الأيام الحُسُوم هي أيام حاسمة قاسية، وقيل عنها في معجم المعاني أنها أيام شؤم، ينقطع فيها الخير، وتأتي هذه الأيام كحد فاصل بين فصلي الشتاء والربيع، وتأتي تباعا، وهي معروفة في منطقة البحر المتوسط وبلاد الشام، بأنها الأيام العشر الثانية من شهر آذار/مارس، وفي تلك الأيام يتم تلاقح النباتات والأزهار وما يرتبط بذلك من كثرة الرياح القوية التي تهبّ في المناطق المختلفة.

بداية أيام الحُسُوم

تبدأ أيام الحُسُوم في اليوم العاشر من شهر آذار/مارس، من كل عام، وتستمر حتى اليوم السابع عشر منه، أي لتكون مدتها سبعة أيام وثمان ليال متعاقبة، ولهذه الأيام خصائص طبيعية تميزها عن غيرها، وذلك بسبب تغير الطقس فيها، حيث يشهد نتيجة للانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع هبوب رياح قوية، ولكنها مفيدة من الناحية العلمية في مجال الزراعة حيث تقوم هذه الرياح بنقل لقاح النباتات المعروف بـ”غبار الطلع”، من أجل إجراء عملية التلقيح النباتي الطبيعي، لتتحول أزهار النباتات إلى ثمار بعد أن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع.

قد يهمك:بدء العمل بالتوقيت الصيفي في سوريا.. متى تم استخدامه وما علاقة ألمانيا؟

سبب تسمية الأيام بهذا الاسم

العديد من الأسباب التي دعت لتسمية هذه الأيام بهذا الاسم، منه ما هو مرتبط بالآيات القرآنية التي تتحدث عن هلاك قوم عاد، ومنها ما يعود لأسباب أخرى بعضه شعبي.

يُعرف الحسم بالبرد الذي يحل آخر فصل الشتاء، وفي تلك الفترة لا يزرع فيها، ولهذا يحسمونها العرب من التقويم الزراعي ولا يزرعون فيها شيئا، وبالتالي يسمونها بالحسوم، كما سميت بهذا الاسم لأنها نظرا لأنها الحاسمة الفاصلة بين فصل الشتاء وفصل الربيع.

ويمتنع المزارعون في هذه الأيام عن كثير من الأعمال الزراعية وبخاصة تقليم الأشجار، ويؤجل الناس كثيرا من الأعمال الحياتية واليومية، وينقلون قصصا كثيرة عن الأمراض والتلوث والهلاك الذي يمكن أن يحدث للزرع والناس والمواشي.

وكان الناس يميلون إلى الاعتكاف في هذه الفترة في بيوتهم، وكان العرب يرونها أيام نحس يتشاءمون منها، حتى أنها وردت في بعض الأمثال الشعبية مثل “ما حلال بيدوم إلا بعد الحسوم”، فمن المعروف أن التراث الشعبي مستمد في جزء كبير منه من العلاقة بالطقس والطبيعة والبيئة وأسلوب الحياة.

إقرأ:السنة الكبيسة بسبب شهر شباط.. تعرفوا إلى أسباب قِصر أيام هذا الشهر

ولكن من الناحية العلمية، لا يوجد من ينفي أو يثبت ما يتداوله الناس، إلا فكرة واحدة وهي أنه يتم تلقيح النباتات والأزهار خلال هذه الأيام، وهو السبب الذي يمنع المزارعين من الاقتراب من الأشجار والمزروعات، من أجل ألا تتعرض عملية التلقيح للتخريب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.