رغم أن الحكومة السورية تخصص للجامعات مليارات الليرات السورية، إلا أن الطلاب ما زالوا يعانون من أزمات جمة، وبحسب الطلبة الجامعيين، فإن “السكن الجامعي يفتقر إلى أبسط الضروريات الأساسية للمعيشة والتعليم، مثل عدم توفر الكهرباء والتدفئة المركزية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى حشو أعداد كبيرة من الطلبة في الغرف السكنية.

“السكن الجامعي” بدون تدفئة هذه السنة!

قال مدير المدينة الجامعية بدمشق، مضر العجي، إنه لم يتم تأمين الكميات المطلوبة من المازوت لتشغيل المولدات في المدينة الجامعية، لكن الحكومة تعمل حسب قوله لموقع “هاشتاغ” المحلي، كل فترة على رفد المدينة بكميات معينة بما يضمن عدم انقطاع التيار الكهربائي عنها.

وأوضح العجي، أنه يتم تشغيل المولدات يوميا، حسب الكميات المتوفرة من المازوت؛ إذ يتم توزيعها حسب دراسة معدة بما يضمن عدم انقطاع الكهرباء عن المدينة الجامعية، وهذا الأمر وفق زعمه، مرهون أيضا بجدول التقنين الكهربائي.

وتابع، العجي للموقع المحلي، أن الكميات المتوفرة من المازوت تعمل في المدينة “للإنارة وتوفير المياه الساخنة” فقط، أما بالنسبة إلى التدفئة فلم يتم تشغيلها هذا العام، وبرر ذلك إلى “صعوبة توفير المازوت” اللازم لتشغيل المولدات والحراقات.

وأشار العجي إلى أن وزارة الكهرباء أعفت أحد الخطوط المغذية للسكن الجامعي من التقنين، من الساعة الخامسة حتى العاشرة مساء، لكن الخط الأخر الواصل للمدينة لم تتمكن من إعفاءه، وذلك بسبب ارتباطه مع العديد من الأحياء المجاورة، والتي تحتاج إلى المزيد من استهلاك الكهرباء، في ظل عدم وجود كميات أكبر للتغذية الكهربائية.

لكن وبحسب مصادر خاصة سابقة، صرحت لـ “الحل نت”، “عند المساء لا يتوفر الكهرباء سوى لبعض ساعات قليلة وبقية الساعات يقضي فيها طلبة الجامعة، دراستهم على الشواحن الصغيرة أو أضواء الشموع، كذلك لا يتوفر مياه ساخنة للاستحمام إلا نادرا، فضلا عن الأزمات الأخرى التي يعاني منها الطلبة، من الوقوف لساعات طويلة حتى الحصول على الخبز والمواصلات وما إلى ذلك”.

ولفتت المصادر ذاتها إلى صعوبة التعليم في مثل هذه الظروف الصعبة، قائلة: “كيف يمكن للطالب التوفيق بين ساعات دراسته الجامعية مع ساعات الدوام وتلبية احتياجاته اليومية، ناهيك عن غلاء المعيشة وغلاء مقررات المحاضرات الدراسية، حتما هذه الظروف تؤدي بالطالب إلى حل واحد وهو ترك مقاعد الدراسة والسفر في أقرب فرصة تتيح له”.

قد يهمك: جامعة حلب: مشاريع بقيمة 1.5 مليار ليرة.. والجامعات في مستويات متدنية

صعوبات جمة

وأشار مدير المدينة الجامعية بدمشق للموقع المحلي، إلى أن المولدات الموجودة في المدينة، “قديمة و متهالكة، وتحتاج لصيانات متكررة بسبب كثرة أعطالها”، لافتا، إلى أن وزارة التعليم العالي، كانت قد وعدت بتأمين مولدات جديدة للمدينة بالتعاون مع إحدى المنظمات، لكن “حتى الآن لم يتم ذلك”.

ومؤخرا، اشتكى عدد من الطلاب في عدد من الجامعات السورية، من عدم قدرتهم على الحصول على الخبز، مؤكدين أن الكميات التي تصل إلى السكن تنفد بسرعة، وأن العديد من الطلاب غير قادرين من الحصول على رغيف الخبز، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن عدم قدرتهم على شراء الخبز من داخل الحرم الجامعي يدفعهم إلى شراء ربطة الخبز من الخارج بسعر أغلى.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تابع “الحل نت” القضية، وتواصل مع طلاب في الجامعة، حيث قالوا إنهم لم يتمكنوا من شراء الخبز السياحي مؤخرا، بالإضافة لأنهم عانوا من صعوبات مالية تفوق مستواهم بسبب قلة الخبز، وطالبوا بإيجاد حل لنقص الخبز في السكن الجامعي.

وتشير التقارير الدولية، إلى تراجع مستوى الجامعات السورية بعد اندلاع الحرب قبل سنوات، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الطلاب من مختلف الجهات، فضلا عن الفساد والمحسوبية في جامعات التعليم العالي في سوريا، سواء من قبل الكادر الإداري أو من قبل الأساتذة من مختلف التخصصات الجامعية.

وحسب تصنيف webometrics لعام 2022. وهو نظام تصنيف يعتمد على تواجد الجامعة على الويب، ووضوح الرؤية والوصول إلى الويب. يقيس نظام التصنيف هذا مدى تواجد الجامعة على شبكة الإنترنت من خلال مجال الويب الخاص بها والصفحات الفرعية والملفات الغنية والمقالات العلمية وما إلى ذلك.

فقد احتلت جامعة دمشق المرتبة 3310 عالميا، وجاءت جامعة تشرين في محافظة اللاذقية بالمرتبة 4539 ، أما جامعة حلب التي احتلت المرتبة 4973  . أما جامعة البعث قد جاءت في المرتبة 5804 عالميا. أما المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق قد جاء 4911.

ومؤخرا انتشر حديث ساخر بين طلاب الجامعات عن انخفاض معدل نجاح بعض المواد الجامعية، حيث تفاجأ طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية بجامعة دمشق بنتائجهم، حيث لم تتجاوز نسبة النجاح 1 بالمئة في مقرر “النحو”، حسب ما وردت في صفحات مهتمة بشؤون الجامعات السورية.

قد يهمك: نقص الخبز يصل إلى طلبة الجامعات السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.