زيارة مفاجئة وغير معلنة كانت العنوان الأبرز للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد الفائت. إلا أن التساؤل الأبرز كان يصب في خانة الأهداف الحقيقية لزيارة الأسد.

وخلال ساعات قليلة تلت الزيارة كثرت التحليلات عما ترمي إيصاله طهران عبر الأسد، وكذلك حول مساعي الأخير من قيامه بزيارة إيران.

المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، أكد أن بلاده “ستستمر في دعم الحكومة السورية لاستكمال انتصارها على الإرهاب“، في حين شبّه الرئيس الإيراني الرئيس السوري بأنه “مثل والده حافظ الأسد، من وجوه جبهة المقاومة” حسب قوله.

وجاءت هذه التصريحات ذلك خلال لقاءات أجراها الأسد في طهران، بعد أن أعلنت وسائل إعلام، صباح الأحد، عن زيارة سريعة وغير معلنة قام بها الأسد إلى إيران، التقى خلالها خامنئي ورئيسي، في وقت تحدثت تقارير إعلامية عن “إعادة تموضع وترتيب أوراق” لإيران وميليشياتها في سوريا في ظل انسحاب وحدات روسية.

قد يهمك: واشنطن تواجه خطر إيران.. ما علاقة الاتفاق النووي؟

أهداف إيران

ويؤكد الباحث في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، أن إيران تسعى من خلال زيارة الأسد إلى إيصال عدة رسائل، إلى عدة دول حول مشروعها الإقليمي للتأثير على مجريات المفاوضات في فيينا حول برنامجها النووي.

وحول مضمون تلك الرسائل يوضح المنسي في حديثه لـ“الحل نت“: “من ضمنها أن التقارب مع الدول العربية الذي ظهر خلال الفترة الماضية، لن يؤثر على علاقات دمشق مع طهران، وأنها علاقات أساسية لا يمكن المساس بها“.

ويضيف: “توقيت الزيارة مهم بالنسبة لإيران، وله أهداف سياسية، وهي تأكيد هيمنة إيران وسطوتها في المنطقة، وعلى سوريا تحديدا. هذا يعطي طهران قوة إضافية في المباحثات النووية. أيضا هذه الزيارة تأتي من أجل التأكيد على عدم وجود تنازل عن مشروع إيران الإقليمي“.

وبحسب ما يعتقد المنسي، فإن إيران تريد التأكيد على أنها تستطيع زعزعة الاستقرار في المنطقة ونشر التوتر في المنطقة، من خلال مشاركتها في الحروب، ويختم حديثه قائلا: “إيران تريد أن تؤكد أنها أن تجني ثمار ما حصدت في الماضي، من خلال مشاركتها في حروب المنطقة، خاصة مع انشغال روسيا في غزو أوكرانيا، ما سمح لإيران بالتحرك بشكل أوسع في سوريا.. هذه رسائل للداخل والخارج، بأن دول المنطقة لن تستطيع أن تأخذ سوريا من حضن إيران“.

بدوره نشر مركز “جسور للدراسات”، قراءة تحليلية، تناولت الزيارة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران.

وقال المركز: إن: “الزيارة السريعة وغير المعلنة حظيت بزخم سياسي وإعلامي واضح من قِبل النظام وإيران، إلى درجة وصفها بأنها بداية لصفحة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين“.

ويعتقد المركز أن إيران ستكون أكثر حرصا على فرض مزيد من الهيمنة على قطاعات الدولة في سوريا، اقتصاديا وعسكريا وأمنيا.

وتوقع المركز أن تُقدّم البنوك الإيرانية المزيد من التسهيلات لدمشق من أجل الحصول على قروض جديدة وضمان وصول شحنات جديدة من المحروقات بعد تراجُع كمياتها منذ مطلع عام 2022.

وعن الرسائل التي أرادت إيران إيصالها من خلال استقبالها لبشار الأسد، يقول المركز إنه من الواضح حرص طهران على استعراض نفوذها في سوريا قبيل انعقاد جولة جديدة من المباحثات النووية، وقبيل لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، مع وزراء خارجية الدول المتمسكة بالاتفاق خلال زيارته إلى نيويورك.

إيران ودورها في نشر الحروب والفوضى

ساهمت الأذرع الإيرانية العسكرية خلال السنوات الماضية، في نشر الفوضى والعنف في العديد من الدول، لا سيما في اليمن وسوريا، فرأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة، فقدمت رعاية للحوثيين، الذين اخترقوا كل قانون محلي (بإطاحتهم بالحكومة)، وفي سوريا عبر دعمها لحكومة دمشق في مواجهة المناوئين لها.

وتشير المعطيات الدولية إلى توجه العالم إلى محاربة أذرع إيران في المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تتسع دائرة الحكومات التي تصنف “حزب الله” و“حماس” وجميع الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من إيران على قوائم الإرهاب، إضافة إلى تصنيف الميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا وعلى رأسها “الحرس الثوري” الإيراني، والأذرع الأخرى كـ“زينبيون وفاطميون وغيرها من الميليشيات“.

هذا وتواصل إيران مساعيها في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في سبيل إيصال رسائل مفادها أن رفض شروطها التي تحاول فرضها ضمن الاتفاق النووي، يعني استمرار مشروعها الإقليمي في نشر الفوضى في عدة دول بالمنطقة، وفق مراقبين.

قد يهمك: الاتفاق النووي مع طهران.. هل يواجه النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة