لاتزال ميليشيات إيران مواظبة على ارتكاب الانتهاكات والتجاوزات ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في محافظة ديرالزور شرقي سوريا، ضاربة بعرض الحائط أي تواجد للأخيرة والأجهزة الأمنية التابعة لها.

وقالت مصادر محلية ل “الحل نت”، إن “عناصر من ميليشيات “الحرس الثوري” أقدمت خلال الأيام القليلة الماضية، وبشكل مفاجىء على قطع أكثر من 150 شجرة نخيل، من مركز إكثار النخيل في بلدة سعلو التابعة لمدينة الميادين (شرقي ديرالزور)، وبيعها لتجار، كحطب للتدفئة”. 

وأضافت المصادر أن “المركز هو ملك للدولة، تم إنشائه في عام 2002، ويضم أكثر من 1500 شجرة نخيل”.

  تجاهل حكومي

 المهندس الزراعي يحيى البكير، من بلدة سعلو، نازح عنها شمال شرق النهر، يقول لـ “الحل نت” إن “مركز إكثار النخيل، يضم أنواع أخرى من الأشجار المثمرة كالزيتون والتوت إلى جانب الأشجار الحراجية”، مشيرا إلى أن “ميليشيا “الثوري الإيراني”، ومن قبلها ميليشيات “الدفاع الوطني”، تقوم ببيع الأشجار كخشب للتدفئة، لتحقيق مكسب مادي منها، دون أي تدخل من قبل الجهات الحكومية، لوقف هذه العمليات، ومعاقبة القائمين عليها”.

وأضاف البكير أن “الميليشيات تبيع طن الحطب بمبلغ 700 ألف ليرة سورية، لتجار من خارج المحافظة، كما تقوم بتسهيل مرورهم عبر الحواجز، لعدم عرقلتهم وفرض إتاوات عليهم”.

من جانبها تقول أم عمر من ريف ديرالزور الشرقي، لـ “الحل نت” إن “السماسرة التابعين للحرس، يمتنعون عن بيع الخشب للأهالي، حيث يحصرون عمليات بيعه للتجار بموجب اتفاق بينهم، لكسب مبالغ مالية أكثر، تعود بالفائدة لكلا الطرفين، دون الإكتراث لأمر المدنيين، وحاجتهم للتدفئة في ظل شح المحروقات والارتفاع الكبير بأسعارها”.

للقراءة والاستماع: مخالفة لبنود “التسوية”.. الأجهزة الأمنية الحكومية في دير الزور تُجبر مدنيين على الالتحاق بالخدمة الإلزامية

انتهاكات متكررة

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيا الحرس بقطع أشجار النخيل والإتجار بها، حيث عملت في كانون أول/ديسمبر من العام الفائت، على قطعها من مزرعة الجلاء بريف البوكمال، وبيعها عبر سماسرة في السوق السوداء بمبالغ مالية وصلت إلى 500 ألف ل.س للطن الواحد، وفقا لمراسل “الحل نت” في المنطقة.

وأوضح المراسل أن “مزرعة الجلاء، تعد من أهم مزارع النخيل في عموم المنطقة، وتضم قرابة 17 ألف شجرة منها 15 ألف نخلة إناث و2000 نخلة ذكور، معظمها مستوردة من المغرب العربي ودول الخليج”.

التحطيب الجائر يصل لتدمر

وفي ذات السياق أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “واحة تدمر التاريخية، باتت شبه خالية من أشجار النخيل والرمان والزيتون، بسبب استمرار عمليات التحطيب الجائر، الذي تتعرض له من قبل مسلحين موالين لـ “الجيش السوري”، عبر قطع الأشجار آنفة الذكر والتي يتجاوز عمر بعضها نحو 200 عام، بهدف بيعها كحطب للتدفئة”.

ووفقا للمرصد الحقوقي، فإن “المسلحين، عمدوا خلال الفترة الأخيرة إلى الاتصال بأصحاب بعض تلك البساتين، من النازحين إلى الشمال السوري ومخيم الركبان وإبلاغهم، بأنهم سيقطعون أشجارهم ويعطونهم من ثمنها 60 ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما يقومون ببيع الكيلو الواحد بمبلغ 700 ليرة سورية”.

للقراءة أو الاستماع: “الحرس الثوري” يجهز خنادق جديدة لتخزين الأسلحة والصواريخ غربي الفرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.