العراق: ضرغام ماجد بخير وغضب شعبي مستعر يلاحق الصدر

العراق: ضرغام ماجد بخير وغضب شعبي مستعر يلاحق الصدر

مزعج للأحزاب السياسية جميعها، سنية وشيعية، فلم تجد أي طريقة للتعامل معه سوى الترهيب، تارة بالسجن، وتارة بمحاولة اغتياله، لا ترضيهم كلمة الحق، فيحاولون كتمها.

ذاك هو الناشط العراقي البارز ضزغام ماجد، الذي كتبت له الحياة مجددا، بعد أن تعرض لضرب بالهراوات على بطنه ورأسه وطلق ناري، في وقت متأخر من ليلة أمس.

كما عادته، كان ضرغام ماجد يتظاهر مع الشباب البابلي ضد الفساد المستشري في البلاد وفي محافظته بابل، لكن حماية النائبة سهى السلطاني واجهته بالقمع المميت، ولم يمت.

لم تسمح حماية السلطاني وهي نائبة عن “التيار الصدري” الفائز في الانتخابات المبكرة والذي يتبنى مشروع “الإصلاح” في العراق، للناشط ضرغام ماجد ومن معه بالتظاهر أمام منزلها.

قمعَ حماية النائبة في ليلة الثلاثاء، ضرغام ماجد والبقية بالهراوات وبالطلق الناري، وأصيب ماجد بإصابات شديدة، نقل على إثرها من قبل المتظاهرين إلى “مستشفى القاسم” جنوبي بابل.

غضب مستعر من “الصدريين”

عانى الناشط العراقي من نزيف في الدماغ وكسر في الجمجمة وأُدخل لغرفة العمليات لإجراء عملية كبرى، وبعد 3 ساعات ونصف خرج من العملية بنجاح، ونقل لغرفة العناية المركزة.

https://twitter.com/AL_kazlee313/status/1501305935213613061?t=Sq8sobZwZfPOOfqCnGJOkQ&s=19

ثم وفي صباح اليوم، وبعد استقرار حالته الصحية، نُقل ماجد إلى “مستشفى المدحتية” جنوبي بابل، ليطمئن عنه الناس بعد أن عاشوا ليلة عصيبة من التوتر والقلق.

في مواقع “التواصل الاجتماعي”، ينتشر غضب مستعر منذ ليلة أمس وحتى نهار اليوم من “التيار الصدري”، المتورط بمحاولة اغتيال ضرغام ماجد.

مدونون وناشطون أعابوا على مقتدى الصدر زعيم “الكتلة الصدرية”، دعواته المتكررة إلى “الإصلاح”، في وقت أن كتلته غير منضبطة وترهب من يتظاهر لأجل مطالب مُحقّة.

أحدهم كتب “البلبل وين”، في إشارة منه إلى صمت الصدر وعدم خروج أي تغريدة منه تجاه ما جرى، وهو الذي لا يترك أي أمر يحصل دون أن يُفتي عنه في “تويتر”.

للقراءة أو الاستماع: السيستاني يقترب من قوى “تشرين”: صفعة جديدة للولائيين؟

آخرون طالبوا بمحاسبة السلطاني وحمايتها عبر القانون، وعدم السماح لها ومن معها بالإفلات من العقاب، كما هي العادة في كل مرة، لكنهم اعترفوا بصعوبة تحقيق ذلك.

“دكتاتورية” الحلبوسي

وكان ماجد انتقد عشرات المرات “التيار الصدري” وسياسته وفساد بعض من ينتمون له، وهو ما يزعج “التيار” وأنصاره منه، حتى أن منصات “التواصل” تكتظ بالكراهية والتنمر تجاهه من قبل “الصدريين”.

وكان حليف الصدر، رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، هو الآخر قد حاول كتم صوت ضرغام ماجد قبل شهرين، بعد أن نظم ماجد تظاهرات رافضة لنيله رئاسة البرلمان مجددا.

رفع الحلبوسي دعوى قضائية ضد ماجد، واعتُقل في سجن بابل، ووصف ناشطون تصرف الحلبوسي، “قمع لحرية التعبير”، و“عودة إلى الدكتاتورية” التي كان يمارسها رئيس النظام السابق صدام حسين.

اللقراءة أو الاستماع: اعتقال ضرغام ماجد: الحلبوسي يكمّم أفواه التشرينيين؟

لكن سرعان ما أُفرج عن ماجد حينها في وقت متأخر من ليلة 12 كانون الثاني/ يناير المنصرم، إثر خروج تظاهرات في بابل والجنوب العراقي ضد اعتقاله.

ويعد ماجد من أبرز ناشطي “انتفاضة تشرين” التي خرجت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، في العراق ضد الفساد والبطالة ونقص الخدمات والتدخل الإيراني في الشأن العراقي.

للقراءة أو الاستماع: انتفاضة تشرين في العراق: ما الذي حققه “التشرينيون” بعد عامين من حراكهم الاحتجاجي؟

وأسفرت الانتفاضة عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019. فيما قتل 750 متظاهرا إبان الانتفاضة، كما أصيب 25 ألفا، بينهم 5 آلاف بإعاقة دائمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.