في واقعة تكررت خلال الأشهر القليلة الماضية، دون وجود أي رادع أو مبرر لها، لقي صيادا سمك حتفهما على يد عناصر من “الفرقة الرابعة” التابعة لـ “الجيش السوري”، في الرابع من الشهر الجاري بريف معدان، شرقي محافظة الرقة.

وهذه الحادثة جاءت بعد ثلاثة أيام فقط من مقتل صياد سمك وإصابة شقيقه بجروح بليغة، قبالة مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، من قبل ميليشيا “الدفاع الوطني”، وسبق الحادثة الأخيرة مقتل صياد سمك آخر، قبالة مدينة موحسن من قبل عناصر ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.

انتهاك كبير

وأفاد ناشطون من كلا المنطقتين لـ “الحل نت” إن “تكرار حوادث قتل صيادي السمك، يعد انتهاك كبير تقوم به القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها، لإقدامهم على استهداف زوارق الصيادين، أو الصيادين نفسهم بشكل مباشر، بدون سبب واضح، ومن دون توجيه إنذار لهم، بعدم التواجد في أماكن قد تُعد أمنية”. 

مؤكدين أن “تكرار هذا النوع من الجرائم، يعد مؤشرا كبيرا على ارتفاع معدل الانتهاكات والتجاوزات ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في كلا من ريف الرقة الشرقي وديرالزور، بدون أي محاسبة لمنفذيها”.

عدنان الموسى، ابن عم، الضحايا الذين قتلوا في ريف معدان، يقول لـ “الحل نت” إن “قوات “الفرقة الرابعة ” أطلقت النار على أبناء عمه، سلامة 35 عاما وعمر 28 عاما، خلال وجودهم داخل زورقهم لصيد السمك قبالة قرية مغلة كبير، ما تسبب بمقتلهم على الفور”.

وأضاف أن “أبناء عمه لم يتلقوا أي إنذار مسبق أو تحذير من عمليات الصيد في المكان الذي تم استهدافهم فيه”، مشيرا إلى أن “عناصر الفرقة، قاموا بسحب جثثهم، ونقلها إلى مركز البوحمد الصحي ووضعها في براد الموتى، ومنعوا عائلتهم من رؤيتهم ، كما لم يوضحوا لهم سبب إطلاق النار عليهم”.

للقراءة أو الاستماع: دون إنذار مسبق.. إزالة الأكشاك في دير الزور تثير غضب أصحابها

مهنة محفوفة بالمخاطر

الصحفي أمير الهويدي، من الرقة، يقول لـ “الحل نت” إن “الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها غالبية أبناء المنطقة الشرقية، في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية، تجبر عدد كبير منهم على العمل في مهن عدة لكسب مصدر رزقهم، بالرغم من المخاطر التي ترافقها”، مشيرا إلى “امتهان عشرات الشبان من المنطقتين مهنة الصيد، لأنها لا تحتاج إلى تكاليف كثيرة وتعد مصدر كسب لهم”.

وأضاف أن “تعداد الضحايا من صيادي الأسماك، التي استهدفتهم القوات النظامية أو الميليشيات الموالية لها خلال الأشهر الخمسة الماضية، تجاوز 18 شخصا قتلوا في كلا من ريف ديرالزور والرقة، تم توثيق 15 اسم منهم، من قبل ناشطين في كلا المنطقتين، إلى جانب أسماء أخرى لم يتم الوصول لها إلى الآن”.

ويعتبر صيد السمك، على ضفاف نهر الفرات مهنة قديمة ومصدر دخل لعدد كبير من العوائل والنازحين في المنطقة أيضا، على الرغم من الأخطار الكبيرة التي يواجهها الصيادون، والتي ترتبط بالأوضاع الأمنية والصراعات العسكرية، ما يجعلهم عرضة للقتل وربما الاعتقال أحيانا، وخاصة أن نهر الفرات يفصل بين مناطق سيطرة القوات الحكومية من طرف ومن طرف آخر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

للقراءة أو الاستماع: بهدف تحصيل الأموال.. مليشيات إيرانية تسرق مولدات المساجد في دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.