قضية اللجوء إلى أوروبا لم تغادر أذهان السوريين داخل البلاد، فكلما وجدوا بابا انقضوا عليه، أملا بالخلاص من المعيشة التي “لا تطاق” حسب وصفهم، فمع إطلاق الاتحاد الأوروبي نظام حماية في حالات الطوارئ والذي يوفر المأوى والوصول إلى الوظائف والعلاج الطبي والتعليم لأولئك الذين فروا من الغزو الروسي لأوكرانيا، كان هذا بمثابة طاقة فرج لعدد من السوريين داخل البلاد.

وصلنا إلى ألمانيا

في مقابلة حصرية مع أحد المنحدرين من عائلة الجوابرة التي تسكن في مدينة درعا، قال المهاجر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إنه وصل إلى ألمانيا منذ أيام بعد أن غادر سوريا الأسبوع الفائت، بعد سماعه لأخبار فتح باب اللجوء للفارين من أوكرانيا.

https://twitter.com/NowLebanon3/status/1502621736080220165?s=20&t=-AVBB4_cvwiLM6WIRr8-Hg

ويوضح اللاجئ، لـ”الحل نت”، أنه تمكن من الوصول إلى أوكرانيا بعد مغادرته دمشق إلى موسكو ومنها إلى أوكرانيا، ثم استمر في رحلته إلى أن وصل عبر بولندا مع مجموعة من نفس المدينة مكونة من 9 أشخاص إلى مدينة فرانكفورت على نهر الأودر في شرق ألمانيا حيث تجري المساعدات على قدم وساق.

وبيّن اللاجئ، أن فرصة وصوله كانت منعدمة، ولكن ما شجعه على ذلك، هو سماعه في الأخبار فتح باب اللجوء للأوكرانيين الفارين من الحرب، ورأى في ذلك فرصة لدخوله إلى أوروبا بعد أن بائت عدة محاولات له بالذهاب عبر بيلاروسيا بالفشل.

ويعتمد السوريون على البلدان المحيطة بدول الاتحاد الأوروبي للوصول على هنالك، بعد أن أدت السياسات القمعية من قبل اليونان وتشديد تركيا لسياستها ضد وصول المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، في حين كانت آخر بلد فتحت أبوابه أمام عبروهم هو بيلاروسيا وكانت حينها ردا على أزمتها السياسية مع الاتحاد الأوروبي.

للقراءة أو الاستماع: بعد سوريا.. روسيا تعيد استحضار سيناريو هجوم كيماوي في أوكرانيا

تستقبل ألمانيا ما يزيد عن مليون لاجئ

خلال الأسبوعين الماضيين منذ غزو روسيا لأوكرانيا، فر حوالي 2.5 مليون شخص – معظمهم إلى دول الاتحاد الأوروبي. دخل أكثر من نصفهم إلى بولندا بينما يسعى مئات الآلاف إلى اللجوء، معظمهم في المجر ورومانيا وسلوفاكيا.

https://twitter.com/ShehabAgency/status/1502616640332214276?s=20&t=-AVBB4_cvwiLM6WIRr8-Hg

قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشن حرب غير مبررة، قوبل بفيض من النوايا الحسنة في أوروبا. حيث أطلق الاتحاد الأوروبي نظام حماية في حالات الطوارئ يوفر المأوى والوصول إلى الوظائف والعلاج الطبي والتعليم لأولئك الذين فروا من الاعتداء.

وإجراءات الدخول يبسطها نظام الحماية الذي تأسس في عام 2001، استجابة لتداعيات الحرب في يوغوسلافيا السابقة وكوسوفو في التسعينيات، عندما أجبر الآلاف على ترك منازلهم. ولم يتم استخدامه من قبل، على الرغم من وصول أكثر من مليون شخص إلى أوروبا في عام 2015 فارين من الصراع في سوريا.

للقراءة أو الاستماع: لماذا تهتم دمشق بدعم الغزو الروسي لأوكرانيا؟

المؤهلين لنظام الحماية

ويحدد “نظام الحماية المؤقتة” الحد الأدنى من المعايير عبر دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة لمساعدة المحتاجين. ويمكن للدول الأعضاء توفير ظروف أكثر ملاءمة إذا أرادوا. كما أنه يخفف الإجراءات على البلدان لنقل اللاجئين فيما بينها إذا وافق هؤلاء الأشخاص على الانتقال.

وينطبق القرار على جميع المواطنين الأوكرانيين الذين نزحوا من أوكرانيا في أو بعد 24 شباط/فبراير 2022، نتيجة للغزو العسكري للقوات المسلحة الروسية الذي بدأ في ذلك التاريخ.

وينطبق أيضا على أفراد أسرهم – الأزواج، والشركاء غير المتزوجين في علاقات مستقرة والأطفال – أو على الأشخاص الذين كانوا بالفعل لاجئين داخل أوكرانيا قبل الحرب. ويستثني أولئك الذين كانوا يعيشون في أوكرانيا لمدة قصيرة، مثل الطلاب الأجانب.

للقراءة أو الاستماع: حمد بن جاسم مُثيراً للجدل: روسيا ربحت المعركة في سوريا

كم من الوقت يمكن للاجئين من أوكرانيا البقاء؟

يُسمح للمواطنين الأوكرانيين بالسفر بدون تأشيرة في أوروبا، وبالتالي يمكنهم التنقل بمجرد قبولهم لمدة 90 يوما. وهذا يعني أنه يمكنهم اختيار دولة الاتحاد الأوروبي التي يرغبون في البقاء فيها والتقدم بطلب للحصول على الحماية المؤقتة هناك.

وستطبق فترة الحماية هذه لمدة عام واحد، في البداية. وما لم ينته الغزو الروسي، يمكن تمديد الإقامة لمدة ستة أشهر لسنة أخرى. وإذا ظلت أوكرانيا غير آمنة، يمكن للفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، تمديد نظام الحماية لمدة عام آخر، مما يجعل الإقامة لمدة ثلاث سنوات كحد أقصى ممكنة في ظل ظروف معينة.

ويجب على الدول الأعضاء محاولة مساعدة الناس على العودة طواعية عند انتهاء إقامتهم. ففي بعض الحالات، يمكنهم المساعدة في تنظيم زيارات استكشافية لمساعدة الأشخاص على معرفة ما إذا كان من الآمن العودة إلى المنزل. ويمكن للأشخاص أيضا التقدم بطلب للحصول على اللجوء في الاتحاد الأوروبي في أي وقت أثناء إقامتهم.

للقراءة أو الاستماع: أعمال الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة