مع استمرار الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يبدو أن الأهداف الروسية ستدفع موسكو إلى المزيد من التورط بجرائم الحرب والانتهاكات المخالفة للقوانين الدولية، والتي كان آخرها الدخول في عمليات نقل “مرتزقة” عابرين للقارات من أجل زجهم في غزوها لأوكرانيا.

نقل مقاتلين من ليبيا إلى روسيا عبر سوريا

منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أكدت يوم أمس، حصولها على معلومات تفيد بمشاركة شركة أمنية سورية، بنقل مقاتلين سوريين موجودين في ليبيا إلى سوريا تمهيدا لنقلهم إلى روسيا، للمشاركة في المعارك الدائرة على الأراضي الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي.

وأكدت المنظمة في تقرير لها، أن العملية تديرها شركة “فاغنر” الروسية، الأمنية شبه الحكومية، بمساعدة شركات أمنية سورية. كذلك أيضا صدرت أوامر عن الجانب الروسي، من أجل تجهيز دفعة جديدة من المقاتلين المتواجدين في ليبيا حاليا تمهيدا لنقلهم إلى روسيا ومن ثمّ أوكرانيا.

كما رصد التقرير، “ازدياد وتيرة عمليات تسجيل أسماء مقاتلين راغبين بالقتال في أوكرانيا كمرتزقة في عدة محافظات داخل الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية”.

قد يهمك: احتمالات سيئة تنتظر أوكرانيا وأوروبا بسبب الغزو الروسي؟

ونقلت المنظمة عن أحد المقاتلين الموجودين، في مدينة بنغازي الليبية ورفض الكشف عن اسمه، قوله: “في يوم الجمعة 11 آذار/مارس جاء الضابط الروسي المسؤول عن مجموعة الحراسة الخاصة بنا ومعه المترجم، وأخبرنا أنه سوف يتم نقلنا من هذه النقطة إلى مكان آخر دون تحديد هذا المكان وطلب منا أن نحزم حقائبنا ونتجهز”.

وأضاف المقاتل الذي يعمل في حراسة منشأة نفطية في بنغازي: “وفي يوم السبت 12 ذار/مارس جاء الضابط الروسي والمترجم، وقرأ المترجم أسماء 25 شخصا من المجموعة وأخذوهم مع حقائبهم. بعد نحو ساعتين، راسلت صديقي الذي غادر ضمن هذه المجموعة وأخبرني أنه موجود في مطار بنغازي مع نحو 150 عنصرا آخرين، وعندما سألته هل المهمة هي حماية المطار؟ أجابني أن الضابط أخبرهم أنه سيتم نقلهم إلى روسيا، وانقطع الاتصال بيننا عند فترة المغرب من ذلك اليوم.. كان صديقي يحمل شريحة هاتف ليبية وعندما اتصلت به كان الهاتف خارج الخدمة، لا بد أنه صعد إلى الطائرة لاحقا وغادر ليبيا”.

التهرب من التورط بأفخاخ الحرب

الكاتب والصحفي مازن الرفاعي، يرى إن روسيا تتعمد نقل المقاتلين عبر شركة “فاغنر”، في محاولة لتجنب التورط بـ”أعمال الحرب القذرة التي لا يمكن  أن تقوم بها الدول الموقعة على اتفاقيات دولية ولا مسؤوليها وجيوشها  النظامية الذين يمكن أن يخضعوا للمسائلة القانونية”.

وحول نشاط شركة “فاغنر” يقول الرفاعي في حديثه لـ”الحل نت”: “فاغنر هي منظمة عسكرية روسية خاصة،  يديرها ضباط أمن روس  محالين للتقاعد، نشطت فاغنر في ليبيا وسوريا وأوكرانيا  وأفريقيا الوسطى وستنشط في أي منطقة يتواجد بها الروس”. 

ويضيف: “ولأن الهيكل الأساسي لفاغنر هم من الضباط الروس المدربين تدريبا جيدا، والبقية هم مرتزقة محليين جندوا ليكونوا ضحايا الصف الأول، وهؤلاء هم من يمكن أن ترسلهم روسيا فاغنر إلى أوكرانيا ليكونوا طلائع القوات الروسية في حرب عصابات ومدن نظرا لإجرامهم وتمرسهم. ولكي يكونوا حطبا ووقودا للمعارك”.

ويعتقد الرفاعي أن روسيا تسعى للتخلص من عشرات المقاتلين في الشركة، وذلك من أجل التخلص من رواتبهم المرتفعة،  التي تدفع لهم  وهم بدون عمل في مناطق خفض التوتر، حيث أن سوريا وحتى ليبيا لم تعد تعتبر من مناطق النزاع الساخنة.

وكانت تقارير سابقة أفادت بأن وسطاء بدأوا في العاصمة دمشق، ومناطق سيطرة الحكومة السورية، لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

وبحسب تقرير للشرق الأوسط ، فإن: “قائمة المرشحين الجدد نحو 23 ألفاً من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة ضمن ميليشيات جمعية البستان، التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد”.

ونقلت الصحيفة مسودة العقد الذي تم توزيعها على الشبان في دمشق، حيث يقول العقد: “سبعة آلاف دولار أميركي لكل شخص لمدة سبعة أشهر للعمل في حماية المنشآت بأوكرانيا، والشرط الأول، عدم الرجوع إلى سوريا خلال الأشهر السبعة“.

واستغلت العديد من الدول التي تدخلت بالشأن السوري، الشبان السوريين واستخدمتهم كـ“مرتزقة“، من أجل القتال لمصالحها في حروبها الإقليمية، وأبرزها تركيا وروسيا، حيث عمدت أنقرة خلال السنوات الأخيرة إلى نقل آلاف الشبان السوريين من الشمال السوري إلى ليبيا للقتال وحماية مصالحها هناك.

اقرأ أيضا: تجنيد المرتزقة السوريين في أوكرانيا: هل تحتاج روسيا للأسد في حربها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.