لم يمض على الغزو الروسي لأوكرانيا سوى أسبوع واحد فقط، لكن ذلك لم يمنع من توقع الغزب والولايات المتحدة الأميركية لعمر الحرب المحتمل.

مسؤولون في واشنطن والغرب، استبعدوا أن تضع الحرب الروسية على آوكرانيا أوزارها قريبا، لأن المواجهة ستطول، بحسبهم.

شبكة “سي بي إس” الأميركية، قالت إن مسؤولي الولايات المتحدة والغرب، “لا يرجحون أن تكون الحرب الحالية قصيرة الأمد”.

فبحسب تقرير للشبكة، توقعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، أن “الحرب قد تدوم 10 سنوات، وهو أمر ينذر أوروبا بمتاعب جمة”.

مشرعون أميركيون في “الكونغرس”، قالوا إن الحرب قد تمتد إلى 10 سنوات أو ربما 15 و20 عاما، وشدّدوا إن روسيا ستخسر الحرب في نهاية المطاف، وفق “سي بي إس”.

روسيا ستخسر في النهاية؟

ويتوقع الغربيون أن تطول مدة الحرب؛ “لأن الأوكرانيين أبانوا عن تشبثهم بالمقاومة، فيما كان الكثيرون يراهنون على أن تسقط أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة بغضون أيام قليلة فقط، وهو أمر لم يحصل”.
 
“وفي حال طالت مدة الحرب، فإن ذلك سيكون سيئا بالنسبة إلى روسيا وللأوكرانيين على حد سواء (…) لأن موسكو ستضطر إلى دخول مواجهة طويلة مكلفة، فيما سيتكبد الأوكرانيون فاتورة باهظة من جراء استمرار العمليات العسكرية”، وفق تقرير “سي بي إس”.
 
وفي السياق ذاته، قالت الموظفة السابقة في مجلس الأمن القومي الأميركي، إيميلي هاردينغ، أول أمس الثلاثاء، إنه على أميركا وأوروبا أن تستعدا لنزاع مدته ما بين 8 و10 سنوات، بما له من تداعيات اقتصادية.

للقراءة أو الاستماع: خذلان صيني للروس في الملف الأوكراني: ما الأسباب؟

بدوره رجّح المسؤول السابق عن عمليات وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” في أفغانستان، مايكل فيكرز، إن عدد الضحايا الروس سيزيد بشكل كبير إذا وقف الغرب بجانب أوكرانيا ومضى قدما في مساعدتها.

عقوبات ضد بوتين وموسكو

وفي 24 شباط/ فبراير المنصرم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء “العملية العسكرية ضد أوكرانيا”، ووصفها العالم بالغزو والحرب، وندّد بها.

وجاء الغزو الروسي تحت صيغة “حفظ السلام” على حد تعبير بوتين، من أجل حماية مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا، بعدما اعترف بهما كجمهوريتين مستقلتين.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، عقوبات اقتصادية هائلة ضد روسيا وبوتين وحظرت الطيران الجوي لها، ناهيك عن إيقاف بث مؤسساتها الإعلامية في دول الاتحاد الأوروبي.

للقراءة أو الاستماع: انتقادات للأوربيين بسبب ازدواجية المعايير والتمييز بين اللاجئين

وفور إعلان الغزو، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريتش، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيقاف الحرب فورا “باسم الإنسانية”، لكن الأخير لم يستجب للطلب.

المعارك مستمرة

ومنذ بدء الغزو الروسي، اضطر أكثر من 125 ألفا من المواطنين الأوكرانيين إلى الهرب من مدنهم وبلداتهم، والتوجه إلى حدود عدة دول أوربية في محاولة للجوء إليها.

ولم تتوقف المعارك في أوكرانيا، منذ اندلاع الغزو الروسي لها، إذ تحاول القوات الروسية التقدم للسيطرة على العاصمة كييف، وسط مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض عرضا أميريكيا لمساعدته على مغادرة كييف، لتجنب مصير كالقتل أو الوقوع بيد القوات الروسية، في إصرار منه على الدفاع عن عاصمة دولته.

للقراءة أو الاستماع: لتحجيم روسيا.. هل تُفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

وانطلقت عصر الاثنين المنصرم، جولة أولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية في منطقة غوميل عند الحدود البيلاروسية – الأوكرانية، وانتهت بالفشل دون الوصول لحلول توقف الغزو.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.