لا يبدو أن الأخبار الواردة من الحدود البيلاروسية الأوكرانية، حيث تعقد المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، توحي بنتائج إيجابية بشأن وقف العمليات العسكرية، والتي بدأت تداعياتها تصل إلى كافة دول العالم خلال الأيام القليلة الماضية.

تتجه روسيا إلى مواصلة عملياتها العسكرية، وفتح جبهة على أكثر من صعيد مع الدول الأوروبية، والتي بدأت بخطوات عديدة لمعاقبة روسيا على غزوها الأراضي الأوكرانية.

إصرار روسي على التصعيد

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها تواصل قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

قد يهمك: أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

وقال الرئيس الأوكراني إن القصف الذي تشنه روسيا على المدن الأوكرانية لن يجعل كييف ترضخ للشروط التي وضعتها موسكو لإرساء هدنة، مطالبا بفرض منطقة حظر طيران للطائرات والصواريخ والطائرات المروحية الروسية على خلفية القصف الروسي لمدينة خاركيف الأوكرانية.

وتشترط موسكو صراحة، الاعتراف بالسيادة الروسية على “شبه جزيرة القرم“، موقف يعتبره كثيرون إعاقة من موسكو لسبل الحل للوصول إلى وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طارق وهبي، أن المفاوضات الجارية الآن، هي محاولة من موسكو لإظهار نفسها على أنها منفتحة على وقف الحرب على أوكرانيا، خاصة وأنها ماضية في تنفيذ أهدافها التي أقلها حل حكومة كييف.

ويقول وهبي في حديثه لـ“الحل نت“: “روسيا ماضية في تنفيذ أهدافها التي أقلها حل حكومة كييف، فكيف تريد التفاوض وانت تنكر أن الآخر موجود، لذلك عنوان هذا التفاوض هو اضاعة الوقت وتضليل إعلامي تحت شعار ان روسيا مفتوحة على حل المشكلة“.

ويعتقد وهبي أن هناك تفاوض غير معلن بين عدة أطراف حول العالم لحل الأزمة الأوكرانية، وحول ذلك يقول: “من وجهة نظري هناك تفاوض غير معلن لإيصال مطالب روسيا، أولا مع الأوروبيين عبر وزير خارجية النمسا والذي يتمتع بعلاقات مميزة مع روسيا، وثانيا مع الولايات المتحدة الامريكية، ممكن في الهند التي لم تصوت في مجلس الأمن والتي تستطيع جمع شخصيات امريكية وروسية لتقريب وجهات النظر لحل المشكلة. لكن العامل غير المنظور هو إلى أي مدى سيقبل الرئيس زيلنسكي بما سيفرض عليه جرّاء هذه المفاوضات غير العلنية“.

ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية أن شروط أوكرانية، لن تقبل بها موسكو، خاصة المتعلقة بالسيادة، ويوضح قائلا: “أوكرانيا ترفع السيادة كشرط أول وهذا السقف محمود ولكنه عالي جدا لروسيا وخصوصا أن آخر اتصال بين بوتين وماكرون كان أولها الاعتراف التام والعلني أن شبه جزيرة القرم هي روسيا من دون اي نقاش. الأفق غير واضح أكثر من ذلك هو مقفل لأن هذه المفاوضات أكثر ما تستطيع أن تخرج به هو وقف إطلاق النار، وتثبيت ممرات انسانية غير خاضعة لأية سلطة عسكرية“.

وتزامنا مع فشل الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف غزو القوات الروسية، بدأت تلوح في الأفق مخاوف من كارثة نووية، نتيجة وجود العديد من المفاعلات النووية في كل من روسيا وأوكرانيا.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد سُجلت زيادة في مستوى الإشعاع حول مفاعل “تشيرنوبل” وطفت على السطح مخاوف من تعرض المفاعلات النووية الأوكرانية إلى أضرار تؤدي لتسرب الإشاعات منها.

المحطات النووية وخطر الكارثة

وتمتلك أوكرانيا على أراضيها، 15 مفاعلا للطاقة النووية في 4 محطات تولد ما يقارب 50 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة في 4 مواقع، وذلك رغم أنها لا تمتلك أسلحة نووية.

وفي الأثناء تواصلت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث دفعت العملية العسكرية الروسية، بآلاف الأوكرانيين للفرار من بلادهم إلى عدد من دول الجوار، خصوصا بولندا والمجر وسلوفاكيا.

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لـ “الأمم المتحدة“، يوم أمس الاثنين، إن أكثر من 500 ألف لاجئ فروا من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذا الرقم مبني على “بيانات قدمتها السلطات الوطنية” لكل دولة استقبلت اللاجئين الأوكرانيين.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.