تستخدم العائلات الميسورة الحال “مشروب البهارات” على أساس أنه بات الوسيلة الوحيدة في الوقت الحالي كأفضل طريقة للتدفئة خلال الشتاء. وذلك بسبب أزمة الوقود في البلاد وارتفاع أسعار وسائل التدفئة، في حين أن الوعود الحكومية لم تجد طريقها للتنفيذ.

“مغلي البهارات” طريقة السويداء الجديدة

في الوقت الحاضر، يبحث الكثير من الناس عن طرق للتدفئة، وانتشر في مدينة السويداء مشروب “مغلي البهارات”، لقلة تكلفته ومكوناته الطبيعية. إذ يعد هذا المشروب خيار الأهالي ويمكن العثور عليه في معظم شوارع المدينة من الباعة الذين يبيعون المشروبات أو من الصيدليات القريبة من المستشفيات والمدارس.

ويتكون المشروب المحلي من، عيدان القرفة والخولجان والزنجبيل وحبات اليانسون، يضاف إليها منكهات كجوزة الطيب، حيث يتم هرسها وخلطها ثم غليها. وبعد شربها تعطي الجسم إحساسا بالحرارة.

ويقول رامي السلوم، لـ”الحل نت”، كان هذا المشروب يقدم في مناسبة ولادة الطفل داخل البيوت كتقليد محلي، لكن مع ارتفاع الأسعار لمواد التدفئة وقلة وصول الوقود والمازوت المخصص للعائلات، فقد انتشر استخدام هذا المشروب، لكن دون إضافة المكسرات فيه، لكونه أقل تكلفة من ليتر المازوت.

للقراءة أو الاستماع: العنف في السويداء: إلى أين ستؤدي الروابط بين الأجهزة الأمنية والعصابات والقوى الدولية؟

المحروقات تتسبب بعصيان مدني في السويداء

تعاني محافظة السويداء من أزمة محروقات حادة، حالها بذلك حال باقي المحافظات السورية. يقول السلوم، إن الحكومة لم تلتزم بإعلان الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية، عن توزيع مخصصات الأسر من وقود التدفئة لفصل الشتاء. إذ كانت من المفترض توفير 50 ليترا من المازوت شهريا لكل عائلة.

وأوضح السلوم، أنه خلال الأشهر الأخيرة من العام الفائت، انتشرت دعوات العصيان المدني بسبب ذلك. تشكلت حملة تحت عنوان “ما رح خلي ولادي يبردوا”، للمطالبة بتأمين 400 ليتر من مادة مازوت التدفئة لكل عائلة. وهي ضعف ما تعهدت به المؤسسة المعنية بتوزيع الوقود.

وبيّن السلوم، أن السويداء تتمتع بطبيعة جبلية والتي بدورها تكون أشد بردا من غيرها، إذ إن هناك عائلات تقطن في مناطق يصل ارتفاعها ألف متر فوق سطح البحر.

وسبق أن شهدت محافظة السويداء التي يعيش الكثير من الناس داخلها في فقر منذ سنوات عصيانا. فهناك نقص حاد في الغذاء والدواء والضروريات الأساسية الأخرى. ما اضطر أهالي المحافظة إلى اتخاذ قرار عصيان مدني في مارس/آذار الماضي لتغيير ظروفهم المعيشية إلى الأبد.

وفي أغسطس/ آب الماضي، دعا ناشطون في مدينة السويداء إلى العودة للتظاهر والاحتجاج السلمي على الأوضاع المعيشية السيئة التي تعاني منها سوريا بشكل عام ومدينة السويداء بشكل خاص. وأطلق شباب في المدينة صفحة عبر “فيس بوك”، حملت اسم “خنقتونا 2021“، لتنظيم تظاهرات سلمية في المدينة.

للقراءة أو الاستماع: احتجاجات مستمرة في السويداء.. ما الذي يحدث؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.