مدينة الموصل، هي إحدى أقدم المدن في العالم، وطالما مثلت قبلة أثرية، لما احتضنته من أقدم حضارات العالم، ومن حين إلى أخر لم ينقطع بروز معلم جديد فيها، وفي هذا الصدد اكتشف منقبو الآثار معالم جديدة تعود إلى القرن الثاني عشر في الموصل.

علماء الآثار يقولون إنهم عثروا على الأرضية الأصلية للجامع النوري الذي دمر إبان معارك التحرير ضد تنظيم داعش والذي اعلن البغدادي خلافتهم المزعومة منه، وقاعة للصلاة وموقع للوضوء بالإضافة إلى اكتشافات أخرى تعود إلى القرن الثاني عشر خلال الإمبراطورية السلجوقية.

فقط كبار السن ذكروها

وقال عالم آثار عبد الرحمن عماد، من مدينة الموصل في تصريح صحفي لشبكة رووداو وتابعه موقع “الحل نت” إن؛ “أعمال التنقيب الأثري تحت مصلى جامع النوري انطلقت من أجل البحث والعثور على أرضية الجامع الأصلية التي تعود إلى العصر الأتابكي (حوالي 1170)، وخلال الحفريات وجدت أرضيات من أحجار رخام الموصل”، مشيرا إلى أنه “كانوا يغطون أرضية الجامع الأصلي ويمتدون إلى المبنى الخارجي للمسجد الحالي لأن الجامع الأصلي كان أكبر في الحجم من المسجد الحالي”.

عماد لفت إلى أن “اكتشاف قاعة الصلاة الأصلية مهم لأنه لم يرد ذكره في المصادر التاريخية أو كتب التاريخ التي سجلت تاريخ الموصل،  ولم يكن هناك أي أعمال تنقيب في هذا الموقع من قبل، لذلك اعتمد فقط على بعض القصص التي رواها كبار السن”.

أيوب ذنون أحد سكان البلدة القديمة في الموصل يقول: “نشعر بعودة الحياة إلى المدينة القديمة، ليس بالمستوى الذي نريده ولكن بعد ترميم المسجد والمنازل المحيطة به، نأمل أن نرى حركة تجارية أفضل وعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة القديمة”.

تاريخ

وصمد الجامع لقرون، لكنه تعرض لأضرار جسيمة في السنوات الأخيرة مثل كثير من أجزاء المدينة جراء المعرك ضد داعش.المئذنة المنحنية مثل برج بيزا الإيطالي صمدت لأكثر من 840 عاماً، إلا أنها أصبحت في حالة خراب، بعد أن دمرت في المراحل الأخيرة من معركة الموصل في حزيران 2017،خلال معارك التحرير ضد التنظيم. بدأت أعمال ترميم الجامع عام 2018، كجزء من خطة إعادة إعمار تراث الموصل بقيادة اليونسكو بقيمة 100 مليون دولار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.