عادت احتمالات شن موسكو لغزو على أوكرانيا، بعد أن أعلنت روسيا تمديد التدريبات العسكرية التي تجريها بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا، أمس الأحد، وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي القصف المستمر منذ يومين على طول خط التماس بين الجنود والانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا إلى حرب لا يحمد عقباها.

أهمية استخباراتية حاسمة

تحول التركيز إلى الدور الحاسم الذي تلعبه القواعد الأميركية في اليونان في الوضع في أوكرانيا، بعد تحذير القادة الغربيون من أن روسيا تخطط لغزو ثلاثي الاتجاهات لجارتها المحاصرة، بقوام 150 ألف جندي وقاذفات ومعدات روسية.

يقول المحلل السياسي الروسي، أليكاس موخين، لـ”الحل نت”، إن القواعد العسكرية الأميركية في اليونان، ولا سيما القاعدة البحرية “خليج سودا” بجزيرة كريت، ذات أهمية حاسمة لجمع المعلومات الاستخباراتية مع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا.

وأوضح موخين، أنه في حالة حدوث تصعيد عسكري في أوكرانيا، يتوقع أن يرى عمليات عسكرية أميركية مكثفة من “خليج سودا”، والجيش اليوناني في قاعدة “ألكسندروبوليس” بموجب شروط اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك الحالية بين الولايات المتحدة واليونان.

كما توفر قاعدة “خليج سودا”، الدعم العملياتي للولايات المتحدة وقوات “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش”، وكذلك قوات “الناتو” المنتشرة في الشرق الأوسط، عبر تبادل المعلومات من أجل دعم نشاط القوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا.

كما أنها وبحسب موخين، تقدم الدعم اللوجستي والخدمات الهامة للولايات المتحدة والسفن المتحالفة معها. وكذلك الطائرات التي تعمل في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​أو تمر عبره. فهي قاعدة لحوالي 750 من الأفراد العسكريين والخبراء من مختلف دول العالم.

وبيّن المحلل السياسي، أن طائرات الاستطلاع من نوع (RC-135V)، تحلق بشكل دوري، من قاعدة “خليج سودا”. وذلك لإجراء مهام لجمع المعلومات الاستخبارية فوق شرق أوكرانيا. وتقترب من مسافة خمسين ميلا من الأراضي التي تحتلها القوات المدعومة من روسيا في منطقة دونباس.

للقراءة أو الاستماع: موسكو تضلّل العالم ولم تنسحب من حدود أوكرانيا

مراقبة العمليات في سوريا 

موخين، بيّن أن عمليات جمع معلومات استخباراتية مماثلة، بدأت من القاعدة في منتصف شباط/فبراير الجاري، حيث قامت الطائرات بدوريات في البحر الأسود قبالة ساحل شبه جزيرة القرم، وكذلك بالقرب من الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا.

وكشف المحلل الروسي، أن القوات المسلحة الأميركية، تراقب من قاعدة “خليج سودا”، العمليات الروسية في سوريا، بالإضافة 1200 متعاقد عسكري روسي خاص يعملون في ليبيا.

وتأتي هذه التحركات، بالتزامن مع إجراء روسيا لمجموعة من التدريبات العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط. والتي ​​شملت جميع الأساطيل الروسية من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي. بالاشتراك مع 10000 جندي و140 سفينة حربية وعشرات الطائرات الحربية، فضلا عن صواريخ “كروز” تفوق سرعة الصوت.

كما توقع موخين، أن تستمر القوات الجوية والبحرية الأميركية و”حلف شمال الأطلسي”، في مراقبة هذه العمليات العسكرية الروسية، في جميع أنحاء منطقة شرق البحر المتوسط. لكنه استبعد أن تصبح القواعد الأميركية في اليونان أهدافا لعمليات انتقامية روسية.

للقراءة أو الاستماع: طبول الحرب الروسية تدق في أوكرانيا.. فخ غربي لبوتين؟

احتمالية الغزو قائمة؟

دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الأحد، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الأميركي، بعد أنباء أشيعت بأن الجيش الروسي تلقى تعليمات بغزو أوكرانيا، والتي ستشمل عدة مدن، في حين شككت موسكو في المعلومات الاستخباراتية، بعد أن اتفق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على السعي لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا.

وبالتزامن مع الاجتماع الأميركي، اتفق الرئيسان، بوتين، ورئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، على إطالة التدريبات العسكرية المشتركة التي كان من المقرر أن تنتهي يوم أمس الأحد، في بيلاروسيا. وقال البيان، إنه بسبب “الوضع المتدهور” في شرق أوكرانيا، تقرر الإبقاء على 30 ألف جندي روسي في بيلاروسيا.

كما تثير هذه الخطوة الشكوك بأن الجيش الروسي قد يهاجم أوكرانيا، التي تشترك في حدود طويلة مع بيلاروسيا. إذ توقع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن القوات العسكرية الروسية ستصل إلى كييف، عاصمة أوكرانيا.

كما أظهر تقييم استخباراتي، أن 75 بالمئة من القوات التقليدية الروسية في موقف هجومي ضد أوكرانيا. ما يدعم تصريحات الولايات المتحدة، بأن لديها معلومات تشير إلى أن الجيش الروسي قد تلقى تعليمات لمواصلة غزو أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: هل تراجعت روسيا عن الحرب في أوكرانيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة