السنة الكبيسة بسبب شهر شباط.. تعرفوا إلى أسباب قِصر أيام هذا الشهر

السنة الكبيسة بسبب شهر شباط.. تعرفوا إلى أسباب قِصر أيام هذا الشهر

دائما ما تثار التساؤلات حول سبب قِصر أيام شهر شباط واختلافه عن باقي أشهر السنة، حتى أن السؤال الآخر الأبرز حول سبب وجود سنة كبيسة تحضر مرة واحدة كل أربع سنوات، بحيث يكون هذا الاختلاف أيضا حاصل في شهر شباط.

وتُعرف السنة الكبيسة بأنها سنة تتكون من 366 يوما، على غرار عدد الأيام في السنة العادية تتكون من 365 يوما، حيث يضاف يوم واحد إلى شهر شباط/فبراير مرة كل أربع سنوات، بحيث يكون عدد الأيام فيه 29 يوما.

على عكس السنوات العادية التي يتكون فيها هذا الشهر من 28 يوما، وتأتي سنة كبيسة مرة واحدة كل أربع سنوات لمزامنة التقويم الميلادي مع السنة الفلكية، والسنة الفلكية تعني الوقت الذي تستغرقه الأرض لإكمال دورة واحدة حولها الشمس.

لماذا شباط سنة 2022، 28 يوما فقط؟

إن العام الحالي 2022 يسمى بالسنة “البسيطة”، يكون فيه شهر شباط/فبراير عبارة عن 28 يوما فقط، لأن السنة الكبيسة تأتي كل أربعة سنوات، وكانت سنة 2020 سنة كبيسة، وبالتالي فإن السنة الكبيسة المقبلة ستكون في عام 2024 والذي سيكون فيها شهر شباط/فبراير عبارة عن 29  يوما.

من أجل ضمان أن تظل مواسم التقويم الميلادية متزامنة مع المواسم الشمسية، يتم وضع يوم إضافي في التقويم الميلادي كل 4 سنوات، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية. فعلى الرغم من أن السنة الكبيسة وُجدت كحل لمشكلة التوافق الزمني بين التقويم الميلادي والدورة الفلكية للأرض حول الشمس، إلا أنها لا تعد شاملا، بالنظر إلى أن المبدأ الذي تقوم عليه هذه السنة يعتمد على إضافة 24 ساعة كاملة كل 4 سنوات، وبالتالي أن السنة التقويمية تتجاوز السنة الشمسية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية.

لذلك، ينتج عن تراكم هذه المدة الزمنية يوم إضافي جديد بعد 128 سنة تقويمية إلى جانب 29 شباط/فبراير، ولهذا يقع إلغاء السنة الكبيسة مرة واحدة كل 400 عام، وهو ما يساعد على تقليص الفارق الزمني بمقدار نصف دقيقة لصالح السنة التقويمية، ما يعني أن السنة الشمسية ستتأخر عن السنة التقويمية بمقدار يوم كامل بعد 3300 سنة.

التقويم قبل التعديل

وبحسب التقويم الروماني القديم، يحتوي شباط/فبراير على 28 يوما لأن الشهر قد أضيف في فترة لاحقة بعد باقي الأشهر، فخلال القرن الثامن قبل الميلاد، استخدموا تقويم “رومولوس”، وهو تقويم من 10 أشهر فقط، تبدأ السنة فيه بشهر آذار/مارس مع الاعتدال الربيعي، وتنتهي في كانون الأول/ديسمبر، ولم يكن يتواجد شهرا كانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير.

كان التقويم السنوي من قبل عبارة عن عشرة أشهر، وكانت السنة تمتد فقط لـ 304 أيام، في ذلك الوقت. كان الشتاء فصلا بدون اسم، ولا شهور محددة، لأن المزارعين استخدموا التقويم باعتباره جدولا زمنيا، فكان الشتاء بالنسبة لهم فصلا عديم الجدوى، ولم يكن يستحق أن تحتسب فيه شهور.

ورأى الملك نوما بومبيليوس، خلال فترة ملكه أن ذلك كان غبيا، فكيف لتقويم أن يتجاهل سُدس السنة؟ ولذا، وفي العام 713 قبل الميلاد، جعل نوما التقويم مكونا من الـ12 دورة قمرية للسنة، واستحدث شهري كانون الثاني وشباط، وقد أُضيف الشهران في نهاية التقويم.

قد يهمك: لم ترد بالمصادر التاريخية.. اكتشافات أثرية جديدة تحت جامع النوري

التقويم الجديد

وبحسب مصادر بحثية، كان التقويم الجديد الذي يتكون من 355 يوما؛ عدة عيوب، فبعد مضي سنوات قليلة، لن تصبح الفصول والشهور متزامنة، ولإبقاء الأمور في نصابها، سيدرج الرومان لاحقا في بعض الأحيان شهرا كبيسا من 27 يوما يُسمى “ميرسيدونيوس”، وسيتخلى الرومان عن آخر بضع أيام من شباط ليبدأ الشهر الكبيس في الـ24 من شباط، وهو دليل آخر على أنه لا أحد اكترث كثيرا بالشهر أبدا.

وبهذا فقد تسبب هذا الأمر إلى حدوث مشاكل، فالشهر الكبيس لم يكن ثابتا، بالأساس لأن كبار كهنة روما هم من كانوا يُحددون متى يحل الشهر، واستخدموها ليطيلوا من فترات ولاية أصدقائهم في المناصب السياسية، ويخفضوا من فترات ولاية أعدائهم، وبحلول عصر الإمبراطور يوليوس قيصر، لم يكن لدى الرومان أية فكرة عن اليوم الذي كانوا فيه.

لذلك، عارض يوليوس قيصر فكرة الشهر الكبيس، وأصلح التقويم مرة أخرى، ولكي يتم الإصلاح كان لا بد من جعل العام 46 قبل الميلاد مكونا من 445 يوما.

وبذلك جعل قيصر التقويم متوافقا مع الشمس، وأضاف بضعة أيام حتى يصل المجموع بعد الإضافة إلى 365 يوما، واحتفظ شباط، والذي بحلول ذلك الوقت أصبح في مقدمة التقويم، بأيامه الـ28.

لكن لكي يصل إلى مجموع الـ 355 يوما، كان على شهر ما أن يتكون من عدد أيام زوجي. وانتهى الأمر بأن أصبح شهر شباط أقل من باقي الشهور، ربما لأنه كان ببساطة الشهر الأخير في التقويم، وانتهى الأمر بتقويم نوما ليبدو بهذا الشكل.

قد يهمك: قائمة المسلسلات السورية التي ستعرض في رمضان 2022

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.