بين الحين والآخر، يحاول تنظيم “داعش” أن يثبت للعالم وجوده، فيعمد على محاولات التصعيد والتهويل الإعلامي.

إذ نشرت مجلة “نبأ” الناطقة باسم تنظيم الدولة، انفوغرافاً عن أبرز عملياته ما بين 10 و23 من تشرين الثاني الحالي.

وبين الإنفوغراف أن التنظيم نفذ نفذ 17 عملية، تنوعت بين ثلاث عمليات اغتيال، وصولات واشتباكات وخمس عبوات ناسفة وكمينين، إضافة إلى عملية إحراق بئر نفطية، وتدمير سبع آليات وعطبها، بحسب صحيفة محلية.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، جويل هاربر، لجمعة 26 من تشرين الثاني، أن “تنظيم الدولة يستخدم أساليب العصابات لترهيب المدنيين وابتزازهم وسرقتهم وتعريض قوات الأمن المحلية للخطر”.

اقرأ أيضاً: خسائر متعددة لدمشق في البادية.. لماذا لم تستطيع روسيا القضاء على داعش؟

عمليات نوعية لتنظيم داعش

الباحث في جسور للدراسات والمتخصص في الشأن الجهادي، عباس شريفة، قال للحل نت، أنه من المتوقع أن يقوم النظيم بتطوير تكتيكات أكثر خطورة، لاسيما بعد أن أطلقت “قسد” أكثر من 900 عنصر متهم بانتمائه للتنظيم .

وكانت صحيفة “الجارديان” قد نشرت تقريرًا، في 22 من تشرين الثاني الحالي، تحدثت فيه عن إفراج “قسد”، المسؤولة عن سجون في شمال شرقي سوريا تضم نحو عشرة آلاف رجل على صلة بتنظيم “الدولة”، عن سجناء مقابل أموال بموجب مخطط “مصالحة”.

وأشار شريفة، إلى أن “التنظيم لديه موارد بشرية كبيرة تعمل على عمليات نوعية بما فيها تفجير وغارات وكمائن قد يكون لها أهداف معينة”.

وأضاف شريفة، أن هذه العمليات النوعية قد يتخللها محاولات اغتيال شخصيات من قسد والجيش الوطني وكل خصومهم في المنطقة، وهذا الأمر يتعلق بقدرة التنظيم على إيجاد جهاز أمني سري”.

هل يشكل التنظيم خطراً على المنطقة؟

المتحدث باسم التحالف الدولي، قال أن إن “خلايا تنظيم (الدولة) بدأت تصعّد من هجماتها ضد المدنيين باستخدام العبوات الناسفة والأسلحة الخفيفة لتقويض إمكانية استقرار الأماكن المحررة من الإرهاب”.

وفيما يتعلق بتهديد التنظيم لأمن المنطقة، يعتقد شريفة، أنه في ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها مناطق الشمال السوري، وعدم وجود قيادة موحدة، إضافة لغياب التسيق بين الفصائل وعمليات التهريب في نقاط تمركزهم، سيكون من السهولة على التنظيم أن يقوم باختراقها.

اقرأ أيضاً: سجن التاجي: محاولة هروب فاشلة لعناصر تنظيم داعش

وبالتالي، سيقوم التنظيم بتنشيط عملياته وسيعمل على زعزعة أمن منطقة، لاسيما لأن هذا الأمر سيخدم مصالح كثير من الفاعلين الدوليين والإقليمين على رأسهم روسيا والحكومة السورية.

وحذر شريفة من الهشاشة الأمنية الموجود في المنطقة والتي ستجعل الخلايا النائمة لداعش بتفعيل نشاطها بسهولة، ومؤكداً ضرورة تطوير الوضع الاقتصادي والأمني للحيلولة دون ذلك.

وكان التنظيم قد، فجر عبوة ناسفة بعربة كانت ضمن رتل للقوات الأمريكية، يمر من قرية السعدة الغربية جنوبي الحسكة، ما أدى إلى احتراق العربة، في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.

ونفذ مقاتلو التنظيم كمينًا بقوات تابعة للجيش السوري، وفجروا عبوات ناسفة بها واستهدفوها بالأسلحة الرشاشة، في وفي 15 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.

نشاط متكرر في البادية 

المحلل العسكري، العقيد مصطفى فرحات، خلال حديث سابق لـ”الحل نت” إنّ التنظيم يعتمد على جلب المعلومات باستطلاع دقيق من خلال الرصد المستمر. بالإضافة عبر تنشيط خلاياه النائمة والتنصت على مكالمات الطرف الآخر.

ولم يستبعد فرحات، قدرة التنظيم على شراء الذمم من قبل عناصر في قوات الحكومة السورية. مضيفاً أن الوضع الاقتصادي المزري للعناصر اجعل منهم لقمة سائغة للتنظيم.

ويشير المحلل العسكري، إلى أنّ التنظيم يعتمد على الكمائن والغارات والدراجات النارية، والتي وصفها بأنّها هدف غير مكشوف بالنسبة للطيران، فهي هدف نقطي صغير جدا. وفق تقديره.

وأوضح المحلل العسكري بأنّ التنظيم لا يشترك اليوم في عمليات عسكرية كجيش موجه لجيوش. إنما يعتمد على قوام عدد قليل من القوات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.