استيقظ الاهالي في سوريا الثلاثاء على ما اعتبرها البعض “فاجعة اقتصادية” بعدما قررت الحكومة السورية، استبعاد مئات الآلاف من العائلات السورية من الدعم الحكومي، وإبطال مفعول البطاقات الذكية للحصول على بعض السلع والمواد الغذائية بأسعار مدعومة.

بين ليلة وضحاها حرمت الحكومة السورية مئات آلاف العائلات السورية، من الدعم المالي لمواد أساسية كالخبز والغاز والبنزين وغيرها من المواد الاستهلاكية، ما يعي أن تلك العائلات ستضطر لشراء تلك المواد بأسعارها الحرة، التي تضاعفت عدة مرات خلال الفترة الأخيرة بقرارات حكومية أيضا.

وبحسب مصادر في حكومة دمشق، فإن الاستبعاد من الدعم سيشمل مواد كـ (الخبز- الغاز- المازوت- والمواد التموينية).

قد يهمك: تحديد أسعار المواد الغذائية في سوريا.. أرخص من السوق السوداء؟

سخرية واستنكار

وفي خضم الاحتجاج على القرار الحكومي، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ صباح اليوم موجات سخرية واسعة على قرارات دمشق، وذلك بسبب المعايير التي اعتمدتها الحكومة في استبعاد العائلات وسحب البطاقات الذكية.

وقال سمير بركات عبر فيسبوك تعليقا على استبعاده من الدعم الحكومي: “صيط غنى ولا صيط فقر، طلعنا من أصحاب رؤوس الأموال و ما كنا عارفين، مستبعدون من الدعم بسبب ملكية سيارة 1600 سي سي  موديل 2009، كنا قد حصلنا عليها بالتقسيط”

وتداول السوريون آلاف الصور لرسائل وصلتهم اليوم عبر تطبيق أطلقته الحكومة، وذلك لإعلامهم باستبعادهم من الدعم لأسباب عدة كوجود رب الأسرة خارج سوريا، أو امتلاك أحد أفراد العائلة لسيارة موديل  2008 فما فوق، أو وجود سجل تجاري.

من جانبها قالت سانتا ديب تعليقا على قرار استبعاد عائلتها من الدعم الحكومي: “أديش بتنصدم أنه الشعب عم يتحاسب على رفاهية الـ2008، ونحنا بالـ2022، وفيك ترجع مية سنة لورا شي بيقرف“.

الحكومة في مواجهة غضب الأهالي

وفي محاولة لتهدئة الشارع السوري، أشار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى احتمالية وجود أخطاء في القوائم التي صدرت بشأن العائلات المستبعدة من الدعم الحكومي.

قد يهمك: 20 ألف ليرة سوريّة الفرق بين أسطوانة الغاز المدعوم والحر

وقال في منشور الثلاثاء عبر صفحته بفيسبوك: “كل موظف في الدولة أو متقاعد على سلم رواتبها وليس لديه نشاط تجاري أو موظّفا بشركة خاصة، وتم استبعاده بسبب السيارة، تتم إعادته إلى الدعم بمجرد الاعتراض على موقع الاعتراض“.

كذلك أشار الوزير سالم في تصريحات إذاعية اليوم أن: “العوائل ممن لديهم بيوت وتضررت في مناطق الحرب والأحداث، وهناك ضبوط بما حصل جميعهم سَيُعادوا إلى الدعم ولن ننام قبل القيام بذلك” حسب قوله.

وكتب الصحفي السوري صدام حسين ساخرا من إعلان رفع الدعم عبر فيسبوك: “مُستبعدة من الدعم لأنها تملك حساب على إنستغرام.

وفي خضم قرارات الاستبعاد من الدعم وتعميق الأزمات الاقتصادية، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام قراراً، حددت فيه سعر ربطة الخبز للشرائح المستبعدة من الدعم بـ 1300 ليرة سورية، بعد أن كانت تباع بـ 200 ليرة لسعر الدعم.

وكانت معاونة وزير الاتصالات والتقانة، فاديا سليمان، أكدت السبت أن المرحلة الأولى من آلية رفع الدعم، ستشهد استبعاد 596628 بطاقة أسرية من الدعم أي ما يعادل 15 بالمئة من البطاقات الأسرية.

وبحسب تصريحات معاونة الوزير فإن الحكومة عمدت إلى “تحديد أصحاب السيارات الخاصة المستبعدة من الدعم من خلال بيانات وزارة النقل، حيث سيتم استبعاد من يملك سيارة ذات محرك أكثر من 1500 سي سي موديل 2008 وما بعد من دعم المشتقات النفطية، أو من يملك أكثر من سيارة“.

إبراهيم عيد وهو أب في أسرة سورية مكونة من خمسة أفراد، رأى أن قرارات الاستبعاد من الدعم ستكون ظالمة ومجحفة بحق آلاف الأسر السورية، في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.

وقال عيد في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “أنا عندي سيارة موديل 2010، بستخدمها لنقل بضاعة وبشتغل على بسطة بحلب، بحسب قرارات الحكومة انا مستبعد من الدعم، سيارتي بستخدمها للشغل مو للرفاهية“.

وأضاف: “يعني الحكومة رفعت الأسعار وطالعت البطاقات، وهلأ عم ترجع تسحبهم، على مبدأ تقسيط الصدمة للأسف“.

أسعار ملتهبة منذ بداية العام الجديد

ويبدو أن قرار الحكومة الجديد المتعلق بالدعم، سيعمق بالتأكيد الأزمات الاقتصادية التي يعيشها المواطن السوري، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في سوريا منذ بداية العام الحالي.

فحلقت أسعار اللحوم، مطلع الشهر الجاري، حيث بلغ سعر كيلو لحم الخروف الضأن 42 ألف ليرة سورية. والدجاج 8800 ليرة، وشرحات الدجاج 19500، كما وصل سعر كيلو الطحين إلى 3800. وبيعت البيضة الواحدة، بـ550 ليرة سورية، ووصل سعر ليتر الحليب إلى 2200 ليرة، في حين سجلت أسطوانة الغاز سعر 29682 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: مقترحات متعددة للتخلص من الأزمة الاقتصادية في سوريا.. كيف ستنجح؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.