تزامنت الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، إنه بعد الحصول على ضمانات من روسيا بالإبقاء على “الخط الساخن” بينهما، فإن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا. وذلك مع تجديد السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، تأكيد بلاده لأهمية التنسيق العسكري مع إسرائيل في سوريا.

غير أنه ومع استقبال وفد إسرائيلي، الخميس القادم، لوفد روسي في اجتماع حول التنسيق الأمني في سوريا، أثيرت تساؤلات حول مستقبل هذا التنسيق، في ظل تداعيات التوغل الروسي في أوكرانيا، وتأثير موسكو على المفاوضات النووية الإيرانية، في حين يرى مراقبون أنه قد يؤدي انهيار هذا التنسيق إلى ارتفاع وتيرة استهداف النفوذ الإيراني بسوريا.

الملف السوري منفصل

يشير المحلل السياسي السوري، درويش خليفة، في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن إسرائيل غير راغبة في انهيار الاتفاق أو التنسيق الذي يحصل بينها وبين روسيا لا سيما عندما تستهدف القوات الموالية لإيران في سوريا، أو تستهدف ثكنات الجيش السوري في دمشق.

https://twitter.com/Amel_Zarouk/status/1500464970559021056?s=20&t=en6kYpRSvja0MVH-hbYbCg

ويضيف خليفة، أن العلاقات الدولية متغيرة ولكنها تبقى قائمة على المصالح، وتختلف من ملف إلى آخر. فلا ربط بين امتناع إسرائيل عن بيع القبة الحديدية لأوكرانيا وإدانة الغزو الروسي لكييف. لذلك التنسيق سيبقى قائما لأنه دائما بين الدول هناك فصل في كافة الملفات. أي “ما تكون مختلف معه في أوكرانيا، قد تتفق معه في سوريا”.

ومن جهته، يؤكد المحلل السياسي، أحمد سعدو، أن آلية التنسيق المتبعة بين إسرائيل وروسيا كانت وستبقى ضرورية لاستمرار المصالح المتبادلة فيما بينهما. من ثم فإنه لا ضرورة لكليهما أن يتم السماح لأحداث أوكرانيا أن تؤثر على مصالح الطرفين، ضمن سياقات تشابك هذه المصالح واستمرارها.

وبرأي سعدو، فإن التنسيق سوف يستمر، ولن يطاله الأذى جراء الوضع الروسي الأوكراني. أما عن المفاوضات النووية بين الغرب وإيران فهي الأخرى لا يمكن التراجع عنها غربيا ولا إيرانيا. حيث وصلت إلى خواتيمها، في وقت ينتظر الإيرانيون نتائجها بفارغ الصبر.

للقراءة أو الاستماع: السعودية بين إيران وإسرائيل.. خارطة جديدة للمنطقة؟

تهديدات الروس إعلامية

وفي السياق ذاته، أوضح المحلل العسكري، العقيد مصطفى فرحات، خلال حديث لـ”الحل نت”، أنه بالنسبة لانعكاس ملف التنسيق على قيام إسرائيل بقصف مواقع لإيران أو زيادة وتيرة القصف، فإن ذلك لا يخرج عن السياق المعتاد إلا في حدود معينة، وحصريا في حدود التصريحات الإعلامية، وفق تعبيره.

https://twitter.com/hussainAlosaimi/status/1500470938953043970?s=20&t=en6kYpRSvja0MVH-hbYbCg

وباعتقاد فرحات، إنه ما لم تحرك موسكو دفاعاتها الجوية في سوريا للتصدي للقصف الإسرائيلي، فإن التنديد الروسي ليس له تأثير. في حين أن إسرائيل مستمرة بقصف شحنات العتاد العسكري التي تنقلها طهران إلى سوريا. وذلك لتعطيل وصولها بشكل خاص إلى جنوب سوريا أو إلى “حزب الله” اللبناني.

وقال فرحات، “إسرائيل تعمل على خطة مدروسة ومحكمة بحيث يتم التصدي لأي خطر أو تقدم قوات باتجاه حدودها من قبل إيران، أو تحريك صواريخ تابعة لإيران أو غير ذلك”.

واختتم فرحات حديثه، بأنه لا يعتقد أن التنسيق بين روسيا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى سينعكس سلبا. لاسيما وأن هناك مؤشرات على ذلك كان أبرزها؛ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى موسكو. والتي أكدت أن هذا الخط ما زال مفتوحا، وأن التنسيق ما زال مستمرا. وسوف يستمر على الأقل في المدى المنظور، إن لم يكن هناك تبدلات جوهرية في الصراع.

للقراءة أو الاستماع: توتر إسرائيلي روسي في سوريا.. هل تتدهور علاقاتهم؟

آلية “الخط الساخن” مع إسرائيل

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إسرائيل ستواصل ضرباتها العسكرية في سوريا، بعدما تلقت تأكيدات من روسيا تتعلق باستمرار العمل بـ”الخط الساخن” والتنسيق الأمني في سوريا.

إذ صرح السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، لصحيفة “جيروزاليم بوست”، يوم الجمعة الفائت، بأن “النظام الروسي الإسرائيلي لمنع الاشتباك في سوريا، الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بضرب إيران ووكلائها، سيستمر“. مشيرا إلى أن “الآلية تساعد في ضمان سلامة وأمن القوات الروسية في سوريا”.

وقبل أيام، قامت السفارة الروسية في تل أبيب، بالتبليغ بأن التعاون العسكري في سوريا سيستمر كالمعتاد. كما أنه من المتوقع أن يصل فريق روسي إلى إسرائيل يوم الخميس القادم، لحضور اجتماع شهري حول التعاون الأمني ​​في سوريا، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

للقراءة أو الاستماع: ما سر الصمت الروسي على القصف الإسرائيلي في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.