بدت الآراء الغاضبة للسوريين تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تعليق مدير مؤسسة الدواجن، بأن تكلفة إنتاج بيضة واحدة حوالي 340 ليرة سورية، إذ فسر الكثيرون ذلك على أنه مقدمة لرفع سعر البيض.

في حين تشهد صناعة الدواجن انخفاضا كبيرا، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، و واردات الأعلاف، وانقطاع التيار الكهربائي. وأدت جميع هذه الأسباب، إلى زيادة شبه يومية في أسعار الدجاج اللاحم والبياض، فضلا عن انخفاض القوة الشرائية للمواطنين، مما نتج عنه التخلي الكثير من الناس عن مشترياتهم.

لا استقرار في قطاع الدواجن

يوما بعد يوم، يطالب منتجو الدواجن باستمرار حصولهم على المساعدات والدعم، وقد صرحوا في عدة مناسبات أنهم يريدون المزيد من المساعدة الحكومية من أجل مواصلة العمل قبل أن يضطر العديد منهم إلى ترك العمل.

وقال وزير الزراعة السوري، محمد حسن قطنا، في تصريح سابق، إن “مربي الدواجن حاليا غير مرتاح، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج حيث يخسر أحيانا، والسعر المحدد للمنتج حقيقي، بهوامش ربح بسيطة”.

وكشف الوزير قطنا، عن عاملين مهمين لاستقرار صناعة الدواجن: الأول تحقيق التوازن بين مستويات الدخل وقيمة المنتج، والثاني إعادة التمويل لقطاع الدواجن من قبل مستوردي الأعلاف، وهو ما لن يحدث حتى استقرار سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

وأوضح قطنا، أن “مؤسسة الأعلاف منذ تأسيسها لم تقدم لقطاع الدواجن أي تدخل لا بالأعلاف ولا بغيرها وكانت مهمتها الإشراف الفني فقط، أما حاليا تتدخل حيث تم توزيع 11 دورة علفية للثروة الحيوانية و 6 دورات علفية للدواجن”.

وأردف الوزير، أن الدواجن لم تُدعم سابقا ويتم دعمها في الوقت الحالي، بـ 25 بالمئة من احتياجات الطير، و20 بالمئة من الأعلاف، بالإضافة إلى المحروقات. في حين اعتبر مزارعو الدجاج أن ما تحدث عنه الوزير لا يطبق على أرض الواقع إلا في مناطق معينة.

والجدير ذكره، أن كرتونة البيض 30 بيضة وصل سعرها في سوريا إلى 12 ألف ليرة سورية، في حين متوسط بيع البيضة الواحد سجل بين 450 إلى 500 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: بدون رقابة.. الميليشيات الإيرانية تتسبب بفقدان البيض في دير الزور

المقاطعة “قسرية”

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن بعض أصحاب البقالة قولهم، إنهم “كل يوم يشترون البيض بسعر جديد من تاجر الجملة الذي يرفع السعر بشكل يومي”، مشيرة إلى أن “استهلاك الناس للبيض انخفض بشكل ملحوظ نتيجة ارتفاع الأسعار، ونسبة كبيرة منهم يشترون بيضتين أو بيضة واحدة عند الضرورة أحيانا”.

وأكد آخرون، أنهم “رفضوا شراء البيض وبيعه في محالهم نتيجة ارتفاع سعره وقلة رغبة الناس في شرائه”. وأوضح أصحاب محلات بيع البيض بالجملة، أن “مبيعاتهم من البيض انخفضت، بشكل ملحوظ نتيجة ارتفاع السعر. وأحيانا لا تتجاوز مبيعاتهم اليومية للمواطنين 10 علب كرتونية”.

وقال عضو لجنة مربي الدواجن، حكمت حداد، إن “تكلفة كرتونة البيض للمربي حاليا حوالي 9500 ليرة سورية. وتبلغ تكلفة البيضة الواحدة للمربي نحو 370 ليرة”. وأكد أن “إنتاج البيض ضئيل ويغطي الحاجة اليومية، بالنظر إلى انخفاض الطلب في ظل انخفاض الاستهلاك مع زيادة الأسعار وضعف القوة الشرائية للمواطن”.

وسبق لمربي الدواجن أن أرجعوا ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار علف الذرة الصفراء من 1100 ليرة إلى 1500 ليرة، وأعلاف الصويا إلى 2300 ليرة.

وكان حداد، قد أكد أن “هناك انخفاض في عدد المربين، وسيستمر هذا الانخفاض طالما لا يوجد سعر محدد للأعلاف في السوق. بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها المربون في تأمين المازوت والبنزين، للتنقل بين المحافظات ومراقبة حظائر الدواجن. خاصة أن مزارع الدواجن بعيدة عن مراكز المدن من 40 الى 50 كم وهو ما ينعكس على واقع الأسعار”.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار قياسي.. السوريون محرومون من شراء البيض

قفزة تاريخية في الأسعار

شهدت أسواق مدينة دمشق، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الفواكه والخضار، لم يسبق أن تم تسجيلها في أي وقت مضى. وحتى في ذروة الارتفاع أثناء تدابير الحظر في بداية ظهور جائحة “كورونا”.

فتح قرار إلغاء الدعم الذي أصدرته الحكومة مطلع الشهر الجاري، أبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية. وبما فيها الخضار والفواكه، ودون أي تدخل من قبل الحكومة والمؤسسات المعنية بتنظيم الأسعار وتحديدها.

ووفقا لمحال بيع التجزئة، فقد سجل سعر كيلو البندورة 2400 ليرة سورية، مع العلم أنه لم يسبق لها أن سجلت هذا السعر في تاريخ السوق، إذ عادة ما تتراوح بين 1500 لـ1800 ليرة سورية، وذلك رغم إعلان “السورية للتجارة” تدخلها في هذا المحصول، لكن على ما يبدو لا تزال تأثيرات هذا التدخل ضئيلة.

كما بلغ سعر كيلو الخيار نحو 1800 ليرة سورية مرتفعا 300 ليرة سورية عن الأسبوع الفائت. فيما بقي سعر البطاطا ثابتا حيث لا يزال سعر الكيلو الواحد 2200 ليرة. وقد بلغ سعر كيلو الكوسا الواحد 3000 ليرة، وبلغ سعر كيلو الباذنجان 2800، مسجلين ارتفاعا عن الأسبوع الماضي، ليشكل ذلك عبئا كبيرا على المواطنين.

أما الأصناف الأخرى، فقد بلغ سعر كيلو الملفوف 800 ليرة، وسعر كيلو الزهرة نحو 1000 ليرة. وبلغ سعر كيلو الثوم 8000 ليرة، أما البصل البلدي فقد بلغ سعره 1500 ليرة.

أما بالنسبة للفواكه، فقد سجل المؤشر ارتفاعها للحد الأقصى. مشيرا إلى أنها أصبحت من الكماليات بالنسبة للمواطن، حيث بلغ سعر كيلو البرتقال 2000 ليرة. فيما بلغ كيلو الكرمنتينا 1800 ليرة، بينما تراوح سعر كيلو التفاح ما بين 1400 – 2000 ليرة، والليمون 3000 ليرة.

الجدير ذكره، أن إلغاء الدعم تسبب في مشكلة كبيرة في المجتمع السوري المنهك اقتصاديا. مما دفع شرائح كبيرة منه إلى انتقاده على وسائل التواصل الاجتماعي. و لخروج احتجاجات في محافظة السويداء للمطالبة بسحب القرار، لكن الحكومة لم تصدر أي تعديلات أو قرارات تمنح المواطنين متنفسا.

للقراءة أو الاستماع: “نتر الفروج” طعام السوريين بعد ارتفاع أسعار الدجاج

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.