مع ارتفاع أسعار الفحم الحجري في تركيا، بدأ العديد من السوريين يقللون من استخدامه في مجال التدفئة في الوقت الذي يعتبر “الفحم الحجري” من أرخص وسائل التدفئة المستخدمة في تركيا.

موقع الحل نت، استطلع آراء لاجئين سوريين في تركيا حول استخدامهم الفحم الحجري في التدفئة وهل بات يؤثر فعلاً على حجم استهلاكهم الشهري مقارنة بالأجور التي يتقاضونها لقاء أعمالهم وكم بات سعر الفحم الحجري اليوم وأنواعه.

الفحم الحجري في تركيا … غلاء غير معقول

يتقاضى نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين لقاء أعمالهم أجوراً محدودة تكاد تكفيهم قوت يومهم والتزاماتهم الشهرية من إيجار وفواتير، ليضاف عليهم تكلفة أخرى في فصل الشتاء بهدف توفير التدفئة.

وفي الوقت الذي يوجد العديد من المنازل المستأجرة من قبل سوريين لا يتوفر فيها نظام “تدفئة مركزية” يضطر هؤلاء إلى تركيب مدافئ تعتمد إما على الفحم أو الحطب.

وحسب ما يقوله فياض محمد وهو لاجئ سوري يقيم في حي شعبي في ولاية غازي عنتاب: إن “غالبية السوريين الذين يعرفهم يعتمدون على الفحم الحجري كونه أرخص، ولكن ارتفعت أسعار الفحم بشكل كبير هذه السنة”.

وفق إفادته، فإنه يشتري كيس الفحم الحجري الواحد الذي يزن 25 كغ بـ 80 ليرة تركية “قرابة 5،90 دولار أمريكي” وبالكاد يكفيه لمدة يومين، ما يعني أنه يصرف قرابة 1200 ليرة تركية “حوالي 88،50 دولار أمريكي”.

للقراءة أو الاستماع: من جديد.. ترحيل سوريين من تركيا فما التفاصيل؟

أسعار الفحم في تركيا تزداد بنسبة 100 بالمئة

العديد من اللاجئين السوريين هذا الشتاء، لا يمكنهم تغطية تكاليف أرخص وسائل التدفئة في تركيا، حسب ما يقوله عدنان أبو يزن وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب: إن “أسعار الفحم ارتفعت عن العام الماضي بشكل كبير، كان الكيس الواحد يكفي 45 ليرة أما اليوم فبات 75 ليرة تركية، أحياناً لا نشعل المدفأة في النهار ونقتصر على إشعالها ساعات قليلة مساء”.

ورغم المخاطر التي قد يتسبب بها الاعتماد على الفحم الحجري كوسيلة للتدفئة لكن بحكم رخصها هي أكثر الوسائل استخداماً من قبل قاطني الأحياء الشعبية والتي تحتضن نسب كبيرة من السوريين في عدة ولايات تركية.

يضيف أبو يزن، أن تمديدات التدفئة المركزية تكلّف الكثير والمؤجرون لا يتحملون ذلك، ما يجعلنا مكرهين على استخدام الفحم للتدفئة رغم خطورتها، حيث ينبغي على من يستخدمه أن يعرف متى يغلق ويفتح المدفأة.

للقراءة أو الاستماع: الثلوج أزمة تضاف لمعاناة العمال السوريين في تركيا

البعض لا يصلهم فحم البلديات

بشكل سنوي، توزع البلديات في تركيا أكياس الفحم الحجري على العائلات في الأحياء الشعبية، يصل ما يقارب 35 كيساً من النوعية الوسط والتي يقدر سعر الكيس الواحد منها بحوالي 60 ليرة تركية “قرابة 4،40 دولار أمريكي”.

وحسب حديث مراسل الحل نت مع عائلات سورية، يبدو أن توزيع فحم البلديات لا يصل كل المنازل، إنما قسم منهم فقط، فيما يبدو أن هذا العدد يكاد يكفي لفترة محدودة ما يجعل بعض العائلات تضطر لشراء فحم إضافي من الأسواق.

ومن بين المشاكل التي تتعلق بتوزيع فحم البلديات هو تأخر توزيع الفحم أحياناً، ما يجعل بعض العائلات المحدودة الدخل تعاني البرد خلال الشتاء إلى حين وصول الفحم الحجري الموزع من قبل البلديات.

ومنذ يومين، كانت قد بدأت بلدية انحصار التابعة لولاية بيلجيك الواقعة في الوسط الغربي من تركيا أكياساً من الفحم الحجري على العائلات السورية المقيمة هناك، حسب ما نقلته وكالة خبرلار.

للقراءة أو الاستماع: فرص عمل السوريين بتركيا: كفاحٌ للبقاء وسط منافسة شديدة واستغلال قاسٍ

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.