صور بوتين بشوارع بغداد والغضب العراقي يتصاعد ضد الميليشيات

صور بوتين بشوارع بغداد والغضب العراقي يتصاعد ضد الميليشيات

موجة غضب لم تهدأ وتيرتها بعد في الشارع العراقي منذ ليلة البارحة، والسبب هو تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، فما الذي حدث؟

شهدت العاصمة العراقية بغداد، ليلة الأربعاء، رفع صور كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحديدا في منطقة الجادرية، إحدى “أرقى” مناطق العاصمة.

ورفعت الصور جماعة تطلق على نفسها اسم “أصدقاء الرئيس”، وتؤكد دعمها للرئيس الروسي في حربه على أوكرانيا.

وكانت قنوات الميليشيات الموالية لإيران، هي أول من نشرت تلك الصور، وتهاجم تلك القنوات أوكرانيا إعلاميا وتصطف مع الجانب الروسي.

الأمن العراقي يزيل صور بوتين

وأثار رفع الصور، غضب رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق، وأعربوا عن رفضهم لرفع صور بوتين؛ لأنه “مجرم حرب”، بحسبهم.

وبعد الغضب الكبير في مواقع “التواصل الاجتماعي”، توجهت قوات أمنية للمناطق التي رفعت بها صور بوتين وقامت بإزالتها في وقت متأخر من ليلة البارحة.

ونشرت السفارة الروسية لدى العراق عبر حسابها بموقع “تويتر”، إحدى صور فلاديمير بوتين في شوارع بغداد، وكتبت “الصورة من بغداد”.

وبحسب قناة “صابربن نيوز” في “تليجرام” وهي مقربة من الميليشيات، فإن رفع صور بوتين، كان للرد على قرار الحكومة العراقية بتعليق التعامل الاقاصادي مع روسيا بعد فرض عقوبات أميركية على موسكو.

واتهم رواد مواقع “التواصل الاجتماعي””، عناصر الميليشيات الموالية لإيران برفع تلك الصور، وشدّدوا على رفضهم لتلك التصرفات، بما مفاده أنها لا تمثل رأي الشعب العراقي.

طلبات للانضمام مع الجيش الروسي

واليوم الثلاثاء، نشرت القنصلية العامة الروسية في اليصرة، تدوينة عبر “فيسبوك”، قالت فيها إنها تستمر بتلقي طلبات من عراقيين للانضمام إلى الجيش الروسي الذي “يقوم بعملية عسكرية ضد النظام النازي في أوكرانيا المدعوم من طرف أميركا وحلفائها من الناتو”.

وأضافت القنصلية الروسية، في ردها للمتقدمين بطلب الانضمام مع القوات العسكرية الروسية، بأن “القوات الروسية لديها القوة الكافية لحل هذه المشكلة (…) نشكركم على التفاهم و التضامن معنا”.

وكان “البنك المركزي العراقي”، اقترح على الحكومة العراقية في كتاب رسمي، أمس الأربعاء، التريث في إبرام العقود الاقتصادية مع روسيا “لحماية النظام المالي العراقي”، بعد تعرض موسكو لعقوبات اقتصادية.

ويتعامل العراق مع روسيا اقتصاديا من خلال قطاع الطاقة، إذ تستحوذ شركة “غاز بروم” الروسية على العديد من الآبار النفطية في الجنوب العراقي.

للقراءة أو الاستماع: العراق يعلّق التعامل الاقتصادي مع روسيا

كذلك يحاول العراق منذ نيسان/ أبريل 2020، إبرام عقد لشراء نظام صواريخ أرض جو “S-400” الروسي، بعد أن اشترى في وقت سابق طائرات “مي 24″ و”مي 35” الروسية.

غزو وعقوبات

وفي 24 شباط/ فبراير المنصرم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء “العملية العسكرية ضد أوكرانيا”، ووصفها العالم بالغزو والحرب، وندّد بها.

وجاء الغزو الروسي تحت صيغة “حفظ السلام” على حد تعبير بوتين، من أجل حماية مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا، بعدما اعترف بهما كجمهوريتين مستقلتين.

للقراءة أو الاستماع: استمرار إجلاء العراقيين من أوكرانيا

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، عقوبات اقتصادية هائلة ضد روسيا وبوتين وحظرت الطيران الجوي لها، ناهيك عن إيقاف بث مؤسساتها الإعلامية في دول الاتحاد الأوروبي.

وفور إعلان الغزو، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريتش، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيقاف الحرب فورا “باسم الإنسانية”، لكن الأخير لم يستجب للطلب.

عدد المهاجرين

ومنذ بدء الغزو الروسي، اضطر أكثر من 125 ألفا من المواطنين الأوكرانيين إلى الهرب من مدنهم وبلداتهم، والتوجه إلى حدود عدة دول أوربية في محاولة للجوء إليها.

للقراءة أو الاستماع: أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

ولم تتوقف المعارك في أوكرانيا، منذ اندلاع الغزو الروسي لها، إذ تحاول القوات الروسية التقدم للسيطرة على العاصمة كييف، وسط مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض عرضا أميريكيا لمساعدته على مغادرة كييف، لتجنب مصير كالقتل أو الوقوع بيد القوات الروسية، في إصرار منه على الدفاع عن عاصمة دولته.

وانطلقت عصر الاثنين المنصرم، جولة أولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية في منطقة غوميل عند الحدود البيلاروسية – الأوكرانية، وانتهت بالفشل دون الوصول لحلول توقف الغزو.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.