لليوم الثالث على التوالي تعيش ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني حالة من التخبط والاستنفار، بعد اختطاف مجموعة عناصر تابعة لها بريف مدينة البوكمال شرقي محافظة ديرالزور، أول أمس، والعثور على جثتين منهم بعد ساعات قليلة من اختطافهم، دون معرفة الجهة المنفذة.

مصدر مقرب من “الحرس الثوري”، أفاد لـ “الحل نت” قائلا إن “المجموعة المختطفة، مؤلفة من ثمانية عناصر (من الجنسية العراقية والإيرانية) مع قائدهم، تم اختطافهم في ساعات مبكرة من مقرهم في بلدة الصالحية، أول أمس، حيث عُثر على جثتين منهم ملقية عند طرف قرية السيال في ذات الليلة”.

مضيفا أن “ميليشيا “الثوري” الإيراني، استنفرت على خلفية الحادثة، وقامت بتفتيش البلدة بشكل كامل واعتقال أكثر من 30 شخصا تقع منازلهم على مقربة من مقر المجموعة المختطفة، للتحقيق معهم، ونصبت عدة حواجز أيضا بين بلدة الصالحية والسيال، وأجرت تفتيش دقيق للمارة واعتقال أي مشتبه به على الفور”.

وأوضح المصدر أن “عناصر من الحرس، اتهموا ميليشيا “هاشميون” باختطاف المجموعة، لوجود خلافات بينهم على أماكن النفوذ والانتشار في البلدة، وصلت مؤخرا إلى تهديدات متبادلة بالقتل، وخاصة أن معظم عناصر الأخيرة من أبناء المنطقة”.

تخبط أمني

مصادر مطلعة من مدينة البوكمال، أفادت لـ “الحل نت” أن “المكتب الأمني في مدينة البوكمال، أوقف أربعة عناصر من “الدفاع الوطني”، أمس، في المدينة، للتحقيق معهم على خلفية الحادثة، ما أثار غضب قيادة الأخير، التي طالبت بإطلاق سراح عناصرها، متهمة “الحرس الثوري” بفشله في حماية عناصره”.

وأضافت المصادر أن “ميليشيا “الحرس الثوري” أعلنت عن مكافأة مالية كبيرة، لأي شخص يدلي بمعلومات تفيد عن مكان عناصرها المختطفين”.

حوادث سابقة

وعثر “الحرس الثوري” في مطلع يناير الماضي، على جثة أحد عناصره مقتولا، في بلدة الهري الحدودية مع العراق بعد اختفائه بيوم واحد من محرسه، كما عثرت ميليشيا “فاطميون” في أواخر ديسمبر/كانون أول من العام الفائت، على جثتين من عناصرها، ملقية بالقرب من مزارع النخيل في بلدة الجلاء بعد اختطافهم بيومين من قبل مجهولين، وسبق الحادثة الأخيرة، مصرع المسؤول الأمني في “الفوج47” التابع للحرس في مدينة البوكمال في أكتوبر/تشرين أول 2021، بإطلاق نار عليه بالقرب من منزله في حي الصناعة بداخل المدينة.

يشار إلى أن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة عمليات اغتيال مكثفة ضد قادة وعناصر الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي دفعها إلى اتباع طرق الحيلة في محاولة منها حماية عناصرها من الاغتيالات، من خلال منعهم من ارتداء أي زي يشير إلى أنهم عناصر إيرانية، كما قامت بمنع العناصر الذين لا  يتكلمون العربية من الاختلاط بمدني المنطقة مؤخرا.

ولا تزال الميلشيات الإيرانية، تعمل على تعزيز وجودها العسكري في ريف دير الزور الشرقي غربي الفرات، باعتباره البوابة الوحيدة التي تصل الميلشيات التابعة لإيران بطهران عبر العراق.

وتعدّ مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، من أهم أماكن انتشار “الحرس الثوري” الإيراني شرقي سوريا، كما تعد مركزا لدعم القواعد العسكرية وتحركات الميلشيات التابعة لإيران في المحور الشرقي.

اقرأ أيضا: هل استفرد “الجولاني” بالشمال السوري بعد القضاء على زعيم “داعش” ؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.