على مدى ثمان سنوات لم تكن موسكو ودمشق في جدية تامة من أمرهم للقضاء على تنظيم داعش. حيث لا يزال التنظيم يتموضع في مناطق من وسط سوريا دون تغييرات جذرية في القضاء عليه. في حين أنّ التنظيم يكبد الحليفتين خسائر فادحة ذهاباً وإياباً من الرقة حتى بادية السويداء.

ويعود السبب إلى أن موسكو ودمشق لا تعيان حقيقة بنية التنظيم التي درسها “التحالف الدولي” سابقا، فهي ليست كيان منسجم. وكيان أيدلوجي يعتمد قادة على جلب الشباب وزجهم في الأعمال القتالية. ودخوله في مراحل التخفي في صحراء تدمر والبادية السورية.

خطط داعش في البادية السورية للبقاء

يقول المحلل العسكري، العقيد مصطفى فرحات، خلال حديث لـ”الحل نت” إنّ التنظيم يعتمد على جلب المعلومات باستطلاع دقيق من خلال الرصد المستمر. بالإضافة عبر تنشيط خلاياه النائمة والتنصت على مكالمات الطرف الآخر.

ولم يستبعد فرحات، قدرة التنظيم على شراء الذمم من قبل عناصر في قوات الحكومة السورية. مضيفاً أن الوضع الاقتصادي المزري للعناصر اجعل منهم لقمة سائغة للتنظيم.

ويشير المحلل العسكري، إلى أنّ التنظيم يعتمد على الكمائن والغارات والدراجات النارية، والتي وصفها بأنّها هدف غير مكشوف بالنسبة للطيران، فهي هدف نقطي صغير جدا. وفق تقديره.

وأوضح المحلل العسكري بأنّ التنظيم لا يشترك اليوم في عمليات عسكرية كجيش موجه لجيوش. إنما يعتمد على قوام عدد قليل من القوات.

وحول استمرار وجود تنظيم داعش في المنطقة، أفاد فرحات، «داعش حاليا حقيقة مرتبطة بالحل السياسي في سوريا. لا يمكن أن ينتهي داعش طالما أن هناك غياب للحل السياسي في سوريا. ويستفيد التنظيم من التناقضات الموجودة بين الفرقاء الموجودين على الأرض السورية».

وشكك فرحات، في أن يكون تنظيم داعش ذو أولوية لدى روسيا والحكومة السورية، وهو أحد العوامل الذي يستفيد منها داعش ويستمر ببقائه.

اقرأ أيضا: التنافس الروسي الإيراني يصعد نشاط خلايا “داعش” في ديرالزور

560 غارة روسية على مواقع «داعش»

ارتفعت حدة القصف الجوي الروسي على أهداف لتنظيم داعش، خلال نوفمبر/ تشرين الجاري، في مناطق متفرقة في البادية السورية، تركز أغلبها في باديتي الرقة ودير الزور وبنسبة أقل في بادية حمص.

وتزامن هذا التصعيد، مع تعزيز للقوات الروسية عتادها العسكري في البادية السورية، بهدف رفع مستوى قتالها ضد تنظيم داعش في أرياف حمص وتحديدا قرب منطقة تدمر.

وبحسب وسائل إعلامية سورية، فإن الطائرة الحربية رافقتها طائرة من نوع “يوشن” محملة بما يقارب 120 عنصرا من ميليشيا “فاغنر” الروسية، حيث تم إنزالهم داخل مطار تدمر.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنّه أحصى نحو و 560 غارة منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حتى يوم الجمعة الفائت 26 من الشهر.

وتشير الإحصائيات في الفترة الممتدة من 24 آذار/مارس إلى يوم الجمعة الفائت، إلى أن عدد قتلى القوات النظامية السوري والمليشيات الإيرانية المساندة له بلغت 1597 قتيلا، بينهم 3 من الروس على الأقل. بالإضافة لـ 153 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.

في المقابل، نشر تنظيم داعش “انفوغرافيك” جديد، يوم الجمعة الفائت، عبر إحدى أذرعه الإعلامية، بيّن فيه أبرز عملياته خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

 تحدث التنظيم عن قيامه بـ 17 عملية متنوعة، بين اغتيال وإحراق بئر نفط وتدمير آليات، وهجمات متفرقة. بالإضافة إلى تفجير عبوة ناسفة في رتل للقوات الأميركية في قرية السعدة غربية قرب مدينة الحسكة. في الـ 12 تشرين الثاني/نوفمبر.

وعليه، يرى مراقبون أنه من الواضح أن تنظيم داعش بات قريبا جدًا من تغيير الواقع على المستوى العسكري في شرق ووسط سوريا. لا سيما في التعامل مع الطرق الطويلة السريعة والحيوية. حيث يعتمد فيها الجيش السوري وحلفائه عليها في إمداداتهم، كما أنّه يعرض الاستثمارات الروسية ومصالح إيران إلى خطر أكبر.

قد يهمك: ظهور مريب لداعش في السويداء.. هل يهدد استقرار جبل العرب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة