يتواصل الأخذ والجذب في الملف النووي الإيراني، في ظل جهود الولايات المتحدة لإنجاح عملية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، للابتعاد قدر الإمكان عن الخيارات البديلة، التي قد تلجأ إليها واشنطن وباقي قوى المجتمع الدولي، والمتعلقة بتجاوز الخيارات الدبلوماسية من أجل منع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.

وتعتقد الولايات المتحدة أن الوصول إلى اتفاق مع إيران، هو الطريق حاليا لمواجهة أي تهديد مستقبلي محتمل من قبل إيران، ذلك ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في آخر تصريحاته حول الاتفاق النووي.

وقال بلينكن في كلمة ألقاها الثلاثاء أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (الكونغرس)، إن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع طهران “أفضل طريقة” لمواجهة التحدي الذي يمثله التهديد الإيراني.

وأوضح أن العودة إلى الاتفاق لن تؤثر على قدرة واشنطن في التصدي للأنشطة الخبيثة الأخرى لإيران.

واشنطن مقتنعة بجدوى الاتفاق النووي؟

 المختص بالشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن، اعتبر خلال حديثه لـ“الحل نت” أن إدارة بايدن ماضية ومقتنعة بخطوة إحياء الاتفاق من جديد، وذلك رغم الطلبات التي قد تكون غير منطقية في بعض الأحيان من جانب النظام الإيراني.

قد يهمك: تصعيد جديد بين الروس والأوروبيين بسبب الغاز وأوكرانيا

ويتابع: “لذلك شاهدنا أن إدارة بايدن قامت بتنازلات عديدة في سبيل نجاح الاتفاق النووي، لأنها بالفعل لا تريد ممارسة أو تنفيذ خطة تشمل ضربات محدودة أو هجمات سيبرانية أو صاروخية تستهدف النظام الإيرانية، لأنها لا تريد أن تنفق أموالا في هذا الموضع.. كل ما تريده الولايات المتحدة هو أن لا تصل إيران إلى القنبلة النووية، وإيران هي تفهم هذه اللعبة، لذلك تضغط على واشنطن لكسب بعض الامتيازات“.

إيران لن تخرج إلا بالقوة؟

وفيما يتعلق بمواجهة التهديدات الإيرانية عبر توسيع نفوذها في دول المنطقة؛ سوريا على رأسها، يرى عبد الرحمن، أنه لا يمكن إخراج إيران من الدول التي دخلت إليها إلا بالقوة.

وحول ذلك يضيف: “نعلم تماما أن إيران دخلت هذه الدول بقوة عسكرية، وأصبح لديها مواقع عسكرية وأسلحة. حاليا لا يمكن طردها من الدول العربية، إلا بقوة السلاح، وهي تدخلت من أجل مشاريعها التوسعية لتوسيع نفوذها“.

تحالفات إقليمية وجهود عسكرية لمواجهة إيران

مؤخرا بدأت تحالفات جديدة تظهر في المنطقة، تهدف بالدرجة الأولى لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا وعدة دول في المنطقة.

في حين تطالب إيران لإكمال محادثات فيينا حول الاتفاق النووي، بإزالة “فيلق القدس” التابع لـ“الحرس الثوري” الإيراني من لوائح الإرهاب، الأمر الذي رد عليه رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، بالتأكيد على عدم وجود نية لإزالة الفيلق من لوائح الإرهاب.

هذا وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أسابيع إلى احتمالية أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

اقرأ أيضا: كيف سيتوسع التصعيد ضد إيران في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة