أسعار تذاكر الطيران بين القامشلي و دمشق تحلق بعد توقف الرحلات البرية بسبب هجوم “داعش”

أسعار تذاكر الطيران بين القامشلي و دمشق تحلق بعد توقف الرحلات البرية بسبب هجوم “داعش”

هجوم “داعش” على الحسكة وسماسرة يرفعون أسعار تذاكر الطيران بالقامشلي عدة أضعاف. كيف استثمر سماسرة وضباط بمطار القامشلي هجوم داعش على الحسكة لرفع أسعار تذاكر الطيران؟

استغل سماسرة مرتبطين بقيادة أمنية وعسكرية بمطار القامشلي، خلال الأسبوعين المنصرمين، تحول المطار إلى طريق وحيد يصل العاصمة دمشق بعد هجوم “داعش” على مدينة الحسكة وانقطاع الطرق البرية، ليرفعوا أسعار تذاكر الطيران عدة أضعاف.

وكانت “الإدارة الذاتية” قد فرضت حظرا كاملا على مدينة الحسكة وجزئيا على منطقة القامشلي وريفها لتتوقف حركة السفر والتنقل على خلفية هجوم “داعش” على سجن الصناعة، ما أسفر عن عزل المدن والمناطق الحدودية شمال الحسكة من الدرباسية شرقا وصولا إلى ديريك-(المالكية) غربا، عن بقية المناطق السورية.

“اليوشن”

وأفاد صاحب مكتب لقطع التذكر في القامشلي إن أسعار تذاكر رحلات طائرات اليوشن(وهي طائرات شحن عسكرية) من 30ألف ليرة سورية إلى 150 ألف، مرجعا ذلك إلى “استغلال سماسرة للظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة وقطع الطرق البرية الواصلة إلى دمشق”.

وأوضح المصدر أن تذاكر رحلات “اليوشن” كانت تباع بـ50 إلى 60 ألف ليرة خلال فترات سابقة حيث يضطر المسافر دائما إلى دفع مبلغ إضافي للحصول على فرصة للسفر عبر هذه الرحلات التي تعتبر أقل كلفة مقارنة بأسعار الطيران الخاص.

ويضطر المسافر بواسطة رحلات طائرات الشحن العسكرية “اليوشن” للوقوف على قدميه وسط الأمتعة والازدحام إلى حين الوصول إلى دمشق بسبب عدم وجود كراس للمسافرين.

وأضاف المصدر أن أسعار تذاكر رحلات “شركة أجنحة الشام” الخاصة أيضا ارتفعت من 280 ألف ليرة إلى 400 ألف جراء استغلال السماسرة المرتبطين بقيادات عسكرية وأمنية في المطار.

وأشار إلى أنه أمَّنَ تذكرة بـ400 ألف ليرة، لمصابة بمرض السرطان كانت مضطرة للسفر إلى دمشق وتزور العاصمة بشكل دوري لتلقي العلاج.

للقراءة أو الاستماع: هجوم داعش على سجن الصناعة في الحسكة.. القصة الكاملة

“الواسطة هي الحل”

وتوقفت رحلات شركة السورية للطيران الحكومية بين دمشق والقامشلي، مؤخرا بداعي الصيانة، حيث كانت أسعارها قد ارتفعت من 90 ألف إلى 130 ألف و160 ألف ليرة سورية خلال عام 2021.

و بحسب المصدر فإن الحصول على تذكرة رحلة لشركة “السورية للطيران” الحكومية، كان يستوجب وجود واسطة للشخص أو التردد على مكتب الطيران لعدة أيام مع بقاء إمكانية عدم الحصول على تذكرة لمن لا يملك واسطة.

وشملت المعاناة بشكل خاص طلاب الجامعات الحكومية من سكان شمال وشرقي سوريا، حيث اضطر محسن أحمد وهو اسم مستعار لطالب في قسم الفلسفة بجامعة دمشق، لدفع مبلغ 150 ألف ليرة للسفر إلى دمشق بواسطة رحلة “يوشن” قبل يومين.

ويعود مطار القامشلي إلى الواجهة ما أن تستجد ظروف مشابهة وتنقطع الطرق البرية، فيزايد الطلب على تذاكر الطيران من جانب المرضى وطلاب الجامعات، ليعود سماسرة يعملون لصالح قيادات عسكرية وأمنية بدورهم إلى رفع أسعار تذاكر الطيران.

وتحول مطار القامشلي إلى المنفذ الوحيد لسكان شمال وشرقي سوريا للوصول إلى دمشق بين العام 2013 و2017 بعدما قطع الطريق البري نتيجة اندلاع معارك على طول الطريق، حيث سيطر “داعش” على مناطق واسعة في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب وحمص حينها.

طلبة ومرضى

وقال أحمد لـ “الحل نت” إن العديد من طلبة الجامعة علقوا نحو أسبوعين بعد وصولهم إلى المنطقة، ولم يجدوا مفرا من الوصول إلى دمشق ودفع مبالغ تفوق تكاليف وصولهم المعتادة عبر الطريق البري بستة أضعاف.

وتبلغ تسعيرة تذكرة السفر برحلات البولمان من القامشلي إلى دمشق 25 ألف ليرة سورية للرحلات العادية، بينما تبلغ تسعيرة رحلات فئة رجال الأعمال 30 ألف ليرة.

وبدأت شركات النقل والسفر في كراج القامشلي، اليوم الأربعاء بتسيير رحلاتها لأول مرة منذ الـ20 من الشهر الماضي، بعدما تمكن عناصر من تنظيم “داعش” من السيطرة على سجن الصناعة والانتشار بأجزاء من حيي الغويران والزهور، جنوب غربي الحسكة، ما أدى إلى قطع طريق أبيض الرابط بين مدينة الحسكة والرقة.

ولا توجد طريق بديل للانتقال من مدن شمال الحسكة إلى بقية المناطق السورية، دون المرور بمدينة الحسكة، وهو ما اعتاد عليه السكان منذ إغلاق اوتستراد الـm4 منذ أواخر العام 2019 بعد سيطرة الجيش التركي و”فصائل الجيش الوطني” على منطقتي رأس العين(سري كانيه) وتل أبيض-( كري سبي) والوصول إلى مقربة من الاوتستراد.

للقراءة أو الاستماع: نقل جثث داعش أمام الأعين.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.