بعد أن استولت على جزء كبير منها، وحولته لمشفى خاص بمداواة عناصرها، قبل عام، أكملت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، مخططها بالاستيلاء على بقية أجزاء مشفى “النور” سابقا، في داخل مدينة دير الزور شرقي سوريا، وقامت بتغير اسمها لمشفى “السلام“.

مصد طبي من المشفى، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أفاد لـ “الحل نت” أن “مشفى “السلام” حاليا، تم تجهيزه بالكامل بعد أعمال ترميم استمرت لعدة أشهر، بدعم من منظمة جهاد البناء المسؤولة عن المشاريع الإيرانية في المحافظة، وبإشراف مباشر من الحاج صادق (مسؤول الحرس في المدينة) والمركز “الثقافي” الإيراني“.

ونوه المصدر إلى أن “ميليشيا “الحرس” أوكلت إدارة المشفى للطبيب فراس طريف السلوم المقرب من قيادتها في عموم المنطقة، وأوهمت الجميع أنها قامت ببيع المشفى له، إلا أن السلوم مجرد واجهة فقط“، مشيرا إلى أن “ميليشيا “الحرس” أبقت على الجزء الخاص بعناصرها على حاله، أما بقية الأجزاء الأخرى، باتت تستقبل المرضى المدنيين وجرحى عناصر القوات الحكومية وبقية الميليشيات الموالية لها“.

تزوير أوراق البيع

 راغب السعيد، أحد أقارب مالك المشفى الأساسي، قال لـ “الحل نت” إن “مشفى “النور” أو مشفى “السلام” حاليا، تعود ملكيتها للدكتور نوري السعيد، من مدينة الشحيل شرقي ديرالزور والذي توفي منذ أشهر، استولت عليها القوات الحكومية عند سيطرتها على المدينة مسبقا، بحجة أن صاحبها من المعارضة السياسية، لتقوم ميليشيات “الحرس الثوري” لاحقا بإكمال مخطط السيطرة عليها، لموقعها الاستراتيجي بوسط المدينة، كما قامت بالاستيلاء على الفرع الآخر لها في مدينة الميادين أيضا“.

وأضاف المصدر أن “أجهزة الأمن التابعة للحكومة، زورت أوراق، تقضي ببيع الدكتور نوري السعيد لمشفى النور في مدينة الميادين لأحد عناصرهم، إلا أن ذلك عار عن الصحة“.

انتهاكات ليست جديدة

وهي ليست المرة الأولى التي تستولي بها ميليشيات إيران على ممتلكات عامة أو خاصة ضمن مناطق سيطرتها بدير الزور، إذ استولت على عشرات المباني والمنازل بحجة أن أصحابها مقاتلون سابقون في فصائل المعارضة المسلحة أو مدنيون نازحون، كما عملت على سرقة أثاث ومحتويات تلك المنازل، وحولت قسم كبير منها إلى مقرات لها.

 وسبق أن استولت الميليشيا ذاتها على مستشفى “الهناء” الخاص في مدينة البوكمال في شباط/ فبراير 2020، وحولته إلى مستشفى عسكري لعناصرها، كما استولت على مشفى الفرات في مدينة دير الزور ومشفى الهناء في الميادين، ومشفى العشارة، ومشفى الطب الحديث أيضا.

ويسيطر “الحرس الثوري” الإيراني منذ عام 2017 على أهم مدن ومناطق دير الزور، وقد سخّر كل موارد المنطقة لخدمته، ولا تقتصر تلك الهيمنة على الجانب العسكري فقط، بل تتعداه إلى المجالين الثقافي والإداري، كما يتحكم في قرارات المؤسسات الحكومية في المدينة، خصوص مؤسستي القضاء والتعليم.

قد يهمك: “حكومة زيت القلي” بدمشق.. تفاصيل جديدة حول شبهة فساد ضد وزير التموين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة