“كنت أعمل في الورشة وإذ بعناصر الشرطة يدخلون الورشة، السابعة مساء، ويقتادوني أنا وشخص آخر إلى المخفر بحجة التدقيق على وثائقي والتأكد منها” بهذه الكلمات يبدأ محمد العمر حديثه وهو لاجئ سوري تم ترحيله مؤخرا مع عشرات الشبان السوريين من تركيا إلى الأراضي السورية.

ويضيف، أن الحادثة حصلت منذ قرابة 13 يوم حيث تم اقتياده إلى مخفر للشرطة في إسطنبول، ليتم بعدها تحويله إلى مركز “توزلا” لإعادة الترحيل في الولاية.
رغم أن الشاب يحمل إذن عمل صادر عن ولاية إسطنبول، إلا أنه كان من بين عشرات الشبان والأطفال الذين تم ترحيلهم، السبت الماضي، إلى سوريا.

يتابع، “كان من المفترض أن يأخذونا إلى أورفا، ولكن تغير الطريق ونقلونا إلى كيليس وأجبرونا على التوقيع، من ثم نقلنا إلى الجانب السوري تحت التهديدات، كان معنا أيضا أطفال لم يتجاوزوا السن القانوني”. مؤكداً أن العدد يتجاوز الـ 100 لاجئ موزعين على خمس حافلات.

ترحيل عشرات اللاجئين

أثارت مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، قلق اللاجئين السوريين في تركيا، حيث ظهر فيها عشرات الشبان السوريين الذين تم ترحيلهم من قبل السلطات التركية قسراً إلى الأراضي السورية.

الحادثة بدأت منذ أكثر من عشرة أيام عندما اعتقل عشرات السوريين “لم يعرف عددهم بالضبط” في ولاية إسطنبول، ليتم نقلهم إلى “مركز توزلا لإعادة الترحيل” في إسطنبول من ثم إلى ولاية كيليس حيث تم نقلهم للأراضي السورية بعد إجبار الشبان وتوقيعهم على أوراق “العودة الطوعية” بحسب أقوالهم.

أين وصلت القضية؟

تواصل موقع “الحل نت” مع مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة، إيناس النجار، التي قالت بدورها: إنهم “تلقوا مقاطع مصورة من أحد اللاجئين الذين تعرضوا للترحيل وتم إرسالها إلى كل من دائرة الهجرة التركية ووزارة الداخلية، حيث تم فتح تحقيق بخصوص ذلك”.

وأضافت، شكّل الشبان مجموعتين للتواصل، وتم إعداد قائمة بأسماء 50 لاجئا يحملون وثائق الكيملك وتم ترحيلهم، بينما لم يستطيعوا الوصول إلى قرابة 25 لاجئا آخرين، مؤكدة أن النقطة التي قد يواجهون فيها عقبات هي توقيعهم على أوراق “العودة الطوعية”.

وتابعت، أن هناك من بين المرحلين من يحمل إذن عمل أو كان قد قدم أوراقه للحصول على إذن عمل إضافة لطالب جامعي.

في المقاطع المصورة التي ظهر فيها لاجئون سوريون كان قد تم ترحيلهم، يقول بعضهم إنهم “تعرضوا للإهانات والضرب، وأجبروا للتوقيع على أوراق العودة الطوعية”.

إجراء غير قانوني

رغم دعوات المنظمات الحقوقية على مدار السنوات الماضية لوقف السلطات التركية إجراءات الترحيل القسري بحق اللاجئين السوريين في تركيا، إلا أنه بشكل شبه يومي تحصل حالات ترحيل للاجئين سوريين لأسباب متعددة.

ومع أنه لا يوجد أي مبرر قانوني لترحيل اللاجئين مؤخرا لكن السلطات التركية تواصل اتخاذ مثل هذه الإجراءات بغض النظر عن الأسباب الموجبة لذلك، حيث لم تخلو إحصائيات المعابر الحدودية السورية الشهرية من ذكر أعداد المرحلين شهريا.

وبحسب الأرقام الواردة لدى إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، فقد تم ترحيل 15 ألفاً و745 لاجئا سوريا من تركيا خلال العام الماضي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.