على مدار الخمسين عاما الماضية، كان اللواء ذو الهمة شاليش، الظل المرافق للرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، والحالي، بشار الأسد، فعلى الرغم من أن عزله عام 2019 جاء ضمن مزاعم تورطه في قضايا اختلاس، إلا أنه قبل هذه الفترة تولى عدة مناصب، حتى أدرج على قائمة العقوبات الدولية.

إعلان وفاة ليلا

على غير العادة التي جرت في سوريا بالتكتم على الخبر، حينما يتوفى شخص له مكانة في السلطة الحاكمة، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، فجر اليوم الأحد، خبر وفاة اللواء، زهير شاليش المعروف بـ ذو الهمة شاليش، وهو أحد أبرز رجال المخابرات في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد ونجله بشار.

وذو الهمة شاليش، المنحدر من مسقط رأس الأسد، القرداحة بريف اللاذقية، هو ابن عمة الرئيس السوري، بشار الأسد ورئيس الأمن الرئاسي،  وجزء من الدائرة المقربة من بشار الأسد وقبله أبيه حافظ.

ولد ذو الهمة شاليش عام 1956، في بلدة القرداحة في اللاذقية، والدته شقيقة حافظ الأسد. كما إن عائلة شاليش من خلال ذو الهمة يحتفظون بمستوى كبير من النفوذ في الحكومة والاقتصاد السوريين، وهم نسبيا مؤثرين مثل عائلة مخلوف الذين هم عائلة زوجة حافظ الأسد.

أخطبوط اقتصادي

يمتلك شاليش شركة “إس إي إس” الدولية، والتي تنشط في قطاعي البناء واستيراد السيارات، وهو أيضا شقيق رياض شاليش، مدير شركة الإنشاءات الحكومية، ومؤسسة الإسكان العسكري، والتي تمكن خلال التسعينيات من تحويلها إلى شركته الخاصة.

وبعد ذلك، جمع ثروة من صفقات البناء والمقاولات في سوريا، التي تضمنت مشاريع واسعة النطاق تمولها دول عربية أخرى، كما ورد أن عائلة ذو الهمة شاليش قد انخرطوا في عدد من الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وغسيل الأموال.

أما شقيقه الثالث، والذي توفي عام 2017، حكمت، المعروف بأبو صخر، ورغم غياب دوره العسكري والاقتصادي، برز اسم ابنه صخر، برتبة عقيد في قوات الجيش السوري.

وعلى الصعيد العسكري، فكان أبرز مهماته رئاسة الأمن الرئاسي للأسد الأب والابن، كما ترأس فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية.

ذو الهمة شاليش.. الرجل “المغذي للحروب”

في حزيران/يونيو 2005، فرضت حكومة الولايات المتحدة عقوبات على ذو الهمة وابن أخيه آصف عيسى شاليش، وشركتهما “إس إي إس” الدولية، لشرائهما سلعا متعلقة بالدفاع العسكري، لصدام حسين، في انتهاك للعقوبات السابقة المفروضة على العراق.

ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية، ساعدت شركة ذو الهمة شاليش، الحكومة العراقية السابقة، في الوصول إلى أنظمة الأسلحة من خلال إصدار شهادات مزيفة للموردين الأجانب، الذين أدرجوا سوريا على أنها الدولة النهائية المقصودة، ثم قامت الشركة بنقل البضائع إلى العراق.

وقبل الحرب في العراق، منحت الحكومة السورية حقوقا حصرية لشركة ذو الهمة شاليش، في عقود لتزويد السوق العراقية بالسلع من مواد البناء إلى المنظفات، ثم باعت الشركة العقود لشركات سورية وأجنبية لتحقيق ربح كبير، كما ذكر أيضا أن ذو الهمة شاليش تلقى مبلغا كبيرا من الأصول العراقية، بقيمة 580 مليون دولار أميركي كرشاوي.

ذو الهمة شاليش وآصف شوكت، صهر بشار الأسد، قبل الحرب العراقية، ربما ساعدا أيضا الحكومة العراقية على نقل أسلحة الدمار الشامل خارج البلاد إلى سوريا لتخزينها، حيث أفاد الصحفي السوري، نزار نيوف، في وقت سابق، أن أسلحة الدمار الشامل العراقية تم نقلها بمساعدة الروس والسوريين إلى أنفاق داخل سوريا.

وخلال السنوات السابقة، لعب ذو الهمة شاليش دورا مهما في الحرب، في 24 حزيران/يونيو 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عليه عقوبات مع عدد من مسؤولي الحكومة السورية الآخرين لدورهم في قمع المتظاهرين خلال المراحل الأولى من الاحتجاجات عام 2011، كما أعادت واشنطن إدراجه ضمن لائحة العقوبات في عام 2012.

ويعتقد أن نفوذه داخل الدائرة المقربة من الرئيس قد ازداد منذ بداية الاحتجاجات، إذ أفادت الأنباء أنه أصبح ممولا رئيسيا ومنظما للمليشيات المحلية، إضافة إلى أن عائلته تم ترقيتهم بشكل متزايد بسبب أنهم كانوا على استعداد للقيام بأي عمل، فضلا عن العدد الكبير لأفراد أسرته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.