تشير التقديرات إلى أن أسعار الأعلاف في سوريا ستشهد ارتفاعا هائلا، بعدما لفت المدير العام لمؤسسة الأعلاف، عبد الكريم شباط، إلى أن الأحداث في أوكرانيا أدت إلى ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من الذرة الصفراء في سوريا يتم استيرادها من روسيا وأوكرانيا وأن الحرب أوقفت الآن الاستيراد.

التجار رفعوا أسعار الذرة

وأوضح شباط، أنه كانت المؤسسة تستورد الذرة من روسيا بينما كان التجار من القطاع الخاص يستوردون من أوكرانيا وبعد ذلك توقفت بسبب الحرب الآن. وعن ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق، قال إن بعض التجار رفعوا أسعارهم واحتكروها، بينما بقي آخرون على سعر السوق الحالي ولم يرفعوا تكاليف المواد العلفية.

وأضاف خلال حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، “حتى الآن، ليس لدينا أي نية لزيادة أسعارنا لمواد الأعلاف، ولا نريد جني الكثير من المال. لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا تحمل الخسائر وإذا لم نحصل على كميات من المستوردين، سنزيد أسعارنا”.

وبيّن شباط، أن الزيادة السعرية مرتبطة بأسعار السوق العالمية، موضحا أن قسما من المواد التي تعتبر من حصة المؤسسة عند الاستيراد، حصلت عليها مؤخرا بسعر مرتفع مثل الذرة.

ولفت المدير العام لمؤسسة الأعلاف، إلى أن مخزون الشركة من المواد العلفية يعتبر جيدا حاليا. وأن المؤسسة توزع كميات مقننة من حصص العلف ولا توزع الحاجة الكلية للماشية، عازيا هذا التوزيع لضبط السوق والتدخل عند حدوث الأزمات كما هو الحال حاليا مع الثروة الحيوانية.

وكدليل على ذلك، بيّن شباط، أن المؤسسة تبيع كيلوغراما من كسبة فول الصويا، بسعر 2100 ليرة في حين أنه يباع في السوق بسعر 3 آلاف ليرة.

للقراءة أو الاستماع: احتيال وتلاعب بالأسعار في أسواق دمشق واللاذقية

قطاع الدواجن يحتضر

باتت صناعة الدواجن في سوريا بالفعل في حالة يرثى لها بل حتى أن ممتهنوها يصفونها بـ “المأساوية”. وذلك نتيجة إصرار الحكومة على عدم الاستيراد بمعدلات مقبولة من ناحية، وغياب المساعدة الكافية للمربين ومالكي الدواجن من الجانب الآخر، حتى أنه تم تصنيفها على أنها متداعية منذ عامين أو ثلاثة.

وفي هذا السياق، كشف رئيس غرفة زراعة حمص أحمد كاسر العلي، عن بقاء الفروج بعيدا عن موائد السوريين، مع ابتعاده أيضا عن مزارع المربين ومزارع الدواجن في آن واحد.

وبحسب بيان صادر عن رئيس لجنة مربي الدواجن في سوريا، نزار سعد الدين، فقد ارتفع سعر الذرة الصفراء منذ أربعة أيام بنسبة 30 بالمئة، متسائلا: “هل من المعقول أن تجار الأعلاف استوردوا المواد العلفية خلال أربعة أيام؟”، ومشيرا في الوقت ذاته، إلى أن قطاع الدواجن يتعرض اليوم للتدمير.

ووفقا لسعد الدين، فإنه نتيجة لذلك، يقوم بعض التجار برفع الأسعار من تلقاء أنفسهم ويحتكرون مواد العلف. مطالبا شركة الأعلاف بالتدخل ومنعهم من القيام بذلك، خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب. وأن الطيور ستحتاج إلى طعام أكثر من 20 بالمئة مما تقدمه حاليا شركة الأعلاف.

ومن جهته، أوضح العلي، أن أسعار كلف ومستلزمات الإنتاج تضاعفت بشكل كبير عن السابق. لافتا إلى أن سعر بيع كيلو الفروج حاليا للمربي بين 7 آلاف إلى 7100 ليرة من أرض المدجنة. في حين سعر تكلفة الكيلو منه 7500 ليرة وبالتالي المربي يخسر.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع متجدد لأسعار المواد الغذائية في سوريا.. ما علاقة مصر هذه المرة؟

التجار شماعة الحكومة

في سعي منها لمحاولة تخفيف وطأة الأزمة التي حلت عليها، قررت الحكومة السورية، عبر وزير التموين والتجارة الداخلية، بعدم التهاون مع التجار الذين يستغلون الظروف الراهنة، وملاحقة ما وصفهم بـ”حيتان التجارة في سوريا” وإحالة المخالفين إلى القضاء.

عمرو سالم، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السوري، شدد أمس الأحد، على ضرورة ملاحقة التجار الذين يحتكرون المواد. مستشهدا ببيانات تظهر أن بعض التجار استغلوا الوضع القائم ويحاولون بيع الزيت بسعر مرتفع. منوها إلى أنه تم إجراء مناقصة لاستيراد 25 ألف طن من الزيت بمعدل 25 مليون عبوة، وعند وصولها ستكون معروضة للبيع في سوريا.

وأضاف أن هناك “دوريات حماية المستهلك على مدار الساعة لمراقبة الأسعار وإبلاغ المخالفين القضاء”. مؤكدا أن الوزارة لن تقبل التجار الذين يستغلون الأوضاع الحالية ويحيلونهم إلى المحكمة. وبعد الاجتماع مع التجار تم الاتفاق على تخفيضات الأسعار وتجميدها حاليا.

الجدير ذكره، أن الأسواق السورية قد تشهد خلال هذا الأسبوع، ارتفاعا حادا في الأسعار، نتيجة استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا. بخاصة وأن نتائج هذه الحرب بدأت فعليا تظهر تدريجيا على الاقتصاد السوري، رغم ادعاء الحكومة بأنها تخطط لتجنب هذه التداعيات. فضلا عن تضارب تصريحات الجهات الحكومية حول الأمر، وتبرير ذلك باستغلال التجار للأزمة الأوكرانية.

للقراءة أو الاستماع: انخفاض الليرة يتسبب بحالة اضطراب في الأسواق السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.