اتهم ريبال رفعت الأسد، ابن عم الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، الحكومة الفرنسية على إجبار والده العودة إلى سوريا، واللجوء إلى السلطة الحاكمة فيها.

جاء ذلك خلال تصريحاته لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، عن عودة والده إلى سوريا، بعد 36 عاما قضاها في المنفى بفرنسا، حيث حُكم عليه أمام القضاء الفرنسي قبل أشهر بالسجن أربع سنوات بتهم اختلاس وغسل أموال.

مصطفى طلاس متورط في أحداث حماة 1982!

قال ريبال الأسد، نجل رفعت، إنه يعتقد أن قضية الاختلاس التي طال أمدها ضد والده قد سهلها شهود مشكوك فيهم. مشيرا إلى أن “هناك ثلاثة شهود رئيسيين، اثنان منهما توفيا، وهم مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام، لذا لا يمكن استجوابهم مرة أخرى”، بحسب لقاءه مع المجلة الأميركية.

واتهم ريبال الأسد، أحد الشهود الثلاث وهو مصطفى طلاس، الذي توفي في باريس في العام 2017، بأنه “من أحد المتورطين وعلى مستوى عالٍ في أحداث حماة”، وأضاف، “إلى جانب مسيرة قمع واسعة وطويلة الأمد في سوريا”، مشيرا إلى أن صحيفة “دير شبيغل” الألمانية أكدت في العام 2005، عندما كان طلاس وزيرا للدفاع، أنه نفذ نحو 150 حكما بالإعدام كل أسبوع في دمشق وحدها.

عبدالحليم خدام أكثر الرجال فسادا

وتعليقا لابن رفعت الأسد للمجلة الأمريكية على تصريحات عبد الحليم خدام بأن الرئيس السوري الأسبق قدم 300 مليون دولار أميركي من الأموال العامة لرفعت”، قال بأن “خدام تحدث في البداية برقم 500 مليون دولار، لكنه خفض المبلغ لاحقا بما يتماشى مع رقم الادعاء”.

كما وصف خدام، الذي توفي في باريس في العام 2020، بأنه “أكثر الرجال فسادا في تاريخ سوريا”. مشيرا إلى أن طلاس “كان يتباهى بكيفية تعزيز وصول بشار إلى السلطة، وكيف وقف ضد رفعت الأسد، وكان يصفه بأنه عميل موال لأميركا والغرب، وألف كتابا عن ذلك”.

وشدد ابن رفعت على أن طلاس وخدام لا يتحدثان بصدق، فهما رجلان على رأس الفساد، وبقيا مع الحكومة السورية حتى وقت قريب، بحسب ادعائه.

الشاهد الثالث عميل لحكومة دمشق!

وحول الشاهد الثالث، وهو الأكاديمي وعالم الجغرافيا المتخصص بسوريا في جامعة ليون الفرنسية، فابريس بالانش، فوضعه ريبال في خانة الاتهام، إذ قال أنه “على صلات مع حكومة دمشق”، على خلفية زيارة قام بها بالانش إلى سوريا في العام 2016.

لكن من جانبه، رفض بالانش اتهامات ريبال، ووصفها بأنها مزاعم مؤامرة، وذلك خلال حديثه مع مجلة “نيوزويك”، مبينا على أنه عمل لمدة ثلاث سنوات في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” ومؤسسة “هوفر”، “فكيف من الممكن العمل مع هذه المؤسسات إذا كنت من أنصار حكومة دمشق”.

وتعليقا على زيارته لسوريا، قال الأكاديمي الفرنسي إنها كانت “فرصة لرؤية سوريا، ضمن وفد متنوع يضم نحو 30 شخصا”، مشيرا لـ”نيوزويك”، إلى أنه التقى، وبقية أعضاء الوفد، مع الرئيس السوري، لكنه لم يتحدث معه.

وأضاف بالانش أن زيارته استغرقت 13 يوما فقط، حيث أمضى ثلاثة أيام مع الوفد، و10 أيام وحده تنقل فيها بين دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية، بهدف “محاولة فهم الوضع السياسي في سوريا”، حسب قوله.

وقبيل إصدار الحكم القضائي على رفعت الأسد، قال بالانش، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “رفعت بعد منفاه الباذخ وأحلامه بحكم سوريا بدلا من شقيقه وابنه، بدأت نضالاته الأخيرة في الملاعب الأوروبية، وهي بعيدة كل البعد عن قصوره الباريسية وأحلامه في القيادة الوطنية”.

قد يهمك: ما علاقة رفعت الأسد بحذف مقابلة عباس النوري الأخيرة؟

وكان رفعت الأسد، قد غادر سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد الذي حكم البلاد حتى عام 2000 وخلفه نجله بشار.

وأمضى رفعت عقوده في المنفى في تكوين إمبراطورية عقارية في فرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا. وهو الذي كان مقربا من الرئيس السابق فرانسوا ميتران -حتى أن الزعيم الفرنسي منح رفعت وسام جوقة الشرف عام 1986- وأقام علاقات وثيقة مع جهاز المخابرات الفرنسي.

كما ظل رفعت قريبا من المملكة العربية السعودية طوال فترة وجوده في فرنسا، حيث كانت تدفع له عشرات الملايين من الدولارات على مر السنين، لكن قبضته على النخبة الفرنسية أثبتت ضعفها وتعتمد على العلاقة المضطربة بين باريس ودمشق، بحسب تقرير المجلة الأميركية.

ماذا قدم رفعت الأسد للمخابرات الفرنسية؟

وأفادت “نيوزويك” نقلا عن الصحفي جورج مالبرونو، الذي كتب لفترات طويلة عن عائلة الأسد، قوله إنه سُمح لرفعت بمغادرة فرنسا بفضل عمله السابق مع المخابرات الفرنسية، مؤكدا على أنه لعب دورا مهما في فضح فصيل “مجلس فتح الثوري” الفلسطيني، الذي كان يقوده صبري البنا أبو نضال، بعد أن نفذ تفجيرات في فرنسا.

أيضا، قال رئيس جهاز المخابرات العامة الفرنسية السابق، آلان شويت، إن رفعت “وضع حدا للمناورات العنيفة التي تقوم بها المخابرات السورية ضد المصالح الفرنسية في الشرق الأوسط”.

قد يهمك: سوريون مهددون في فرنسا.. بقايا رفعت الأسد بعد عودته إلى سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة