يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى مؤخرا لإعادة ملف السلطة الحاكمة في سوريا، وذلك في طريقها لقطع الطريق على بعض الدول التي بدأت تروج لعودة العلاقات مع دمشق، من بوابات عدة أبرزها البوابة الاقتصادية.

وجاء تقرير الخارجية الأميركية عن ثروة عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، متزامنا مع تقرير صحيفة “الغارديان” الأميركية، والذي تم إرفاقه بتسجيل مصور مسرّب يوثق “مجزرة” وقعت في حي التضامن في العاصمة دمشق عام 2013.

قطع الطريق على محاولات عودة العلاقات مع دمشق

ويؤكد محللون ومتابعون للشأن السوري، أن التقارير الأخيرة والتسريبات، تهدف إلى إعادة جرائم الحرب المرتكبة في سوريا إلى الواجهة الدولية من جديد، ما يعني قطع الطريق على أية جهود تحاول إعادة تعويم النظام الحاكم في سوريا، من قبل بعض الدول التي بدأت مؤخرا بإعادة علاقاتها مع دمشق.

ويؤكد الباحث السياسي صدام الجاسر، أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية تسعى لتوجيه رسائل واضحة للدول التي تحاول التطبيع مع دمشق، حيث أن واشنطن والدول الأوروبية يستطيعون إيجاد أسباب بأي لحظة تؤثر على أي محاولات تطبيع.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “بالتأكيد واشنطن لم تكشف عن كافة ثروات عائلة الأسد الحقيقية، التقرير الأخير، لم يكشف أدوات الإثراء الحقيقية ولم يكشف مقدار الثروة الحقيقية، التقرير تحدث عن مليار أو مليارين دولار فقط، ثروة آل الأسد تتجاوز هذا الرقم بكثير وقد تصل إلى أرقام فلكية، تجارة المخدرات هي أساسها وأحد طرقها“.

قد يهمك:مجدداً.. صور “قيصر” تُشعل المظاهرات المطالبة بحماية المعتقلين في سوريا

ويرى الجاسر أن قطع الطريق على محاولات التطبيع مع دمشق، يحتاج إلى إجراءات عملية في المحافل الدولي مثل مجلس الأمن، كإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب في سوريا، أو فرض عقوبات اقتصادية حقيقية على الدول التي تسعى لإعادة علاقاتها مع دمشق“.

وحول ذلك يضيف: “هناك خيارين، ربما يتم الإعداد لشيء سيفاجئ الجميع، أو أن الذي يحصل هو ضغوطات على روسيا وإيران والنظام للدخول في عملية سياسية حقيقية، إلى الآن الأمور غير واضحة، لا يزال الجميع يترقب، أتوقع تسريبات جديدة وضغوطات جديدة، للتأثير على محاولات التطبيع مع النظام السوري، لكن إيقاف عمليات التطبيع تتطلب إجراءات حقيقية ضمن المؤسسات الدولية“.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، تقريرا تفحص فيه ثروة الرئيس السوري، بشار الأسد، وعائلته، وشمل التقرير كلا من من بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، وشقيقه ماهر، وأختهما بشرى، إلى جانب أولاد خال بشار رامي وإيهاب مخلوف، وعمه رفعت، وأولاد عمومته ذو الهمة ورياض شاليش، بينما لم تتوفر معلومات كافية عن صافي ثروة أبناء بشار الأسد الثلاثة، حافظ، زين، وكريم.

وتشير التقديرات المستندة إلى معلومات مفتوحة المصدر بشكل عام، إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد تتراوح بين مليار وملياري دولار أمريكي، ولكن هذا التقدير غير دقيق ولا تستطيع الإدارة تأكيده بشكل مستقل.

هل قيمة الثروة المقدرة صحيحة؟

هناك صعوبة في التقدير الدقيق لثروة الأسد وأفراد أسرته الممتدة عن أصول العائلة، لأنها منتشرة ومخبأة في العديد من الحسابات والمحافظ العقارية والشركات والملاذات الضريبية الخارجية، إضافة إلى احتمال وجود أصول خارج سوريا لم يتم الاستيلاء عليها أو حظرها، محتجزة بأسماء مستعارة أو من قبل أفراد آخرين، لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات، بحسب منظمات غير حكومية وتقارير وسائل الإعلام.

وبعد تقرير الخارجية الأميركية أصدرت “الغارديان” الخميس تقريرا عن جريمة وقعت في سوريا وقالت، إن “هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 يعرف بفرع المنطقة من جهاز المخابرات العسكرية“، حيث تم إلقاء القبض على مجموعة من المدنيين، كانوا معصوبي الأعين، مقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.

وأسفرت عن مقتل نحو 41 شخصًا ودفنهم في مقبرة جماعية.

جاء ذلك من خلال عرض مقطع مصوّر يوّثق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص ودفنهم في مقبرة جماعية، ثم حرق جثثهم من قبل عناصر من القوات السورية.

واستند التحقيق إلى وثائق وشهادات قدّمها الباحثان أنصار شحود والبروفيسور أوغور أوميت أنجور، من مركز “الهولوكوست والإبادة الجماعية” بجامعة “أمستردام“، نقلًا عن عسكري سابق في قوات الجيش السوري استطاع الحصول على المقطع.

وبلغ عدد الضحايا الإجمالي 288 ضحية في مقاطع الفيديو الـ27 التي بحوزة الباحثين، معظمهم من الشباب أو ممّن هم في منتصف العمر، بالإضافة إلى بعض الأطفال والنساء وكبار السن، حسب موقع “الجمهورية” الذي نقل التحقيق الكامل باللغة العربية.

اقرأ أيضا: كيف تفاعل سوريون مع “مجزرة التضامن”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.