في ظل موجة ارتفاع الأسعار غير المسبوقة في الأسواق السورية، متأثرة بعوامل كثيرة، ليس آخرها الغزو الروسي لأوكرانيا، تحاول حكومة دمشق التخفيف من وطأة الغضب الشعبي، إزاء الفشل الحكومي في ضبط الأسعار وتحقيق الوعود التي أطلقتها على مدار الأشهر القليلة الماضية.

مهرجانات لخفض الأسعار

وأعلنت كل من محافظة حلب وحمص تنظيم مهرجان خيري خلال شهر رمضان، وذلك بهدف طرح المواد الأساسية والسلع الغذائية بسعر التكلفة، بحسب ما تم إعلانه.

وفي حلب أعلنت غرفة التجارة، أنها ستنظم بالتعاون مع محافظة حلب، مهرجان “رمضان الخير“، الذي سيبدأ في 5 رمضان بمشاركة 112 شركة، و يستمر طيلة فترة شهر رمضان.

وقال أمين سر غرفة التجارة في حلب سامر نواي، في تصريحات نقلتها إذاعة “نينار إف إم“، إن: ” هذا المهرجان يأتي إستكمالاً لمشروع الغرفة السابق في رمضان الماضي، حيث يهدف هذا المشروع لبيع كل المواد التي تحتاجها الأسرة السورية، من ملابس وغذائيات ومنظفات وأدوات منزلية وحتى حلويات العيد، وستباع بسعر التكلفة من المنتج الى المستهلك مباشرة“.

قد يهمك: ذريعة جديدة رابعة لتبرير ارتفاع الأسعار الجنوني في سوريا

وبحسب نواي فإن الشركات المشاركة ستؤمن العديد من المواد الأساسية، مثل الرز والسكر والزيت والسمنة وغيرها، وستكون الأسعار مدروسة وبشكل يومي، ولن يتأثر طيلة فترة شهر رمضان بتذبذب أسعار الصرف حسب قوله.

أما في حمص فأكد المحافظ بسام بارسيك، تنظيم مهرجان مماثل في حي الوعر تحت عنوان “أهلا رمضان“، وذلك بهدف فتح أسواق لبيع المواد الغذائية والمنزلية للمواطنين وكل ما يحتاجونه بسعر التكلفة.

وقال بارسيك في تصريحات للإذاعة المحلية: “هذا المهرجان انطلق منذ يومين ومستمر لعشرة أيام، حيث أطلقته محافظة حمص خلال هذه الفترة بسبب اقتراب شهر رمضان، ولأن الأسر تقوم بالتحضير خلال هذه الفترة للشهر الفضيل“.

من جانبه قلل صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في حلب أنس نجدي، عن فعالية هذه الحركات ومدى تأثيرها على أسعار السلع الأساسية في الأسواق.

 في اتصال هافي  مع “الحل نت“: “بالتأكيد نتمنى تنفيذ هذه الوعود التي نسمعها، لكن ثقتنا بالجهات الحكومية أصبحت ضعيفة جدا، بدلا من تنظيم مهرجانات، فليذهبوا لضبط الأسعار في الأسواق“.

ويضيف: “من أين ستأتي هذه الشركات بالمواد؟، أم أنهم سيأتون بمواد نخب خامس وسادس او منتهية الصلاحية لبيعها!، الأسعار في السوق غير مسبوقة“.

قد يهمك: سوريا.. المطاعم الشعبية ترفع أسعار أصنافها بدون استئذان

الحكومة شريك في ارتفاع الأسعار

لم تجد الإجراءات التي تدعي الحكومة القيام بها كتسيير دوريات لمراقبة الأسواق وتحرير ضبوط بحق المخالفين نفعا، كما أنها لم تؤثر في الأسعار مطلقا، فالأسعار لا تزال في صعود بشكل يومي، وهذا ما جعل المواطنين في حالة تساؤل وتشكيك حول دور الحكومة الموافق ضمنا على ما يجري.

ويسمع السوريون منذ عدة أشهر وعودا مستمرة من الحكومة ومن غرف التجارة والصناعة عن تخفيضات قادمة وضبط للأسواق لكن دون أن يكون هناك أي نتائج.

ونقلت صحيفة “الوطن” عن أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها أكرم الحلاق، أنه قبل شهر رمضان سوف يكون هناك انخفاض ملحوظ واستقرار في أسعار المواد والسلع الاستهلاكية بشكل عام، وعزا الحلاق ذلك إلى أن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات تبشر بارتياح اقتصادي قادم بشكل عام وهو ما يعطي الأمل بأن ينعكس ذلك إيجابا على الأسواق المحلية.

وبحسب متابعة “الحل نت“، فقد ، طال ارتفاع الأسعار مطلع الأسبوع الجاري، عددا من المواد التي لطالما اعتبرت مكونات للوجبات الغذائية لفقراء السوريين، كالبرغل والعدس والخضار التي بارتفاعها حرمت الفقراء من أبسط أنواع الطعام الذي كانوا يعتمدون عليه.

حيث بلغ سعر كيلو البرغل ارتفع إلى 5000 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو العدس إلى 8000 ليرة، وسعر كيلو الرز 7500 ليرة، وأيضا ارتفع سعر كيلو البصل إلى 1500 ليرة، كما ارتفع سعر صفيحة زيت الزيتون 20 لتر إلى 250 ألف ليرة في حال وجدت.

قد يهمك: ارتفاع الأسعار ليست المشكلة الوحيدة في الأسواق السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.