34 عاما على ذكرى “مجزرة حلبچة” التي ارتكبها نظام صدام حسين، وأمست مناسبة أليمة يتم استذكارها حكوميا في كل عام منذ عراق ما بعد 2003.

في هذا العام، استذكر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي “مجزرة حلبچة”، ووصفها بـ “حلبچة الشهيدة”، وذلك في تغريدة له عبر موقع “تويتر”.

وقال إن: “‏حلبچة شهيدة الطغيان الشاهد على نضال شعبنا من أجل قيم العدالة ورمز تآخي العراقيين ووحدتهم وأملهم في عراق ديمقراطي تراعى فيه إرادة الشعب ومصالحه وتصان كرامته وحقوقه”.

وأردف رئيس الحكومة العراقية، بأن حلبچة تستحق إكمال تحويلها إلى محافظة “تكريما لتضحياتها”، مؤكدا: “سنبذل الجهود لتحقيق ذلك”.

بارزاني يطالب بتعويض ضحايا حلبچة

من جهته، طالب رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني في بيان رسمي، تقديم المزيد من الخدمات لحلبجة من الوجوه كافة من قبل الدولة العراقية.

وأضاف بارزاني، “في هذه الذكرى نطالب الدولة العراقية، كواجب والتزام قانوني عليها، بأن تعوض عوائل وذوي الشهداء والضحايا الذين لا زالوا أحياء وبيئة حلبجة، وتكف عن إهمالهم، وأن تنجز كل خطوات تحويلها إلى محافظة، لتخفف بذلك قليلا من همومهم”.

‏بدوره دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في تغريدة له، الأربعاء، إلى الإسراع في حسم الإجراءات اللازمة لتحويل حلبچة إلى محافظة “إكراما لشهدائها وأهلها”.

وتعرضت مدينة حلبچة في 16 آذار/ مارس 1988 إلى قصف كيماوي من قبل النظام العراقي السابق، الذي كان يترأسه صدام حسين.

وراح ضحية تلك المجزرة، أكثر من 5 آلاف مدني، ناهيك عن قرابة 10 آلاف جريح، كثير منهم أُصيبوا بمضاعفاتٍ صحيّة وعيوب خلقية، نتيجة استخدامِ غازِ الخردلِ وغازِ السارين والمواد الكيماوية الأخرى المحرمة دوليا في ذلك القصف.

ومنذ ذلك التاريخ، يتذّكر الكرد في إقليم كردستان هذه الفاجعة كل عام؛ “لأنها جريمة إنسانية دُونت في سجلات تاريخ النظام السابق”.

“إبادة جماعية”

ولتخليد “مجزرة حلبچة” التي اعتُرف بأنها “إبادة جماعية”، أنشأت حجومة إقليم كردستان العراق قبل عدة سنوات، متحفا خاصا بها في حلبچة نفسها.

للقراءة أو الاستماع: في ذكرى حلبچة: حكومة كردستان لا تنسى ضحاياها

دوليا، في كانون الأول/ ديسمبر 2005، دانت المحكمة الهولندية فرانز فان أنرات، وهو كيميائي ورائد أعمال هولندي، بالتواطؤ في جرائم حرب بسبب دوره في بيع الأسلحة الكيميائية إلى نظام صدام حسين.

إذ حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، كما حكمت المحكمة بأن قتل الآلاف من الأكراد في العراق في ثمانينيات القرن الماضي كان بالفعل، عملية “إبادة جماعية”.

كما قالت المحكمة الهولندية، إنها اعتبرت من الناحية القانونية والمقنعة أن السكان الأكراد يستوفون الشرط المنصوص عليه في “اتفاقيات الإبادة الجماعية” بوصفهم جماعة عرقية.

وأكملَت المحكمة قائلة، إنه ليس لديها أي استنتاج آخر من أن هذه الهجمات التي ارتكبها “حزب البعث” المحظور، سوى لنيته تدمير السكان الأكراد في العراق عمدا وعن قصد.

للقراءة أو الاستماع: نُقطة مُضيئة بحلَبچَة: 9 نساء يتولّين مناصب عُليا تُؤثّر في قرار المُحافظة بأكملها

كذلك أقر البرلمان السويدي، في يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر 2012، بأن العمليات المرتكبة في مدينة حلبچة، هي عمليات “إبادة جماعية” بحق الأكراد العراقيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.