يبدو أن مؤشرات وقف التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية بدأت بالظهور، إذ أعلن الكرملين قبل ساعات، أن جزءا من القوات المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى قواعدها العسكرية.

ورغم العودة “المخطط لها” بحسب الكرملين للقوات الروسية من الحدود المتاخمة لأوكرانيا، لكن ثمة مخاوف من نذر حرب وشيكة، واندلاع الصدام العسكري الذي ما يزال محتملا، وقد قالت وزير الخارجية البريطانية ليز تراس، بأن تنفيذ موسكو لهجوم على كييف من بين الأمور القائمة والمرجحة، كما أكدت أن الحكومة البريطانية في تأهب دائم لأية عمليات سرية في الأيام القليلة المقبلة، حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.

سيناريوهات محتملة

وبحسب شركة “ماكسار تكنولوجيز”، ومقرها أمريكا، فإن الصور التي التقطت يومي الأحد والاثنين الماضيين أظهرت نشاطا جديدا مهما في روسيا البيضاء وغرب روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا.

كما أشارت شركة ماكسار إلى أن عمليات نشر جديدة كبيرة لقوات وطائرات هليكوبتر هجومية بالإضافة إلى نشر طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات هجوم أرضي في مواقع أمامية، الأمر الذي يؤشر على استمرار هشاشة الوضع، وعدم انتهاء التصعيد بشكل كامل.

وبحسب الباحث المصري في فلسفة التاريخ، الدكتور سامح إسماعيل، فإن ثمة مؤشرات عديدة حول احتمالية ما يمكن تسميته تورط موسكو في حرب مع أوكرانيا، الأمر الذي يفاقم الصراع الدولي القائم والمحتدم، غير أن سيناريو الحرب سوف يؤدي إلى توترات هائلة تمتد إلى مناطق عديدة بالعالم ما يؤدي لتقويض الأمن وعدم الاستقرار، مثل ارتفاع في أرقام الطاقة وزيادة الأزمة الاقتصادية والتضخم، ناهيك عن تزايد بؤر التوتر الإقليمي التي تنخرط فيها موسكو وواشنطن بمنطقة الشرق الأوسط، تحديدا الملف الليبي والسوري.

ويشير الباحث المصري في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن احتمال الحرب قائم غير أن الولايات المتحدة ودول غربية قد تترك الشرارة الأولى تندلع ريثما يتم التدخل لاحقا بقوة وخشونة، مؤكدا أن الحرب هي “خسارة للجميع، فارتفاع الذهب والطاقة والخسائر في البورصة العالمية، سوف تفاقم الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة منذ أزمة كورونا وتداعياتها”.

لافتا إلى أزمة خاصة سوف تهدد الشرق الأوسط في حال اندلعت الحرب والمتمثلة في ارتفاع أسعار القمع في عدة بلدان في المنطقة والمغرب العربي فضلا عن ماليزيا وإندونسيا بآسيا، حيث تشكل موسكو وكييف ثلث صادرات العالم من القمح.

وألمحت وزيرة الخارجية البريطانية، بحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية إلى أنه في حال قامت موسكو بغزو أوكرانيا، فسوف يمكنها الوصول إلى العاصمة كييف سريعا، كما حذرت من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون “لحظة خطيرة جدا” بالنسبة إلى العالم، حيث إن القوات الروسية “لن تتوقف عند أوكرانيا”، وأردفت: “الخطر الأكبر، بالطبع، هو ما إذا كان هناك غزو لأوكرانيا من شأنه أن يلحق أضرارا جسيمة بروسيا وأوكرانيا. ومن شأن ذلك أن يقوض استقرار أوروبا بشكل أكبر”.

قد يهمك: هل تراجعت روسيا عن الحرب في أوكرانيا؟

انسحاب ليس كافيا

وإلى ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، أن وحدات المناطق العسكرية الجنوبية والغربية التي أكملت مهامها بالفعل بدأت في العودة بواسطة قطارات السكك الحديدية والسيارات، وستصل إلى قواعدها اليوم، الثلاثاء.

وأضاف المتحدث، أن القوات أجرت عددا من التدريبات القتالية، كما كان مخططا لها، وأن بعض التدريبات لا تزال جارية.

من جانبها أعربت ليز تروس، حتى نصدق إصرار روسيا على عدم وجود خطط لغزو أوكرانيا يجب عليها سحب جميع قواتها المحتشدة بالقرب من الحدود مع كييف.

وأضافت وزيرة الخارجية البريطانية في مقابلة مع قناة بي بي سي: “ادعى الروس أنه ليس لديهم خطط للغزو، لكننا سنحتاج إلى رؤية إزالة كاملة للقوات لإثبات صحة ذلك”.

وتعليقا على عودة بعض القوات الروسية إلى قواعدها من الحدود الأوكرانية، قالت تروس “إنها بحاجة إلى الاطلاع على مزيد من التفاصيل لفهم إن كان لذلك عواقب كبيرة”.

قد يهمك: ما تأثير الأزمة الأوكرانية على الغارات الإسرائيلية على سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.