تهريب قاتل هشام الهاشمي: هل يستمر الإفلات من العقاب بالعراق؟

تهريب قاتل هشام الهاشمي: هل يستمر الإفلات من العقاب بالعراق؟

قاتل هشام الهاشمي خارج العراق، ولم تعقد جلسة محاكمته اليوم بسبب تهريبه من السجن، فهل يؤشر ذلك على استمرار الإفلات من العقاب في العراق؟

أفادت مصادر خاصة لـ “الحل نت”، بأن أحمد الكناني، قاتل الباحث والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، تم تهريبه خارج العراق.

المصادر بينت، أن سبب عدم انعقاد جلسة محاكمة القاتل اليوم الاثنين، هو تعذر حضوره، بعد أن هُرّب من السجن قبل نحو أسبوعين.

وأكدت المصادر، أن قوة من ميليشيا “كتائب حزب الله”، اقتحمت قبل أسبوعين سجن “الوحدة”، جنوبي العاصمة بغداد وهرّبت أحمد الكناني من السجن، دون أي مقاومة أمنية.

كما أشارت المصادر الخاصة، إلى أن ميليشيا “الكتائب”، تمكنت من إخراج قاتل هشام الهاشمي إلى خارج العراق عبر البر نحو إحدى الدول المجاورة للعراق.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة العراقية بعد، لكن السكوت وفق الخبير الأمني مؤيد الجحيشي، هو تأكيد لسيناريو هروب القاتل من السجن.

للقراءة أو الاستماع: تأجيل جديد لمحاكمة المتهم بقتل هشام الهاشمي

“الحكومة تعلم وتصمت”!

وتساءل الجحيشي في حديث مع “الحل نت”، أنه كيف يمكن لمتهم أن لا يحضر لجلسة محاكمته ويتم تأجيل الجلسة لذلك السبب؟

وأضاف الجحيشي، أن عدم حضور الكناني لجلسة المحاكمة، يدلل على عدم وجوده في السجن، ولم يستبعد معرفة الحكومة بعملية تهريبه وسكوتها عن ذلك.

ونهار اليوم، أجّلت “محكمة جنايات الرصافة” في بغداد، جلسة محاكمة قاتل هشام الهاشمي إلى يوم 16 آيار/ مايو المقبل، وهو ثالث تأجيل للمحاكمة.

وتطرح عملية تهريب أحمد الكناني من السجن وتركه للعراق، الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأنها تزامنت مع جدل العفو الرئاسي الخاص عن المُدان جواد الياسري نجل محافظ النجف السابق لؤي الياسري.

سبق الكناني وأن هرب 3 من المشاركين بقتل الهاشمي خارج العراق، حسب تصريح متلفز للناطق السابق باسم الحكومة العراقية أحمد ملا طلال، فهل يستمر مسلسل الإفلات من العقاب؟

“صفقات سياسية”

بحسب الجحيشي، فإن المسلسل سيستمر وسيتكرر، ولا يمكن إنهاء الإفلات من العقاب؛ لأن الإرادة الحكومية لا تتوفر لتحقيق ذلك.

وأردف الجحيشي، أن الميليشيات الخارجة عن القانون أقوى من القانون في العراق، لذا تفعل ما تشاء براحتها، ومن يحاول إيقافها ستستهدفه، كما فعلت مع رئيس الحكومة.

وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، تعرض لمحاولة اغتيال في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، باستهداف منزله بطائرتين مسيّرتين، لكنه نجا من الاغتيال.

وقال الجحيشي، إن ظاهرة الإفلات من العقاب، تحدث في كثير من الأحيان نتيحة صفقات سياسية، أي بعلم الحكومة وبمساعدتها، على حد تعبيره.

وعقّب الجحيشي على كلامه أعلاه، بالعفو الرئاسي عن نجل محافظ النجف المدان بتجارة المخدرات، رغم سحب العفو الرئاسي اليوم الاثنين.

أغلاق الملف حكوميا

ولفت الجحيشي، إلى أن العفو عن نجل الياسري، هو صفقة سياسية مطبوخة، يقف خلفها “التيار الصدري”، وشاركت بها الحكومة ورئاسة الجمهورية للحصول على الولاية الثانية لكل منهما.

وجاء توقيع رئيس الجمهورية برهم صالح على مرسوم العفو الخاص عن جواد الياسري، بناء على توصية من “الأمانة العامة لمجلس الوزراء”.

للقراءة أو الاستماع: صالح يُداوي الجرح الرئاسي والغضب العراقي مستمر

وعن سحب المرسوم الجمهوري، قال مؤيد الجحيشي إنه لا فائدة منه؛ لأن الهدف تحقق وهو خروج المدان خارج العراق، والكل يعلم أن من يخرج من العراق لا يمكن إعادته ثانية.

وبخصوص وقوف “التيار الصدري” وراء العفو عن المدان جواد الياسري، أوضح الجحيشي، أن “التيار” اتفق مع محافظ النجف السابق لؤي الياسري، على إخراج ابنه من السجن مقابل استقالته، وهو ما حدث بالفعل.

وتابع الجحيشي، على أن قضية مقتل هشام الهاشمي أُغلقت حكوميا، والملف انتهى، ويبقى الأمر عند القضاء، لكن لم يعد بيده أي حيلة بعد هروب القاتل.

القاتل ينتمي لميليشيا “الكتائب”

واختتم بأن إنهاء ظاهرة “الإفلات من العقاب” تحتاج إلى تغيير المنظومة السياسية الحاكمة برمتها، وذلك من الصعب حدوثه، على حد تعبيره.

وكان رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، أعلن في 16 تموز/ يوليو المنصرم، القبض على ما اعتبره “قاتل” هشام الهاشمي، ثم بث التلفزيون العراقي اعترافات المتهم.

ويدعى القاتل أحمد الكناني، واعترف بقتله للخبير الأمني الراحل، كما اعترف بانتمائه لميليشيا “كتائب حزب الله” الموالية لإيران منذ عام 2009.

للقراءة أو الاستماع: بالفيديو.. اعترافات قاتل “الهاشمي”: ينتمي لميليشيا “كتائب حزب الله” وضابط بوزارة الداخلية

وفارقَ الهاشمي، الحياة عن عمر 47 سنة، إثر اغتياله في 6 تموز/ يوليو 2020، وهو بسيارته أمام منزله بمنطقة زيونة شرقي بغداد، على يد مسلّحين كانوا يستقلون دراجات نارية.

ويعد الراحل من أبرز الباحثين في مجال الأمن والسياسة. وهو خبير أمني معتمد من قبل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وعدد من جامعات ودور البحث في العالم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة