مع انتشار الفوضى في كل أنحاء سوريا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والحياة المعيشية للناس، واستغلال البعض لهذه الأوضاع، باتت جرائم السرقة من الجرائم الأكثر شيوعا، كما بات كل ما يمكن الاستفادة منه وبيعه أو استخدامه هدفا للسرقة.

وخلال السنوات الأخيرة، لم تسلم الدوائر الحكومية بشكل عام من استهداف اللصوص لها، ليزداد بذلك التخريب والدمار الذي لحق بالبنية التحتية في سورية.

المدارس هدف للصوص في القنيطرة

المدارس كجزء من البنية التحتية في سورية، لم تسلم في محافظة القنيطرة من سرقة اللصوص لمحتوياتها، حيث أصبحت هدفا متكررا لهم في الآونة الأخيرة، حيث تم الإبلاغ عن سرقات لكابلات الكهرباء، ومنظمات الكهرباء، والوقود في 5 مدارس على الأقل مؤخرا، حسب صحيفة الوطن السورية.

ونقلت الصحيفة، عن مدير إحدى المدارس، أن هناك عددا من حوادث السرقة لا يتم الإبلاغ عنها، لمديرية التربية، أو حتى للجهات المختصة، خوفا من توقيف مدير المدرسة نفسه، مشيرا إلى ما حدث مع مدير مدرسة عين النورية، بعد أن تعرضت للسرقة وسرق منها نحو 600 ليتر من مادة المازوت، ما دفع بالجهات الأمنية لتوقيف المدير ثلاثة أيام للتحقيق، وذلك ما اضطره لدفع قيمة المازوت المسروق للخروج من التوقيف.

وأضاف مدير المدرسة، ان العديد من مدراء المدارس، يفكرون جديا بترك عملهم في الإدارة، خوفا من حصول حوادث مشابهة كتلك التي حصلت مع زميلهم، وهذا ما بات يدفعهم إلى اللامبالاة في عملهم حتى يتم إعفاؤهم منه، رغم أن الإدارة تعتبر في القنيطرة أحد وجوه المكانة الاجتماعية في مجتمع قبلي وعشائري.
إقرأ:توقعات بفرض رسوم دراسية “باهظة” في المدارس السورية

غياب واضح للحراس ومناشدة للمجتمع المحلي

كما نقلت الصحيفة، عن مدير مكتب مديرتربية القنيطرة، محمد المطلق أن جميع مدارس القنيطرة تعاني غياب الحراس ومن ثم أصبحت عرضة للسرقة وخاصة ان اللصوص يستغلون ساعات التقنين خلال الليل، ليقوموا بسرقة الكوابل والمنظمات.

من جهته، بيّن رئيس دائرة الشؤون الإدارية في تربية القنيطرة علي السمور، أن سرقات المدارس لم تتوقف، وتم تسجيل عدد من الحالات خلال العطلة النصفية ومع بداية الفصل الثاني، علما أن عدد حالات السرقة التي وقعت في المدارس الواقعة على أرض المحافظة فقط من دون التجمعات بريف دمشق بلغت 15 حالة خلال الفصل الدراسي الأول ومعظم السرقات تتعلق بالأجهزة الكهربائية من منظمات وكوابل وما خف حمله، مضيفا للصحيفة، أن زمن ووقت السرقات قصير جدا ولم تقتصر تلك السرقات على ريف المحافظة بل في مركزها بمدينة البعث وخان أرنبة.

وكانت مديرية التربية في القنيطرة، قد طالبت بتعيين 300 مستخدم، لكن لم تتم الاستجابة لطلبها، وكان الهدف من تعيين هؤلاء أن يكونوا مستخدمين وحراس في آن واحد، في ظل افتقار المدارس لوجود حراس، كما طالبت المديرية المجتمع المحلي بمساعدتها في حماية المدارس من هذه السرقات.

من الجدير بالذكر، أن سوريا تعاني من الفوضى،والفلتان الأمني الكبيرعلى أرض الواقع، ما أوجد بيئة ملائمة لمختلف أنواع الجرائم، وسط غياب شبه تام للأجهزة المختصة في أداء عملها المتمثل بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.