تشهد محافظة دير الزور ارتفاعا ملحوظا في حوادث السرقة، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية مع المليشيات الإيرانية والقوات الروسية، والتي بدأت تؤثر على حياة المواطنين وأمنهم الاجتماعي، وسط الانفلات الأمني الذي تشهده عموم البلاد على وقع الأزمة السياسية والاقتصادية على مدى سنوات الحرب.


غائبين عن منازلهم بسبب الملاحقات الأمنية

بحسب منشور على صفحة وزارة الداخلية السورية الرسمي، ألقت شرطة منطقة الميادين في دير الزور، القبض على عصابة سرقة مؤلفة من أربعة أشخاص، بعد تقديم شكاوى من قبل المواطنين إلى شرطة المنطقة.

وذكر المنشور، إنه وبالتحقيق معهم اعترفوا بقيامهم بسرقة المنازل وذلك عـن طريـق الخلـع والكسر مستغلين عـدم وجـود أصـحابها، كمـا اعترفوا بسرقة أكثر مـن /100/  بـاب حديـد و/60/ نـافـذة حديديـة مـن مـحـل أحـد المـواطنين.

بعد القضاء على دولة الخلافة “داعش” ، سيطرت الحكومة السورية والمليشيات الإيرانية على أجزاء من المناطق الحدودية مع العراق في دير الزور، كل من الميادين والبوكمال ، حيث يعيش الآلاف من سكان المحافظة وأريافها في مناطق أخرى في سوريا خارجة عن سيطرة الحكومة، كـمناطق قوات سوريا الديمقراطية وأخرين لجأوا إلى خارج الحدود السورية.

وهناك عشرات العوائل النازحة في مناطق قسد، لا يستطيعون العودة إلى منازلهم في الميادين وغيرها من مناطق في دير الزور، بسبب الملاحقات الأمنية من قبل حكومة دمشق لهم، جرار تقارير أمنية قديمة من المخابرات السورية منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا آذار/مارس 2011، ضد الأهالي في تلك المناطق، عندما كانوا يشاركون في مظاهرات ضد حكومة دمشق.

هديل المحمد ، اسم مستعار، من سكان الميادين ونازحة في مناطق “قسد”، تقول: “أنا وعائلتي لا نستطيع العودة إلى بيوتنا في الميادين، ولا حتى أعمامي وأغلبية أفراد الأسرة، بتهمة أن والدي وإخوتي كانوا يشاركون في مظاهرات سلمية في بداية الثورة “.

وأردفت المحمد، خلال حديثها لـ”الحل نت”، أن والدي وإخوتي مطلوبون من قبل المخابرات السورية نتيجة تقارير أمنية سابقة، لذا فإن مجرد التفكير بالعودة الميادين، يعني أننا سنواجه الاعتقال حتما”.

وحول ما إذا كانت تشمل أفراد عائلتها، التسوية التي أطلقتها الحكومة السورية، تقول المحمد، “إن الحكومة تعتقل كل الذين خرجوا ضدها وطالبوا بإسقاطها، لا يوجد تسوية لهؤلاء، بالإضافة إلى أن هذه الحكومة لا تثق بها، فبحجة مسألة التسوية اعتقلت المئات من المواطنين السوريين”.

للقراءة أو الاستماع: بهدف تحصيل الأموال.. مليشيات إيرانية تسرق مولدات المساجد في دير الزور

سرقات من عدة أطراف!

إن الميليشيات الإيرانية من “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري”، المسيطرة على المناطق والمدن الريفية من محافظة دير الزور، هي التي تمتلك السلطة والقوة المهيمنة في العموم، أما سلطة الحكومة السورية ليست سوى إدارية وشكلية.

فقد تعددت السرقات التي تقوم بها مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، متحدية للجهات الحكومية والأجهزة الأمنية، من خلال تكرار تجاوزاتها وانتهاكاتها بحق المدنيين، حيث أقدمت خلال الفترة الماضية على مصادرة أكثر من 17 مضخة مياه، تعود ملكيتها لمزارعين في المنطقة.

وبحسب مصادر أهلية من ريف الميادين، أفادت لـ “الحل نت” في تقارير سابقة، أن “دوريات تتبع لمليشيا الثوري الإيراني، استولت على سبعة مضخات مياه، تستخدم لري الأراضي الزراعية  بالقرب من باستين حج قبين في مدخل المدينة، بحجة وقوعها في مناطق أمنية تابعة لهم”.

كذلك أشار مراسل “الحل نت” في دير الزور، إلى  أن “مليشيا الفوج 47 التابعة لـ الحرس الثوري، استولت على  16 منزلا في محيط مطار الحمدان، أواخر سبتمبر الفائت، بدون موافقة  أصحابها المقيمين خارج البلاد، حيث حولتها إلى مقرات عسكرية وأمنية لها”.

ووفقا لشهادات مدنيين تعرضوا للسرقات، فإن “الشرطة تكتفي بكتابة الضبط بتلك السرقات، وتتعهد بمتابعة القضية، لكنها لكن دون نتائج، إضافة إلى أنها لا تتحمل أي مسؤولية عن الفوضى والوضع القائم الذي أصبح لا يطاق”.

في حين أن مجموعة من الأهالي قد اشتكوا من هذه الظاهرة، لكن لا فائدة وسط إهمال من قبل الحكومة، على الرغم من انتشار حواجز كثيرة لميليشيا الدفاع الوطني وحواجز للقوى الأمنية الحكومية على مداخل الأحياء والشوارع الرئيسية في مدينة دير الزور وأريافها، إلا أن عمليات سرقة المنازل لاتزال مستمرة وبشكل منظم، الأمر الذي اعتبره السكان دليلا كافيا على وقوف كلا الطرفين خلف تلك الانتهاكات.

للقراءة أو الاستماع: لبيعها بأسعار مرتفعة.. “الثوري الإيراني” يقطع أشجار النخيل في دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.