في ظل التدافعات السياسية التي يشهدها العراق ما بين القوى السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة، واستعداد جماهير “التيار الصدري” لتظاهرات مرتقبة ليوم غد، أعلنت اللجنة القانونية في البرلمان، اليوم الجمعة، عدم وجود جلسة لمجلس النواب يوم غد السبت.

محمد عنوز رئيس اللجنة، قال في تصريح لقناة العراقية الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت”، إنه “مضى على العملية الانتخابية 10 أشهر ومازالت هنالك تقاطعات سياسية، بشأن ملف تشكيل الحكومة وننتظر ما ستؤول إليه نتائج المفاوضات الحالية”.

وأضاف عنوز، أن “هناك شللا أصاب جلسات مجلس النواب أيضا بسبب الوضع السياسي إذ يفترض أن نشهد 8 جلسات شهريا بينما مجموع جلساته في هذه الدورة التشريعية لم يتجاوز الـ 12 منذ جلسته الأولى في كانون الثاني الماضي”.

وتابع، إنه “لا توجد جلسة غدا، وعقد الجلسة يتطلب قدوم المرشحين لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والأخوة الكرد لم يتفقوا لحد الآن على تسمية مرشح واحد متفق عليه”.

بالمقابل، بدأ أنصار زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، التجمع وسط العاصمة بغداد، تمهيدا لتظاهرة جديدة مناهضة لـ”لإطار التنسيقي”.

https://twitter.com/fareed8uured/status/1373010695395098624?s=21&t=WJz7QTkalciPRNoh6PdaGQ

اقرأ/ي أيضا: العراق.. احتجاجات أنصار الصدر “جرة إذن” لـ “الإطار”

تجمهر أنصار الصدر

صور تابعها “الحل نت”، أظهرت التجمهر في ساحة التحرير والشوارع القريبة منها، وسط انتشار أمني مكثف.

وتجمع العشرات من أنصار التيار الصدري عند مدخل جسر الجمهورية، المغلق بالعوارض الخراسانية، تمهيدا لتظاهرة حشد لها التيار لإعلان رفض تشكيل الحكومة من قبل “الإطار التنسيقي”.

ومنذ مساء الخميس، بدأت القوات الأمنية إجراءات مشددة تضمنت إغلاق جميع مداخل المنطقة الخضراء، إثر اقتحامها في التظاهرة السابقة للتيار الصدري، الأربعاء الماضي.

في السياق ذاته، أظهرت صور اقتحام عدد من أنصار التيار مكاتب لتيار الحكمة في مدينة الصدر، على خلفية التجمع الذي عقده زعيم التيار عمار الحكيم في ساحة الفردوس في بغداد، عصر اليوم الجمعة.

والأربعاء الماضي، مقاطع فيديوية عديدة، أظهرت خروج الآلاف من أتباع الصدر، الذي يملك أكبر قاعدة شعبية في العراق، للتظاهر في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، قبل أن يتوجهوا إلى المنطقة الخضراء، واقتحام مبنى البرلمان.

https://twitter.com/nourabdalla0/status/1234112874752200704?s=21&t=WJz7QTkalciPRNoh6PdaGQ

اقرأ/ي أيضا: العراق.. أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء والبرلمان

سبب حراك الصدريين

حراك أتباع زعيم “التيار الصدري”، جاء بعد أقل من ساعة من تغريدة مطولة للصدر عبر “تويتر”، بمناسبة حلول شهر محرم، وذكرى “واقعة الطف” التي شهدت مقتل الإمام الحسين، قائلا فيها: “اتخذوا ثورة الطف نموذجا لرفض الباطل والظلم والفساد”.

في السياق، دعا رئيس الحكومة العراقية، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، من خرجوا من المتظاهرين إلى الالتزام بسلميتهم، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والانسحاب الفوري من الخضراء.

احتجاجات أنصار مقتدى الصدر، جاءت بعد أن أعلن “الإطار التنسيقي” المقرب من طهران، في بيان رسمي له، الاثنين الماضي، ترشيح رئيس “تحالف الفراتين”، محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة العراقية المقبلة.

“الإطار التنسيقي” الموالي لإيران، يسعى إلى تشكيل حكومة توافقية، بعد استقالة “التيار الصدري” من البرلمان بتوجيه مباشر من زعيم التيار، مقتدى الصدر، الذي وصف مؤخرا قوى “الإطار” بأنها “أذرع إيران” لأول مرة في تاريخه السياسي.

في 12 حزيران/ يونيو الماضي، استبشرت قوى “الإطار” الموالية لإيران الخير بانسحاب مقتدى الصدر من المشهد السياسي، وأكدت أن مسألة تشكيل الحكومة الجديدة ستكون سهلة بعد انسحاب زعيم “الكتلة الصدرية“.

فشل التحالف الثلاثي

كان “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، فاز أولا في الانتخابات المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحصوله على 73 مقعدا، ثم انسحب من البرلمان العراقي، الشهر المنصرم.

بعد الفوز في الانتخابات المبكرة، شكّل الصدر تحالفا ثلاثيا مع “الحزب الديمقراطي” الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا، مسعود بارزاني، و“السيادة” بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

“التحالف الثلاثي” سُمّي بتحالف “إنقاذ وطن“، وبلغ عدد أعضائه قرابة 180 نائبا، وكان يسعى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب “الإطار التنسيقي“.

قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران والخاسرة في الانتخابات، لم تتقبل فكرة تشكيل حكومة أغلبية، وأصرّت على تشكيل حكومة توافقية يشترك “الإطار” فيها.

اقرأ/ي أيضا: العراق.. “الإطار” يصف احتجاجات أنصار الصدر بـ “الفتنة”

انسداد سياسي

عاش العراق -ويعيش- في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة، فانسحب الصدر ولم ينته الانسداد بعد.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

الفشل ذلك، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

اقرأ/ي أيضا: هل يعتذر شياع السوداني عن ترشيحه لرئاسة الحكومة العراقية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.