لم تكن أسعار التفاح في الأسواق السورية منخفضة هذا العام، ويعود السبب لأن السوق المصري الذي كان يستورد كميات ضخمة من التفاح السوري مُنع من استيراده بسبب مخلفات آفات المبيدات التي أثرت على جودته. فالعديد من المزارعين فقدوا الكثير من أرباحهم بسبب انخفاض أسعار التفاح، حيث إن القضية لها جوانب متعددة.

آفات في الأسواق

تبدو قضية التفاح في سوريا هذا العام، لها بُعد يتعلق بمبيدات الآفات وكيفية اختراقها للأسواق المحلية، كما إن هناك بُعد أكثر خطورة مرتبط بدرجة تأثيراتها المستمرة.

أكد المهندس الزراعي، عزيز الزوباني، لـ”الحل نت”، الحديث الذي انتشر مؤخرا، حول أن الحكومة السورية لم تكن مهتمة بمنع تصدير الأصناف التي بها بقايا مبيدات، كما إن الجهات المسؤولة لم تكن مهتمة بحماية المواطن.

وأوضح الزوباني، أن هناك صناعة مبيدات حشرية في سوريا منذ سنوات عديدة لا يستطيع أحد حلها. وهذا ليس بسبب عدم اهتمام السلطات، بل لأن الجهات الرقابية المسؤولة عن هذا الملف تخضع لمصالح شخصية. وقد أصدرت تشريعات فقط ينطبق على أشخاص محددين.

وتابع المهندس، “أي شخص يقرأ العلاجات في هذا الملف يكتشف تجاوزات، فيمكن رؤية القضية الأساسية لمبيدات الآفات بوضوح في التنقيحات التي يتم إجراؤها في كل مرة لقرار الترخيص بإنتاج مبيدات الآفات”.

وبقايا المبيدات على المنتجات الزراعية ناتجة عن عدم وجود مواصفات في تصنيع المبيدات. ووجود مبيدات غير معروفة ومبيدات منتهية الصلاحية، مما أجبر المزارع على رشها بشكل متكرر. والتي تركت أثر متبقي في الخضار والفواكه.

للقراءة أو الاستماع: بعد السكر والرز والمحروقات.. هل يرفع الدعم عن مياه الشرب؟

الملف الأكثر خطورة

وصف الصحفي، معد عيسى، المصالح الخاصة والشخصية، أنها تتفوق على الاهتمامات الأخرى. بما في ذلك الصحة التي تكلف في سوريا حاليا غاليا بسبب الأزمة الإنسانية والاقتصادية وتخلف العديد من الضحايا. فضلا عن أن المبيدات دمرت البيئة وجميع أنواع التوازن، وأضرت بالنظم البيئية.

وطالما أن هناك حصرية في شروط التوريد للسلطات المشرفة على توريد المادة الفعالة والمبيدات، مع عدم وجود مختبرات التحليل أو تكييفها، فيرى عيسى، أن فاتورة صحة المواطنين داخل سوريا، سترتفع وسيزداد عدد الضحايا. وستخسر كل المنتجات السورية مقاصدها التصديرية؛ نتيجة نقص المبيدات الفعالة.

ويعتقد عيسى، أنه يمكن الكشف عن الممارسات الفاسدة ومعدلات الضرائب المرتفعة إذا تم إدخال سجلات المبيدات بشكل مناسب في السوق السورية. إذ يبدو أن ملف التفاح السوري سيفشي أسرار ملف المبيدات، ويضع حدا للفوضى والفساد في صناعته.

للقراءة أو الاستماع: موجة غلاء جديدة تطال الأدوية السورية.. لماذا ارتفعت الأسعار؟

الحد من مبيدات الآفات المحظورة

ومن خلال ممارسات شراء وإدارة مبيدات الآفات السيئة، قال الزوباني، “تراكمت في البلاد مخزونات من المبيدات المحظورة وغير المرغوب فيها والتي عفا عليها الزمن”.

وأضاف المهندس الزراعي، “فعلى الرغم من أن لوائح وضوابط مبيدات الآفات كانت حديثة بشكل معقول. وكانت السلطات منخرطة بشكل جيد مع العمليات الدولية لتعزيز الرقابة على مبيدات الآفات. إلا أن هناك فجوات في قدرة الدولة على التحكم في جميع جوانب دورات حياة المبيدات”.

وعلى وجه الخصوص، بيّن الزوباني، أنه لم تكن هناك قدرة كافية للتحكم في الواردات وجودة مبيدات الآفات. والثغرات في تشريعات مبيدات الآفات، والإدارة السيئة لتسجيلات مبيدات الآفات واستخدام مبيدات الآفات. فيما لم تلتزم الحكومة السورية بمشروع، بالاقتران مع مشروعين آخرين للتمويل المشترك للبرنامج التعاوني الحكومي، والمبادرة الإقليمية لإدارة مبيدات الآفات والآفات”.

وطبقا للسياسات الحالية التي تتبعها الحكومة حول إصلاح الدعم وفق تصورها، لا يزال تركيز الدعم الزراعي حاليا على مدخلات الإنتاج من البذور والوقود والأعلاف، الأمر الذي يخشاه العديد من المزارعين ومربي الماشية من أن يحدث أزمة في البيانات بعد استبعاد عدد من الفئات من مظلة الدعم.

وفي جميع أنحاء سوريا، أفاد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أنّما يقرب من نصف السكان ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع أعلى هذا العام.

ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، في العديد من المناطق داخل سوريا، لم يكن هناك نمو في الغطاء النباتي في عام 2021. مما يعني أن مئات الآلاف من الأغنام والأبقار والماعز والإبل تفتقر إلى المراعي والغذاء والوصول إلى مصادر المياه.

كما تكافح المجتمعات الرعوية في سوريا بشكل متزايد مع تأثير تغير المناخ، وانخفاض أسعار الماشية، والظروف الجوية المتقلبة التي تؤثر على أسعار الماشية، مما يدفعهم إلى حافة الفقر.

للقراءة أو الاستماع: انخفاض قيمة الليرة السورية بعد هذا الإجراء.. تعرفوا عليه