“لتعويض خسائرها في سوريا”.. عرضٌ إيراني لترميم المعالم الأثرية

“لتعويض خسائرها في سوريا”.. عرضٌ إيراني لترميم المعالم الأثرية

أعربت طهران عن استعدادها للمساهمة في ترميم المناطق الأثرية والسياحية في سوريا، التي تعرضت للتخريب خلال الحرب المُندلعة في البلاد منذ 10 سنوات.

جاء ذلك، خلال لقاءٍ جمع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري “محمد الخليل”، بوزير السياحة الإيراني “علي أصغر شالبافيان”، على هامش معرض “إكسبو دبي 2020”.

وقال “شالبافيان”، إن بلاده «مستعدة للمشاركة بفاعلية في عملية إعادة الإعمار وترميم المناطق الأثرية والسياحية التي تعرضت للتخريب في سوريا، والقيام بالاستثمار السياحي عبر بناء وتجهيز منشآت فندقية جديدة»، بحسب وكالة (سانا) الرسميّة السوريّة.

ويبدو أن طهران تسعى بذلك لبسط يدها على المعالم الأثرية للتنقيب والبحث عن الآثار، بذريعةِ ترميمها، وذلك بعد تعرضها لخسائرٍ كبيرة في الحرب السوريّة.

ويرى “وجدان عبد الرحمن”، المختص بالشأن الإيراني، أن إيران أنفقت المليارات من الدولارات في سوريا لكي يكون لها دوراً كبيراً في مابعد الاستقرار على الأراضي السوريّة.

موضحاً لـ(الحل نت)، أن ما تريده إيران هو «دورٌ سياسي واقتصادي على حدٍ سواء».

وأضاف «لكن نحن نشهد في الوقت الحاضر أن روسيا أخذت هذا الدور من إيران، وأصبحت تسيطر وتهيمن على قطاعي الاقتصاد، والثروات الطبيعية في سوريا»، وفق “عبد الرحمن”.

مشيراً إلى أن روسيا «لم تشرك إيران في هذا المجال، إلا أن إيران تحاول تعويض هذه الخسائر من خلال سرقة الآثار والتاريخ السوري».

وعن سبب التركيز على سرقة الآثار، قال “عبد الرحمن”، إن «نظام “الأسد” تواطئ مع طهران، في سبيل المحافظة على كرسي الحكم، وهو المسؤول عن سرقة الآثار السوريّة».

ولفت الباحث إلى أن الميليشيات الإيرانيّة أقدمت على سرقة الآثار في كل المناطق التي سيطرت عليها ضمن الجغرافية السوريّة.

قائلاً: «ففي درعا وحدها، هناك 16 موقع أثري، سرقت طهران الآثار منها، وأخرجتها من الأراضي السوريّة، فيما تم بيع بعضها داخل إيران».

لذلك، «إيران تحاول تعويض خسائرها من خلال هذه السرقات، وتمويل ميليشياتها الموجودة في سوريا، سواء في دير الزور أو في مناطق أخرى».

وذكّر “عبد الرحمن” المشهد الإيراني في العراق، حيث أن «إيران استولت على آبار النفط العراقيّة، وكذلك على الشركات العراقيّة ونقلها إلى بلادها».

معرباً أن هذا هو الأسلوب الإيراني أينما حلّ «حلّ الدمار وحلّت السرقة»، بحسب وصفه.

ويوجد في سوريا نحو 4500 موقع أثري، تضم آثاراً يعود تاريخها لنحو أربعين حضارة، من إيبلا وأوغاريت وماري، مروراً بالآرامية والفينيقية والأكادية والكلدانية، وصولاً إلى البيزنطية والرومانية والعربيةّ.

وسبق أن ذكرت تقارير لوسائل إعلام محليّة، أن ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني استخرجت في الآونة الأخيرة، آثاراً من تدمر، شرقي حمص.

في وقت أشارت تقارير عدة، أن الميليشيات الإيرانيّة تستخدم المواقع الأثرية كمستودعات لتخزين الأسلحة والصواريخ، ما يعرض تلك المواقع للخطر.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.