متناسيا أسباب المشكلة والمتسبب بها، وجه وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، كتابا يلق اللوم فيه على محافظ ريف دمشق، بسبب التقصير وبطء مراكز الإطفاء لا سيما بعد حريق الباص في ضاحية قدسيا، في حين كان السبب الرئيسي في عدم وجود مناوبي إطفاء في المركز، يتعلق بعدم وجود وقود لآلية الإطفاء.

“الفضيحة” تصدرت المشهد؟

بيّن عضو المكتب التنفيذي لقطاع الدفاع المدني في محافظة ريف دمشق ميشيل كراز، أن لا حلول جذرية حتى اللحظة اتخذت من الحكومة السورية، أو من محافظة دمشق لموضوع نقص العناصر والوقود والمعدات الأساسية التي تلزم أفواج الإطفاء في ريف دمشق.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1495331478930079747?s=20&t=F419ioUps52a1_Mm37ZzEg

وأوضح كراز، أن هناك 15 نقطة في ريف دمشق، وبالتالي تم تحديد واقع العمل في كل وحدة إدارية والصعوبات التي تعاني منها منذ سنوات. مع التركيز على البلديات التي تشهد كثافة سكانية كبيرة مثل دوما وجرمانا وقدسيا وضاحية قدسيا.

وحول حادثة حريق قدسيا، أكد كتاب الوزير أن هناك تبادلا لإلقاء المسؤوليات بين فوجي إطفاء ريف دمشق، ودمشق في الكثير من المهام الواقعة بريف دمشق وحول مدينة دمشق، بسبب نقص التزود بمادة الوقود.

ويأتي الكتاب، تزامنا مع التطرق لما وصف أنه دعم تقدمه الحكومة لقطاع الإطفاء في المحافظات، من خلال رصد 4 مليارات ليرة لشراء آليات جديدة هذا العام. إضافة إلى رصد مبالغ مالية لإصلاح 100 آلية إطفاء متوقفة. مع التأكيد على المسابقة المركزية لرفد أفواج الإطفاء بالكوادر البشرية اللازمة.

للقراءة أو الاستماع: أعشاب وبهارات وسيلة للتدفئة في سوريا بديلة عن الوقود

اختناق طفل جراء حريق بمنزل فيه 4 أطفال

تعود هذه الاتهامات والأعذار بين مؤسسات الحكومة السورية، إلى الحادثة التي وقعت الأربعاء الفائت، حيث توفي طفل اختناقا، إثر اندلاع حريق في منزله بالجزيرة الرابعة، في سكن الشباب بضاحية قدسيا.

وحينها قال قائد إطفاء ريف دمشق، العميد الركن محمد الجردي، إن الحريق اندلع قرابة الساعة الثامنة صباحا في منزل سكني بداخله أطفال، بمفردهم وبدون أبوين.

وبحسب الجردي، اندلع الحريق بسبب ماس كهربائي أتلف صالون المنزل وخنق أحد الأطفال الذي كان نائما وقت الحريق. وقام رجال الإطفاء بحمله ونقله إلى المستشفى، وقاموا بتزويده بالأكسجين قبل أن يتم تخريجه.

وردا على أنباء عن فشل مركز الإطفاء في ضاحية قدسيا في الاستجابة بسبب خلل في الآلية، أكد العميد الجردي، أن الآلية كانت تعمل منذ يومين، ولكن عندما اندلع الحريق، تم اكتشاف أنها تعطلت فتم إرسال آلية إطفاء للحريق في ضاحية قدسيا من مركز الإطفاء في قدسيا.

للقراءة أو الاستماع: بسعر التكلفة.. بيع الخبز والوقود للسوريين المستبعدين من الدعم

أزمة الوقود تصل مؤسسات الحكومة

تشير التقديرات إلى فشل الحكومة السورية في معالجة أزمة الوقود بشكل عادل وكاف للمواطنين ومؤسساتها. إذ ساهمت أزمة الوقود في سوريا في زيادة أعطال آليات المؤسسات التي تعمل على بالمحروقات، لأن إنتاجيتها تعتمد على وقود المازوت.

وتشهد جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أزمة مواصلات حادة منذ قرابة عامين، وسط معاناة يومية للمواطنين نتيجة أزمة الوقود في البلاد. إلى أن وصل الأمر إلى عجز الحكومة عن توفير مواصلات لموظفي مؤسساتها الرسمية. ورغم صدور قرار بدعم النقل بالكميات اللازمة والمخصصة، إلا أن ذلك لم يضع حدا للأزمة حتى الآن.

وبحسب مصادر خاصة تعمل في المؤسسات الحكومية، أفادت لـ “الحل نت”، في تقارير سابقة، “أن العديد من الدوائر الحكومية في عدة محافظات، ليس لديها وسيلة مواصلات. حيث يضطر الموظفون للذهاب إلى ساعات عملهم على نفقتهم الشخصية، وهذا يشكل عبئا إضافيا على الموظفين. بالإضافة إلى معاناة أخرى، خاصة وأن رواتب الموظفين في أدنى مستوياتها مقارنة بالواقع الاقتصادي في البلاد.

ويرى المواطنون أن مثل هذه الأزمات لن تنتهي في البلاد، ما دامت الحكومة لا تلعب دورا حقيقيا لإحداث انفراجة وحل المشكلات. أو بالأحرى ربما تتعمد في خلق مثل هذه الأزمات.

حيث بات واضحا فشل الحكومة في تنفيذ قراراتها وتحمل مسؤوليات موظفي مؤسساتها. في حين أن معظم تخصيصات الوقود التي تصل إلى سوريا موجهة للجيش الحكومي أو للتدفئة. أو يتم تهريبها إلى لبنان عبر شبكة من المهربين.

وتعرضت الحكومة لانتقادات واسعة داخل سوريا وخارجها نتيجة سياساتها الفاشلة في وضع حلول للأزمات في البلاد. فبدلا من أن تضع حلولا؛ إلا أنها في تراجع مستمر ومستوى الأزمات يتصاعد يوما بعد يوم.

للقراءة أو الاستماع: مع فقدان الوقود وارتفاع أسعار المدافئ.. شتاء قارس ينتظر سكان دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.