ازدادت التحليلات السياسية والعسكرية، في الأيام الأخيرة حول تأثيرات وانعكاسات الأزمة بين روسيا، والغرب حول أوكرانيا، على مناطق أخرى، فقد أفاد تحليل لموقع”بريكنغ ديفنس”، أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على استراتيجية إسرائيل تجاه روسيا وإيران، خاصة أن إسرائيل تعتمد على علاقات جيدة مع روسيا، تسمح لها بعملياتها في سوريا.

هل تحرج الأزمة الأوكرانية إسرائيل؟

يوضح تحليل موقع “بريكنغ ديفنس”، أنه في حال حصول غزو روسي لأوكرانيا، وما ينتج عن ذلك من توتر مع الغرب فقد تتعقد العلاقات الإسرائيلية – الروسية، خاصة أن الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي لإسرائيل.

كما أشار التحليل، إلى أن اسرائيل ستجد نفسها في موقف حرج، فعلاقاتها قوية مع الولايات المتحدة من جهة، وتحتاج إلى الحفاظ مع علاقاتها مع روسيا التي تسيطر إلى حد كبير على المجال الجوي السوري، حيث تقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية فيها ضد أهداف إيرانية.

الباحث السياسي والخبير في الشأن الروسي، نصر اليوسف، قال لموقع”الحل نت”، إنه لا يرى أي رابط بين ما تقوم به إسرائيل في المنطقة، وبين حدة الخلافات بين الغرب وروسيا، ويعتقد أن هذين الأمرين مختلفان تماما، وغير متصلين.

وأضاف اليوسف، أن إسرائيل أفهمت روسيا، أن وجود إيران في المنطقة يشكل خطرا حيويا عليها، فالإيرانيون لا يزالون يرددون إرادتهم بمسح إسرائيل، ومن هذا المنطلق تسمح روسيا لإسرائيل بحماية أمنها القومي.

ولفت اليوسف إلى قوة العلاقات بين روسيا وإسرائيل، فهناك على الأقل 20 بالمئة من سكان إسرائيل من أصول روسية، ويحمل الكثير منهم الجنسية الروسية بجانب جنسيته الإسرائيلية.

يشير تحليل “بريكنغ ديفنس”، إلى  أنه في حال فرض عقوبات واسعة على روسيا، سيتعين على إسرائيل أن توازن خطواتها، إذ إن أي إجراءات ضد روسيا قد تؤدي إلى عرقلة العمليات الإسرائيلية في سوريا، وهو ما تعتبره إسرائيل أمرا “حيويا لأمنها القومي”.
قد يهمك:هل يمتد توتر الأزمة الأوكرانية إلى سوريا؟

هل تتغير وتيرة القصف؟

كما نقل التحليل عن مصدر دفاعي إسرائيلي، لم يذكر اسمه، أن اجتماعات أمنية رفيعة المستوى بحثت مؤخرا ما يمكن أن يحدث للعمليات العسكرية في سوريا في حال تغير العلاقات مع روسيا.

وأوضح التقرير بأن إسرائيل قد تكون من المتضررين من الأزمة الروسية – الأوكرانية، خاصة وأن وقف التنسيق الأمني قد يكبد إسرائيل خطوات لم تكن في الحسبان، خاصة في ما يتعلق باستراتيجيتها تجاه المخاطر الإيرانية التي تهدد أمنها القومي.

ويرى نصر اليوسف، أن وتيرة القصف الإسرائيلي على سوريا غير مرتبطة بما يجري بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، فالأمران مختلفان تماما، من حيث الأهداف والاستراتيجية.

وأكد اليوسف، أن القصف حاجة استراتيجية إسرائيلية، وروسيا منحت إسرائيل الإمكانية لهذا القصف، ولا تمانعه أبدا، ودليل ذلك، أن إسرائيل تقصف بكل حرية، مع العلم أن لدى الروس في سوريا أسلحة تمكنها من إسقاط أي طائرة في العالم، حتى الأميريكية منها.
إقرأ:الصراع على أوكرانيا: هل ستتأثر الأزمة السورية بالنزاع بين روسيا والغرب في شرق أوروبا؟

من غير الممكن أن تنحاز إسرائيل لأحد الطرفين دون الآخر في حال نشوب حرب في أوكرانيا، فهي حليف قوي للغرب، ولروسيا، كما أن إسرائيل وكعادتها لن تشارك في أي عقوبات أميركية محتملة على روسيا، كما أنها لن تكون أداة للضغط الروسي على الولايات المتحدة.

فالعلاقة بين إسرائيل وجميع الأطراف قائمة على المصالح المشتركة، وأحد هذه المصالح هو ضرب المصالح والأهداف الإيرانية في سورية، وهو ما يصب في مصلحة روسيا التي تريد تقليص نفوذ إيران في سوريا، وفي مصلحة الولايات المتحدة التي تسعى لتحجيم الدور الإيراني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.