أزمات عدة يعيشها السكان ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في ديرالزور شرقي سوريا، إلا أن أكثرها تأثيرا عليهم في الوقت الحالي، هي أزمة مواد التدفئة،” المازوت” التي بات الحصول عليها معتمدا على الوساطة أو الرشاوي، بالتزامن مع موجات البرد الشديدة التي تعيشها المنطقة على العموم.

عشرات العوائل ضمن أحياء مدينة ديرالزور، ممن التقاهم موقع “الحل نت” اشتكت من عدم استلامهم مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم، بالرغم من تسجيلهم عليها منذ آب الماضي، أي موعد بدء عمليات التسجيل، بسبب توقف وصول الرسائل النصية التي يرسلها فرع محروقات ديرالزور على هواتفهم المحمولة، وفقا للحي الذي يقطنوه.

ادفع لتستلم مخصصاتك

فياض الهجر من أهالي حي الجورة، يقول لـ “الحل نت” إنه “كان من أوائل المسجلين على مادة المازوت، لكن لم تصله أي رسالة من الشركة بعد، لا في التوزيع الأول ولا في التوزيع الثاني الذي شارف على الانتهاء”، مشيرا إلى أن هناك من سجلوا بعده بمدة أطول واستلموا مُخصصاتهم، لوجود علاقات قوية تربطهم ببعض النافذين في المنطقة، أو في مديرية المحروقات، أو تقديمهم رشوة مالية لأحد العاملين في الأخيرة.

من جهتها تقول سناء العكل، من سكان حي هرابش لـ “الحل نت”، إن “توقف وصول الرسائل، ليس المشكلة الوحيدة التي نعانيها، بل تكمن المشكلة الأكبر في الكمية المخصصة (50 ليترا) والتي لا تكفي لأيام محدودة في ظل شتاء المنطقة البارد، هذا إن حصلت عليها أساسا،” مشيرة إلى “قيام أصحاب محطات الوقود برفع سعر مادة المازوت، مستغلين حاجة الأهالي الذين لم يحصلوا على مخصصاتهم من المادة، بدون أي محاسبة من الجهات المسؤولة”.

وأوضحت أنه “لا يمكن الاعتماد على الكهرباء أو الغاز بديلا للتدفئة، بسبب الانقطاع المتكرر للأولى وطول فترات التقنين، إلى جانب التأخر كثير في الحصول على أسطوانة غاز بالنسبة للبديل الآخر وهو الغاز”.
إقرأ:دون إنذار مسبق.. إزالة الأكشاك في دير الزور تثير غضب أصحابها

توقف التسليم بدون مبرر

وفي السياق أفاد، مراسل “الحل نت” في مدينة ديرالزور، أن “الصهاريج التابعة لفرع مديرية المحروقات بداخل مدينة الزور، باشرت بتوزيع مازوت التدفئة منذ مطلع الشهر الجاري، لمن وصلتهم رسائل التعبئة فقط، والتي تقوم شركة تكامل بإرسالها بالتنسيق مع مديرية المحروقات وفق للأحياء، إلا أن النسبة الأكبر من السكان لم تصلهم الرسائل، بدون تلقيهم إي تبرير لذلك حتى الآن”.

وأضاف المراسل، أن “النسبة الأكبر من عوائل المدينة، تعجز عن شراء مادة المازوت من محطات الوقود لارتفاع أسعاره بشكل جنوني، ولا يوجد بديل آخر لهم، حيث يضطر بعضهم لإشعال النار ببعض الطرق البدائية للحصول على بعض التدفئة”.

وتعيش مناطق سيطرة الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها في ديرالزور، أوضاعا معيشية متردية بالتزامن مع موجة الغلاء الفاحش وفقدان أبسط مقومات الحياة في المنطقة، إلى جانب الفلتان الأمني وانتشار فوضى السلاح والتعدي على المواطنيين من قبل بعض العناصر المستقوية بالأجهزة الأمنية.

فلا أحد مهتم بتأمين حاجات الأهالي الذين أنهكتهم سنوات الحرب السابقة، أو العائدين من مناطق النزوح خارج حدود المحافظة، بل وحتى حمايتهم، سوى الكلام المنمق والوعود الخلبية للمسؤولين في وسائل الإعلام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.