إلى ممارسة عمله، لكن إغلاق الطريق مع بقية مناطق شمال وشرقي سوريا، بعد فرض الحظر الكلي على الحسكة، حال دون ذلك.

 ويقول سليمان إنه يعتمد في جزء رئيسي من عمله على إرسال شحنات من الموبايلات إلى  مناطق الرقة وريف دير الزور وكوباني ومنبج، وهو ما ليس متاح الآن نتيجة إغلاق طريق أبيض بين الرقة والحسكة.

ولا تزال عمليات التمشيط مستمرة من العشرين من الشهر الجاري في حي الغويران، فيما أعلن “المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية”، اليوم الأحد، سيطرته الكاملة على سجن الصناعة.

وتسبب هجوم التنظيم على الحسكة في هروب المئات من السجناء قبل أن تتمكن “قسد” من اعتقال غالبيتهم، وتنقل المئات منهم إلى مراكز احتجاز جديدة خارج المدينة.

وكانت “الإدارة الذاتية” قد افتتحت مأويين مؤقتين لاستقبال عشرات العوائل من حيي الغويران والزهور، بينما توجهت مئات العوائل إلى أقاربها في المدينة وريفها للإقامة إلى حين عودة الاستقرار.

وتتحدث “الأمم المتحدة” عن فرار نحو 45 ألف شخص من سكان الأحياء المحيطة بسجن غويران جراء هجوم التنظيم وتحصن خلاياه في منازل للمدنيين.

للقراءة أو الاستماع: استياء شعبي من استمرار بقاء سجون مقاتلي “داعش” بين الأحياء السكنية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.