تعد الحرب في سوريا السبب الرئيس في تدمير مستعمرات النحل أو إهمالها، إذ انخفضت تربيته بنسبة 86 في المئة في العديد من الأماكن من درعا جنوبا إلى اللاذقية في الشمال الغربي للبلاد. وتسبب نقص الموارد والتوجيه في هجرة أسراب النحل نحو خارج البلاد خلال الفترة الأخيرة.

هجرة النحل من درعا

شكل موضوع “أسراب النحل” المهاجرة في عدد من مناطق محافظة درعا، وكذلك تشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الظاهرة، الباب لإطلاق احتمالات لأسباب هذه الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل في هذا المجال. حيث انقسمت الآراء والتحليلات بين أنها ظاهرة طبيعية نتيجة للتغيرات المناخية وتأخر هطول الأمطار وقلة المراعي، في حين نسبها آخرون إلى انتشار الأمراض في الخلايا.

https://twitter.com/sputnik_ar/status/1470417550915821569?s=20&t=ZnzzQdOYnZ01mKYa8wi0vQ

وأطلق رئيس المكتب الإقليمي لاتحاد النحالين العرب في سوريا، المهندس إياد دعبول، جرس إنذار لتدارك ما يحدث في قطاع النحل، الذي أوضح أن الاعتماد على التجارب الفردية والشخصية والاجتهادات في علاج مرض “الفاروا” – وهو من أبرز الأمراض التي تصيب النحل- يؤدي إلى قصر عمر النحل بنسبة أكثر من 50 بالمئة.

وبدأت القصة في درعا، بحسب الخبير الزراعي، عبد المولى أبازيد، قبل أسبوع عندما قدم مزارعو النحل في الريف الغربي لمحافظة درعا بلاغات إلى وزارة الزراعية تتحدث عن هجرة دورية للنحل. ولخطورة الموضوع، قامت الوزارة بتشكيل لجنة من اتحاد النحالين وجمعية النحالين والبحوث والصحة الحيوانية لبحث أسباب وعوامل هذه الظاهرة.

وكشف الأبازيد خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن ضعف مناعة النحل وفقدانه للوزن وإصابته بالفيروسات والفطريات المختلفة وضعف الذكور وما يتبع ذلك من تذكير الملكات للبيض وتأخير التلقيح. تسبب في هجرة واسعة للنحل في ظاهرة تعد الأول من نوعها في البلاد.

ولفت الأبازيد، أن البحوث الأولية تشير إلى أن بعض المزارعين أدخلوا ملكات نحل غريبة عن البيئة ما أحدث إرباكا في مجتمع النحل، وكذلك رجح الخبير الزراعي، أن يكون من أسباب هروب النخل إهمال الصناديق وتفريغ الخلايا من العسل في فصل الخريف وعدم إبقاء ما يكفي من الغذاء للنحل في الشتاء.

وعادة لا يهاجر النحل في هذا الوقت من العام؛ إلا إذا كانت هناك أسباب قاهرة كما يصفها الأبازيد. لأن النحل يهاجر في الربيع ولا يترك خلاياه في درجات الحرارة الباردة. ومع ذلك عادة تكون الهجرة جزئية وليست كاملة. أي تنقسم الخلية إلى قسمين جزء منها يبقى في الخلية والآخر يهاجر مع الملكة الجديدة.

للقراءة أو الاستماع: اللاذقية.. 16 مليار ليرة قروض زراعية والأسعار في ارتفاع مستمر

هل تنعكس أرقام الإنتاج الحيواني على أسعاره المحلية؟

وفي سياق منفصل، كشف الخبير الاقتصادي، محمد كوسا، أن أرقام التقرير الصادر عن مديرية الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، لا تعني أبدا التفاؤل بإقلاع للمشاريع المتعلقة بقطاع الدواجن والأبقار والأغنام. حيث إن كميات إنتاج تلك المشاريع متواضعة لن تغطي السوق المحلية.

وأوضح كوسا خلال حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية، أن المشاريع الحيوانية في سورية لن تتسبب بتأثير سعري حقيقي تجاه سعر المنتجات المماثلة في السوق المحلية. بمعنى أن إنتاجها غير كاف لجهات الكمية والسعر والتكاليف ليكون منافسا وضاغطا في تخفيض الأسعار.

وكانت وزارة الزراعة، قد صرحت بأن  كميات المواد والإضافات العلفية المستوردة خلال العام الفائت بلغت 866 ألف طن. 519 ألف طن منها ذرة صفراء علفية و189 ألف طن كسبة فول الصويا. إضافة إلى 148 ألف طن شعير علفي، و8108 طن مواد ومتممات علفية أخرى.

وأشار القرير، إلى أن مديرية الإنتاج الحيواني أنتجت خلال العام الماضي، أكثر من 597 ألف قشة من قشات السائل المنوي. اللازمة لتلقيح الأبقار من ثيران التلقيح الاصطناعي المنتقاة البالغ عددها 60 ثور تلقيح من سلالة (الفريزيان هولشتاين). وبلغ مجموع التلقيحات الاصطناعية المنفذة للأبقار في الحقل 562 ألف تلقيحة اصطناعية. كما تم إنتاج 344 ألف ليتر من السائل الآزوتي اللازم لحفظ القشات.

ولا تكمن المشكلة في نتائج التقرير، ولكن في فهم البيانات وتأثيرها على واقع تكاليف المنتجات الحيوانية المتزايدة يوما بعد يوم. فكرتونة البيض باتت تكلف أكثر من 11 ألف ليرة سورية. بينما أصبح سعر كيلو الحليب منزوع الدسم أكثر من 2000 ليرة. في حين أن ارتفاع سعر منتجات الألبان والجبن واللحوم على قدم وساق.

وتدعي الحكومة السورية بدعم القطاع الزراعي للمزارعين والفلاحين في المحافظات السورية بمالغ هائلة. إلا أن القطاع الزراعي في سوريا يتدهور بسبب أزمة الخدمات وغلاء المستلزمات الزراعية من جهة. والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية من جهة أخرى، ورغم الإنتاجية الجيدة إلا أن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر.

للقراءة أو الاستماع: جائحة تهدد الزراعة في سوريا.. تراجع غير مسبوق في هذه المحاصيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.