وسط شتاء قارس، واستمرار الأزمة الاقتصادية، تتضاءل الاحتياجات الإنسانية في سوريا مقارنة بالتمويل المتاح لتلبية هذه الاحتياجات التي باتت ضرورية للعائلات داخل البلاد، لا سيما بعد رفع الدعم من قبل الحكومة السورية عن حوالي 3 مليون شخص.

فقراء خارج الدعم

حتى لو تم تصنيفهم على أنهم من ذوي الدخل المحدود في اللاذقية، فإن العديد من العائلات هناك لا تزال تعاني بسبب عدم قدرتها على شراء الخبز الذي لا يتم دعمه. ونتيجة لذلك، أدرجوا بعد استبعاد الحكومة لهم من الدعم تحت عنوان “أخطاء في تنفيذ إعادة تنظيم المساعدة لمن يحتاجونها”.

وعلى الرغم من حقيقة أن المخصصات، التي هي في الأساس غير كافية، إلا إن شراء الكمية الكاملة التي تحتاجها الأسرة بالسعر المدعوم لا زال بعيد المنال عن بعض العائلات، حتى أنه جعل بعض الأشخاص المعتمدين يستفيدون من حاجة المواطن لرفع سعر الربطة إلى 1700 ليرة.

خصصت الحكومة منصة إلكترونية متاحة للمواطنين الذين تم حرمانهم من الدعم لتقديم اعتراضاتهم، وبحسب علي يوسف، ممثل المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمحافظة اللاذقية، فإن الحكومة لن تتحرك من قبلها حتى يتقدم المواطن، حيث قال: “كل مواطن له حق سيعود إليه، ولكن بعد الاعتراض”.

وتعقيبا على حاجة العائلات المحرومة من الدعم للخبز، أفاد يوسف خلال حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الاثنين، قال إن ربطة الخبز خارج “البطاقة الذكية” يجب أن تباع بسعر 1250 ليرة، وإن الزيادة المسموح بها 50 ليرة وتباع بـ 1300 ليرة لدى المعتمد.

وبحسب المرسوم رقم 8 لسنة 2021، فإن أي شخص يُعثر عليه يبيع الخبز بسعر باهظ سيتعرض لعقوبة مالية وسجن لخرقه بيع الخبز بسعر باهظ، موضحا أن كل شكوى سيتم التحقيق فيها ومعالجتها، فقط من الناحية القانونية.

للقراءة أو الاستماع: أزمة جديدة للغاز في سوريا.. لا أسطوانات جديدة

صدى المعاناة يتفاقم

يرى المواطن مرهف الهنداوي، أنه مع دخول الصراع في سوريا عقده الثاني، لم يتم توفير حتى الحد الأدنى من الإغاثة الكافية وحماية المدنيين والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية من قبل الحكومة السورية، بل كللت ذلك برفع دعمها عن أغلب العائلات الفقيرة.

تأثيرات هذا القرار، ووفق لحديث الهنداوي لـ”الحل نت”، فإن حرمانها لم يتوقف فقط على أساسيات الحياة. بل تسبب في اقتتال تزاحمي أمام المؤسسات والمحال التي تبيع بأسعار معقولة. حيث كانت الظروف المعيشية الصعبة واضحة جدا للعالم، إلا أنها غابت عن أعين وزراء ومسؤولي الحكومة السورية.

وطبقا لحديثه، فإن الشباب كان لهم النصيب الأكبر من هذه الصعوبات. فحتى الأمم المتحدة رأت أنه بعد هذا القرار فإن المزيد من السوريين بحاجة إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب. لأن تكلفة إطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد بالمواد الأساسية فقط تضاعفت تقريبا إلى الضعف منذ بداية شباط/فبراير الحالي.

للقراءة أو الاستماع: أسعار الخضار تُحلّق.. أكثر من 1000 ليرة الفرق بين تسعيرة التموين والسوق

طوابير أمام مراكز البطاقة الذكية

وأما في حماة، يجب على المواطنين الذين يراجعون مراكز إصدار البطاقات الإلكترونية، تحمل طوابير طويلة والعودة عدة مرات على مدار أيام من أجل الحصول على بطاقاتهم الجديدة.

عدد كبير منهم قال إنهم منذ ساعات الصباح الأولى، يتجمعون أمام هذه المراكز، وينتظرون بصبر وصول الكهرباء حتى يتمكن العاملون في هذه المراكز من تلبية طلباتهم. هذا وإن حالفهم الحظ وكانوا قادرين على الدخول إلى المركز عندما تصل الكهرباء.

باستثناء مركز مدينة مصياف، الذي يقع داخل مركز خدمة المواطن ويعمل بالطاقة الشمسية، فإن التقنين المطول للكهرباء يؤثر على إصدار البطاقات في تلك المنشآت التي تحتاج إلى طاقة بديلة.

سكان مدن حماة والسلمية ومحردة والغاب طالبوا السلطات بتأمين طاقة بديلة لهذه المراكز. أو المولدات التي تزودهم بالكهرباء من أجل التخفيف من معاناتهم اليومية وعذاب الانتظار الطويل ومراجعة المراكز عدة مرات. حيث يتكبدون لنفقات مالية باهظة عن طريق التنقل بين المدن والمناطق الريفية.

الجدير ذكره، أن تقييم الأمم المتحدة لهذا الأسبوع، وجد أن 14.6 مليون سوري سيعتمدون على المساعدة هذا العام. وهي زيادة قدرها 9 بالمئة عن عام 2021 وزيادة بنسبة 32 بالمئة عن عام 2020. حيث وصف التقييم أن الاقتصاد السوري في دوامة وإلى مزيد من الانخفاض، مع استمرار تكاليف الغذاء في الارتفاع. حيث أصبح الناس يعانون من الجوع.

للقراءة أو الاستماع: الكهرباء في ريف دمشق غائبة تماماً لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.