في إطار سعيها للتغول بمشاريع نفوذها التوسعي خارج روسيا، وبعد تثبيت تواجدها العسكري الاستراتيجي في سوريا، لتصبح مطلة بشكل مباشر على البحر المتوسط، يبدو أن موسكو تتجه إلى ربط موانئ الساحل السوري بميناء شبه جزيرة القرم الذي تسيطر عليه موسكو منذ سنوات، وذلك أملا من الأخيرة وفق متابعين لاستخدام ذلك الربط في عمليات ابتزاز الغرب إثر تصاعد التوتر مع أوروبا نتيجة الغزو الروسي على أوكرانيا.

وزارة الاقتصاد السورية، كانت أعلن في وقت قريب سبق إعلان بوتين الحرب على أوكرانيا، أنها بصدد تأسيس شركة نقل بحري مشتركة مع شبه جزيرة القرم، إلى جانب خط بحري بين الجانبين.

وقال وزير الاقتصاد في حكومة دمشق محمد سامر الخليل، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “خط النقل البحري مع جمهورية القرم سينعكس إيجابا على الاقتصاد السوري وسيوفر كلفة زمنية مهمة باعتبارها أقرب الموانئ الروسية إلى سوريا“.

وأردف أن “موانئ شبه جزيرة القرم هي أقرب الموانئ الروسية إلى سوريا ولا تحتاج الرحلة البحرية بين البلدين إلا إلى خمس ساعات فقط وبالتالي هناك تقنين في الوقت والتكلفة“.

أهداف روسيا

الباحث السياسي صدام الجاسر، يرى خلال حديثه لـ”الحل نت” أن ربط الموانئ السورية مع ميناء شبه جزيرة القرم، يُشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، وخاصة بعد سيطرتها على مينائي اللاذقية وطرطوس وإبعاد القوات الإيرانية عنهما.

ويقول الجاسر إن :“ميناء شبه جزيرة القرم يشكل أهمية استراتيجية لروسيا، لأنه يطل على المياه الدافئة في البحر الأسود، ثانيا هو قريب جدا من مضيقي البوسفور والدردنيل اللذان تتحكم فيهما تركيا. هذا يعني أن كل الإمدادات القادمة، إن كانت تجارية أو إمدادات الطاقة القادمة من البحر الأسود باتجاه البحر المتوسط سوف تكون بيد روسيا. طبعا مينائي اللاذقية وطرطوس جزء من شبكة يبدو أن روسيا تسعى لإنشائها، للسيطرة أو لوضع قدم في البحر المتوسط والبحر الأسود”.

ويعتقد الجاسر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يسعى إلى توسعة نفوذ روسيا خلال السنوات الماضية، وحول ذلك يوضح قائلا: ” لقد بدأ الحديث حاليا عن روسيا البوتينية، بحيث يسعى لإعادتها كلاعب رئيسي على مستوى العالم، هذا الأمر يحتاج إلى إظهار روسيا كدولة قوية. بوتين يمتلك عقلية المخابرات، واستغل الظروف بشكل جيد. استطاع تثبيت قدمه في سوريا وفي إفريقيا، وحاليا في أوكرانيا“.

قد يهمك: قاعدة “حميميم“.. أداة روسية لخلق التوتر الدولي؟

ويبدو أن هذا الربط سيساعد روسيا ربما في ابتزاز أوروبا، لا سيما وأن إمدادات الطاقة إلى الدول الأوروبية ستكون تحت أنظار موسكو، وبالتالي أوراق أكثر بيد بوتين للضغط على أوروبا في إطار الصراع على ملفات عدة لا سيما الصراع الدائر حاليا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.

بوتين يشعل حربا من أجل متمردين؟

استفاق العالم اليوم، وتحديدا منذ ساعات الصباح الباكر مباشرة بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين “العمل العسكري” في أوكرانيا، على صفارات الإنذار ودوي انفجارات في كييف والعديد من المدن الأوكرانية على طول خط المواجهة وعلى طول شواطئ البلاد.

الحرب التي أشعلتها روسيا على أوكرانيا، بررها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأنها تأتي بعد طلب “الجمهوريات” الانفصالية التي اعترفت بها روسيا مؤخرا، دعما عسكريا من الرئيس الروسي، في مواجهة ما أسماه “العدوان الأوكراني“.

اقرأ أيضا: الصين وروسيا تهددان الأمن العالمي.. ما الذي سيحصل في تايوان بسبب بكين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة