تعيش آلاف العائلات في مدينة حلب ومختلف المدن السورية، لساعات طويلة يوميا بدون كهرباء، وذلك بعد ان اتجهت العوائل لفصل اشتراكاتها الأسبوعية نتيجة فوضى الأسعار في المدينة.

وأفادت مصادر محلية بارتفاع أسعار اشتراكات المنازل بالكهرباء من المولدات الكهربائية، إلى الضعف، حيث وصل سعر الأمبير الواحد أسبوعياً إلى 10 آلاف ليرة سورية، فضلا عن انخفاض ساعات التشغيل اليومي.

ارتفاع سعر الأمبير في حلب يدفع الأهالي للاستغناء

ودفع ارتفاع أسعار الأمبير في حلب إلى استغناء الكثير من العائلات في مدينة حلب عن الأمبير القادم من المولدات الموزعة في أحياء المدينة. وذلك في ظل غياب شبه تام للتيار الكهربائي النظامي، إذ لا تتجاوز مدة التغذية ساعة أو ساعة ونصف يوميا.

وتحتاج كل عائلة إلى 40 ألف ليرة شهريا للحصول على أمبير واحد، بمعدل 5 ساعات يوميا. وهذه الكمية من الكهرباء لا تكفي سوى لتشغيل الإنارة وبعض الأشياء البسيطة التي لا تحتاج جهد كهربائي عالي.

قد يهمك: كهرباء الأمبيرات تحارب الصناعة الحلبية.. ما الذي يحصل؟

جدل بين الأهالي وأصحاب المولدات

ويؤكد أحمد أبو سعيد وهو أب في أسرة مؤلفة من أربعة أفراد أنه سيلغي اشتراكه في مولدة الحي الذي يسكن فيه. وذلك بعد عجزه عن دفع الاشتراك الأسبوعي إلى صاحب المولدة، الذي يرفع أسعاره بشكل دوري.

ويقول في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “صاحب المولدة أعلمني أنه الأسبوع القادم هناك أسعار الجديدة، فأخبرته بإلغاء الاشتراك، المحافظة تعلن عن أسعار مختلفة عن الأسعار التي يطلبها أصحاب المولدات، علما أن الأمبير لا يكفي لتشغيل البراد حتى“.

بدوره أعلن مدير حماية المستهلك في حلب أحمد سنكري، عن تسجيل ضبوط بحق 50٪ من أصحاب الأمبيرات المخالفة في المحافظة منذ بداية العام الحالي.

وأشار سنكري في حديث مع إذاعة “المدينة اف ام” إلى وجود 1100 مولدة كهربائية في حلب، مشيرا إلى تسجيل 500 مخالفة منذ بداية العام حتى الآن منها خلط مادة الزيت بمادة المازوت.

 وأوضح سنكري ن أصحاب المولدات يتزودون بمادة المازوت بالسعر الصناعي المقدر ب 1750 ليرة سورية من شركات خاصة بحسب اتفاق تم عقده منذ ثلاث سنوات بين وزارة النفط والشركات المعنية، إلا أنه أكد أن الشركات المتعاقدة لم تقم بإعطاء مادة المازوت لأصحاب المولدات إلا مرة واحد منذ عام تقريباً وهو ما خلق فجوة كبيرة

 ويقول أصحاب المولدات إنهم مضطرون لرفع أسعار اشتراكات الكهرباء تفاديا للخسارة، وذلك بعد توقف الشركة عن توزيع المازوت المدعوم لهم بسعر 1700 ليرة لليتر الواحد.

وأكد بعض أصحاب المولدات ممن تواصل معهم “الحل نت“، أنهم أصبحوا يحصلون على المازوت من السوق السوداء، بأسعار وصلت إلى 4 آلاف للتر الواحد، وذلك بضعف السعر التي كانت المحافظة توزعه لهم.

ويعتمد الأهالي في حلب وغيرها من المحافظات منذ سنوات على استجرار الكهرباء من المولدات المحلية. وذلك مقابل اشتراك شهري أو أسبوعي، في ظل الانقطاع في التيار الكهربائي. ونظام التقنين الذي يتجاوز في بعض المناطق 22 ساعة يوميا مقابل ساعتين تغذية.

قطاع الطاقة يحتاج إلى مليارات

يشار إلى أن وزارة الكهرباء السورية قدرت في العام 2021 تكلفة إعادة بناء الإنتاج والنقل في القطاع بـ 2.4 مليار دولار، إذ وصل تقنين الكهرباء في سوريا، خلال العام ذاته إلى عشر ساعات لكل ساعة أو نصف ساعة من الكهرباء.

الجدير ذكره أن، الحرب أدت إلى تعرض 4 محطات من أصل 14 محطة لأضرار جسيمة، أي ما نسبته 18 بالمئة من استطاعة الدولة.

وعليه ستبقى مناطق الحكومة السورية في المستقبل القريب في تدبر أمرها، كما ستواجه مصاعب في كيفية الحصول على ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات الطاقة التي تديرها، وستواصل ترقيع شبكة الكهرباء، بما أن داعمي الحكومة يرفضون الاستثمار بشكل مكثف في دعم الشبكة.

وكانت وزارة الكهرباء في حكومة دمشق، أقرت مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك.

للقراءة أو الاستماع: انقطاع الكهرباء لمدة 12 يوما في أحد أحياء مدينة دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة