مع إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على التصعيد العسكري في أوكرانيا، لا يبدو أن أمر إنهاء الحرب مطروح بالنسبة للروس، ذلك مع فشل الجولات الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ومواصلة القوات الروسية عملياتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية.

الأسوأ لم يأتِ بعد

وتزداد المخاوف من تداعيات هذه الحرب، تزامنا مع تحذيرات شديدة اللهجة بأن تتجاوز الحرب الحدود الأوكرانية، خصوصا بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن “الأسوأ لم يأت بعد” في أوكرانيا ، وذلك بعد محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب ما نقل موقع “فرانس 24” فإن بوتين، لفت خلال الاتصال إلى أن: ” أهداف العملية الروسية في أوكرانيا المتمثلة في نزع أسلحتها ووضعها المحايد ستتحقق على أي حال“.

وبحسب ما نقل أحد المسؤولين الفرنسيين فإن ماكرون توجه لبوتين قائلا خلال المكالمة: “أنت تكذب على نفسك. ذلك سيكلف بلدك غاليا وسينتهي الأمر ببلادك بعزلة وضعف وتحت طائلة العقوبات لفترة طويلة جدا”

كذلك أوضح مستشار للرئيس الفرنسي أن ما قاله بوتين خلال الاتصال لم يتضمن “أي شيء يمكن أن يطمئننا“. وأضاف أن بوتين أكد “روايته” بأنه يسعى إلى “القضاء على نفوذ النازيين في أوكرانيا“.

ويشير الصحفي والكاتب السياسي السوري مازن رفاعي أن بوتين، يسعى إلى أعادة روسيا إلى الساحة الدولية، من خلال سياسة التدمير الشامل، وتطبيق منهج “نحن لا زلنا هنا“.

ويقول الرفاعي في حديثه لـ“الحل نت“: “تمتاز السياسة الروسية تاريخيا بالتعنت والتحجر، لقد تعب بوتين من ممارسة دور الرئيس الدبلوماسي وأدرك من خلال تدخله في سوريا أنه قوي وان التدمير الشامل الجوي ناجح في إعادة روسيا الى الساحة الدولية، والعالم سيراقب ويغفر ولن يتدخل وأدرك بعد التجربة في سوريا، أن روسيا لن تصبح عظيمة إلا من خلال إرث ستالين وبريجينيف لذلك فقد قرر أن يترك بدوره إرثا قبل أن يغادر تتحدث عنه الأجيال الروسية القادمة“.

وتعليقا على ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي حول المرحلة القادمة، يرى الصحفي السوري أنه: “في البداية كانت مخططات بوتين أن يستحوذ على القسم ذو الأكثرية الروسية في أوكرانيا ويضمه الى روسيا البوتينية الكبرى، ولكن مع ردود الفعل الغربية أدرك بوتين أنه قد وقع في مكيدة لن يتخلص منها الا بالسير الى الأمام، بوتين قد يفكر في فتح جبهات أخرى وخاصة الجبهة السورية ضد الولايات المتحدة الأمريكية في الشمال الشرقي وضد تركيا في الشمال وضد إسرائيل في الجنوب“.

قد يهمك: لهذا التاريخ ستدوم الحرب الروسية على أوكرانيا

وتحاول القوات الروسية منذ أيام، السيطرة على مدينة ماريوبول، التي تتضمن الميناء الأوكراني الرئيسي على بحر آزوف جنوب شرقي البلاد.

وتسعى القوات الروسية إلى الربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم، مع تلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس، وذلك عبر السيطرة على مدينة ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها نحو 410 آلاف نسمة.

وقالت الأمم المتحدة الاربعاء الماضي أن مليون لاجئ فروا حتى الآن من أوكرانيا إلى دول المجاورة، خلال سبعة أيام فقط، ويأتي ذلك بينما بدأت المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن العمليات العسكرية المستمرة في أوكرانيا، ستتسبب في نزوح 12 مليون أوكراني داخليا وهم بحاجة إلى الإغاثة.

جرائم حرب

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، قد أعلن أمس أنه سيفتح تحقيقا فوريا في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، استجابة لطلب عدد غير مسبوق من الدول الأعضاء في المحكمة.

وقال خان في سلسلة تغريدات عبر تويتر: “لقد أبلغت رئاسة المحكمة الجنائية الدولية قبل دقائق بقراري البدء فورا في التحقيقات النشطة في الوضع بأوكرانيا، عملنا في جمع الأدلة بدأ الآن“.

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها واصلت قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

للقراءة أو الاستماع: خذلان صيني للروس في الملف الأوكراني: ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة